احذر: الجلوس لساعات طويلة يهدد قلبك
وفي هذا الصدد، أثبتت دراسة طبية حديثة أجراها باحثون وأطباء أمريكيون أن الجلوس على الكرسي لفترات طويلة ومتواصلة يؤدي إلى تراكم الدهون في منطقة الخصر والأرداف بنسبة قد تصل إلى50% عن الأشخاص الذين يداومون على المشي بصورة منتظمة.
وأشار الباحثون إلى أن الضغط على مناطق الجسم مثل الأرداف والخصر بصورة مستمرة أثناء الجلوس قد يضاعف من تراكم نسبة الدهون في تلك المناطق خاصةً عند الاستلقاء على الآريكة ومشاهدة التلفاز وتناول الوجبات غير الصحية مثل البطاطس المقلية والمشروبات الغازية وعدم ممارسة الأنشطة الرياضية بصورة منتظمة، طبقاً لما ورد بوكالة “أنباء الشرق الأوسط”.
وأضافوا أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض الشلل الكلى أو الشلل الرعاش ولا يستطيعون المشي ويضطرون إلى الجلوس على كرسى متحرك هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة المفرطة خاصةً في الجزء السفلي من الجسم.
كما توصلت نتائج دراسة أجرتها جمعية السرطان الأمريكية، على أكثر من 123 ألف شخص خلال فترة 14 عاماً، إلى أن النساء اللاتي يجلسن لأكثر من ست ساعات في اليوم، هن أكثر عرضة بنحو 40% للوفاة، من أولئك الذين جلسن أقل من ثلاث ساعات في اليوم الواحد، وكان الرجال أكثر عرضة للوفاة بنحو 20%.
وقد ركزت الدراسة الواسعة النطاق على عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم، بينما ركزت دراسات أخرى على الظروف الخاصة التي تؤثر على معظم الأمريكيين، وأشياء مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسمنة، والسكر، والاكتئاب. وفي تلك الدراسات أيضاً ارتبط طول فترات الجلوس بالأمراض الخطيرة ارتباطا وثيقاً.
ونشرت المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة في وقت سابق من هذا العام، أن الأشخاص الذين يعملون في وظيفة لا يتحركون فيها كثيراً معرضون أكثر من غيرهم، بنحو مرتين، لخطر نوع معين من سرطان القولون.
وأكد الدكتور جيمس ليفين وهو إخصائي الغدد الصماء في مستشفى مايو كلينيك، وأحد كبار الباحثين في هذا المجال، في عدد نوفمبر الماضي من مجلة لمرض السكر، أن “الجلوس لديه وظيفة بيولوجية متجذرة، فهو يحتاج الطاقة اللازمة نفسها للاستلقاء، ولكن أثناء الجلوس، الشخص مدرك لمحيطه”.
وأضاف: “الجلوس المعتدل ليس سيئاً.. ولكن في الزيادة يكمن الضرر.. ومما يثير القلق أن الكرسي في غرفة المعيشة هو المقر الرئيسى بالنسبة لمعظم الناس في العالم المتقدم. الدائم”.
وفي دراسة تدق ناقوس الخطر، وتحذر من أضرار الجلوس لساعات طويلة، أكد خبراء بريطانيون في دراسة أعدت مؤخراً، أن العمل لمدة 11 ساعة يومياً بدلاً من النمط المعتاد 8 ساعات يومياً من التاسعة صباحاً إلى الخامسة مساء يزيد من احتمالات الإصابة بالأزمة القلبية.
وتزيد ساعة العمل الطويلة احتمال الإصابة بنسبة 67%، كما يقول الخبراء الذين اعتمدوا في استنتاجاتهم على دراسة الحالة الصحية لسبعة آلاف موظف. وترى الدراسة أن على الأطباء أن يسألوا مرضاهم عن عدد الساعات التي يعملونها.
وأكد البروفيسور ميكا كيفيماكي كبير الباحثين أن تطرق الطبيب إلى ساعات عمل المرض هو عملية بسيطة ومفيدة، ويجب أن يصبح أمراً روتينياً. ولا بد أن تساعد هذه المعلومات الجديدة على إتخاذ قرارات أفضل فيما يتعلق بعلاج مرضى القلب”.
