تحقيقات وتقارير

شراكة الوطني والاتحادي.. (العقد) بعد (الدخلة)

[JUSTIFY]لأول مرة في حياتي أسمع وأشاهد عقد زواج بعد الدخلة!! فقد (دخل) الحزب الاتحادي جناح الميرغني الحكومة في أعلى مستوياتها(مساعداً ومستشاراً) قبل (عقد) المشاركة وحتى هذا العقد لم تنشر تفاصيله بالشفافية المطلوبة لا لأعضاء وقيادات ومنسوبي الحزب الاتحادي ولا للرأي العام السوداني بل رأينا على شاشة التلفاز توقيعات فقط ثم تصريحات وخطب للجانبين وحتى هذه تبادل فيها خطيبا الطرفين(عثمان عمر ونافع) اتهامات وردود متبادلة واختلافات واضحة في وجهات النظر مثلما قال الأستاذ عثمان عمر ورد عليه د.نافع بأن كل شيء تمام والدستور أتاح الحريات وأي حديث عن اتفاق سيحقق مزيداً من الحريات غير مقبول. إذاً” على أي شيء اتفق جناح الميرغني مع الوطني. ثم جاءت الطامة الأخرى بتوزيع الحقائب الوزارية فكانت كالجبل الذي تمخض فولد فأراً، نفس الوجوه القديمة للمؤتمر الوطني(أحمد وحاج أحمد) بل احتفاظها بكل الوزارات السيادية تاركاً غيرها ودونها لجناح الميرغني الذي لم يكن نصيبه بأكثر وأحسن من نصيب جناح الدقير!! لقد أسفرت (الدخلة) قبل (عقد) المشاركة عن ميلاد ميزانية العام 2012 وأشك أن يكون السادة (المساعدين) الجدد قد (ساعدوا) في إعدادها ومناقشتها بشكل كافٍ وعميق وجاد ولا حتى المستشارين الجدد قد تمت مشاورتهم… فهل وافقوا مثلاً أو اعترضوا على زيادة سعر البنزين أو قدموا خيارات أخرى كتخفيض النفقات الحكومية بدلاً عن زيادة البنزين أم الأمر لا يهمهم كثيراً لأنهم أصلاً لا يدفعون تكلفة البنزين؟
احذروا يا إسلاميي مصر
يتكرر الآن نفس ما حدث في انتخابات الجزائر في جولتها الأولى حين اكتسحت جبهة الإنقاذ الجزائرية الإسلامية تلك الانتخابات وبدلاً من أن يتبصروا الواقع المحلي والدولي جيداً سكروا بالفوز وأطلق بعض قادتهم المؤثرين تصريحات على شاكلة (لاديمقراطية في الإسلام) لن (نسمح بعمل المرأة) (لا دولة مدنية بل دولة إسلامية) وهكذا شعارات رغم أنهم فازوا بصندوق الانتخابات الديمقراطية وأصوات المرأة في إطار نظام مدني!
الآن اكتسح الإسلاميون الانتخابات المصرية في جولتها الأولى ويتوقع المزيد من الاكتساح في الجولات القادمة ومن المؤكد سيفوز المرشح الإسلامي القوي المعتدل لرئاسة الجمهورية(حازم صلاح) دون غيره فالبرادعي وعمرو موسى وغيرهما لا حظ لهما بالتأكيد مع هذا المد الإسلامي الكاسح بشقيه الإخواني والسلفي خاصة إذا اتفقوا. انصح التيار الإسلامي المصري ألا يقع في الفخ وأن يكون أكثر حكمة وذكاءً” ويستفيد من التجربتين التركية والتونسية ولا يستعجل ويصيبه الغرور فهم قد صبروا على الظلم والقهر ستين عاماً منذ ثورة يوليو المصرية التي فشلت بشقيها القومي الاشتراكي والوطني الليبرالي في جمهورياتها الثلاث من إقامة نظام حكم رشيد، عادل وديمقراطي بل انتهت كما بدأت منذ إزاحة اللواء نجيب إلى نظام سلطوي ديكتاتوري فاسد وفاشل ومنبطح لإسرائيل والغرب الأمريكي وقبلها الشرق السوفياتي وسيطرة طبقة جديدة وأجهزة الأمن والاستخبارات والبلطجية ونخب ومافيا ومراكز قوى رأسمالية طفيلية مصت دم الشعب المصري واستولت على مقدراته العظيمة حتى انتفض وثار الشعب المصري وأطاح بها في أعظم ثورة.
أذكر في مداخلة لي في ندوة حول الربيع العربي في القاهرة مؤخراً قلت لأحد قيادات الإخوان وحزبه الحرية والعدالة الذي تحفظ على التسمية (مدنية الدولة) قلت له إن الدولة المدنية تعني عدم الدولة العسكرية أو الثيوقراطية وأن دولة الرسول(ص) هي الدولة المدنية التي ساوى فيها بين جميع الأديان ومجتمع المدينة المتعدد المتنوع. فما يضيركم أن تكون المواطنة هي منشأ الحقوق والواجبات ليس المذهب أو العرق أو الدين أو الجهة؟
[/JUSTIFY]

صحيفة السوداني – محجوب عروة