كما قد تكون نتائج هذه الدراسة تحذيراً لمن يعملون ساعات طويلة، حسب ما يرى بروفيسور كيفيماكي. وتشير الدراسة إلى أن 192 شخصاً من الذين رصدت أوضاعهم على مدى 11 سنة قد تعرضوا لأزمات قلبية.
وكان الذين يعملون 11 ساعة أو أكثر يومياً معرضين للإصابة أكثر من غيرهم بمرة ونصف. وحين أضيفت ساعات العمل الطويلة الى عوامل الخطر الأخرى كارتفاع ضغط الدم أمكن الحصول على صورة أكثر وضوحاً.
ويرى الخبراء القائمون على الدراسة أنه لو أضاف الأطباء سؤالاً حول ساعات العمل إلى مجمل الأسئلة التي يوجهونها لمرضاهم لربما إمكان إنقاذ 6 آلاف شخص من أصل 25 ألفاً يصابون بأزمة قلبية سنوياً في بريطانيا.
ويضيف الخبراء أن هناك حاجة لإجراء دراسات إضافية للتأكد فيما إذا كان تخفيض عدد ساعات العمل يساهم في تحسين صحة القلب.
وأكد بروفيسور ستيفين هولجيت من مجلس الأبحاث الطبية الذي ساهم في تمويل الدراسة المذكورة “هذه الدراسة ستجعلنا نعيد النظر في المقولة الشهيرة: “العمل الشاق لن يقتلك”.
ومن جانبه، أشار البروفيسور مارك هاميلتون أستاذ مادة الطب الحيوي في كلية الطب بجامعة ميسوري، إلى أنه كلما قلت حركة الجسم، انخفضت كمية السكر التي يحرقها، مما يعني أن ساعتين من الجلوس كفيلتان برفع السكر في الدم بنسبة 7%.
وأكدت البروفيسورة جينفياف هيلي الباحثة في معهد علوم السرطان بجامعة كوينزلاند الأسترالية، أن الجلوس لفترة طويلة يدمر العمود الفقري أيضاً، حتى في حال ممارسة التمارين الرياضية لمدة ساعة أو نصف ساعة يومياً، مشيرة إلى أن ممارسة الرياضة لمدة ساعة لا تكفي لدرء خطر الجلوس طوال ساعات.
وأجمع الخبراء على أن حل هذه المشكلة هو المزيد من الرياضة المنتظمة، واقتطاع فترات الجلوس الطويلة لممارسة بعض التمارين الرياضية.
يذكر أن عملية الأيض هى مجموع العمليات التي تتم في الجسم لتحويل الغذاء الذي نتناوله إلى طاقة.
العمود الفقري في خطريجهل البعض المخاطر الجمة التي قد تلحق بعضلات رئيسية في الظهر نتيجة كثرة الجلوس أمام التليفزيون أو الكمبيوتر، وظهر ذلك واضحاً من خلال الدراسة التي أكدت أن الجلوس بشكل مستقيم يسبب إجهاداً للظهر أكثر من القعود علي الكرسي بشكل مترهل.
ومن جانبه، أوضح الدكتور وسيم أمير بشير الذي قاد فريق البحث في مستشفي أبردين باسكتلندا خلال محاضرة ألقاها أمام جمعية الطب الشعاعي في أمريكا الشمالية أن الجلوس بشكل مستقيم مع وضع الساقين بشكل متواز مع الجسم يزيد من حدة الإجهاد علي الأقراص القطنية في الجزء السفلي من الظهر.
وقد أجري بشير وفريق البحث دراسة شملت 22 شخصاً لا يعانون من أي أوجاع في ظهورهم وذلك عبر أخذ صور رنين مغناطيسي لهم بعد الطلب منهم الجلوس في أوضاع مختلفة.
وتبين للباحثين أن انحناء الأشخاص الذين يستخدمون الكومبيوتر إلي الأمام يسبب إجهاداً للظهر أكثر من الجلوس علي كرسي بشكل مستقيم، كما أن الجلوس على كرسي حين يكون الظهر والفخذان في وضع 135 درجة أفضل للجسم من الناحية البيولوجية والميكانيكية من الجلوس عندما يكون وضع الجسم على 90 درجة وهو الأمر الذي يعتبره الناس أمراً طبيعياً .
وفي بحث مماثل، كشفت دراسة حديثة أن الجلوس لفترات طويلة أمام التليفزيون والكمبيوتر يسبب ضرراً بعضلات الظهر والعمود الفقري، مشيرة إلى أن الجلوس لساعات طويلة يؤثر بالسلب على العمود الفقري وعضلات الظهر، والتي تبدأ بالترهل ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الآلام.
وأضافت الدراسة أن العظام والأنسجة الغضروفية والعضلات تحتاج إلى كثير من الحركة والجهد، لكي تحافظ على مرونة العظام، لأن عدم القيام بهذه الجهد يعتبر بداية حدوث مشاكل في عظام الظهر.
جلوس الأطفال وخطر التوحدأكد بيتر جروش “رئيس الجمعية الانجيلية لمساعدة المدمنين بألمانيا” على أن ممارسة ألعاب الكمبيوتر أو مشاهدة التليفزيون لساعات طويلة قد تصيب المرء بالإدمان والوحدة.
وأوضح جروش أنه ليس من السهل تحديد الطفل المصاب بإدمان ألعاب الكمبيوتر فتحدث هذه المسألة بشكل تدريجي حتى تتحول إلى إدمان، حيث أنه يؤثر على الأطفال بشكل سلبي، مما يؤدي إلى عدم ممارسة الهوايات، وفي بعض الأحيان يصابون بالسمنة، بحسب جريدة الجزيرة.
ومن جانبه، صرح يورجن ديترينج طبيب الأمراض النفسية، أنه من الممكن معرفة الأطفال مدمني الكمبيوتر عن طريق تغيير في سلوكهم، فإذا توقف الطفل عن ممارسة هواياته أو إهماله لأصدقائه، فهذا يعتبر دليل على دخول مرحلة الخطر.
الكمبيوتر يهدد خصوبتككما توصلت دراسة أمريكية إلى أن الإفراط في استخدام الكمبيوتر المحمول له علاقة بفقدان الخصوبة عند الرجال لأن الحرارة المنبعثة منه تؤثر على السائل المنوي وتضعفه، لذا تنصح الدراسة الرجال الراغبين بالزواج والإنجاب التفكير قبل استخدام الكمبيوتر المحمول بسبب ارتباطه بالعقم.
وحذرت الدكتورة سوزان كافيك من المدرسة الطبية بجامعة لويولا في مايوود بولاية أيلينوي، من أن الحرارة المنبعثة من هذا الجهاز يمكن أن تؤثر على إنتاج السائل المنوي وتطوره وقد تضعف فرص هؤلاء الرجال في الإنجاب.
ونصحت كافيك الشباب من عدم وضع الكمبيوتر المحمول على الركبتين بل على طاولة أمامهم إذا أمكن من أجل الوقاية من التلف الذي قد يصيب النطف المنوية ويؤدي إلى التراجع في عددها ويؤثر على قدرتها على الحركة وإخفاقها في التخصيب والإنجاب.
نصائح لتفادي مشاكل الجلوس
ينصح الأطباء بمراعاة بعض الخطوات المهمة لتفادي العادات السيئة والأمراض الناتجة عن الجلوس السيئ ولمدة طويلة أمام شاشة الكمبيوتر.
وأشار الأطباء إلى أنه يجب أن يكون مستوى الرأس مستقيماً أثناء الجلوس أمام الكمبيوتر على أن نتجنب انحناء الرقبة قدر الامكان، كما يجب أن يتحرك الشخص الجالس أمام الكمبيوتر من مكانه على الأقل لمدة دقيقتين كل نصف ساعة مع القيام ببعض التمارين الرياضية البسيطة في كل مرة ويجب أن يكون وضع الرأس والعمود الفقري مستقيمين، كما يجب اغلاق شاشة الكمبيوتر من وقت لآخر وتركيز النظر على منظر خارجي لإراحة عضلات العينين.
وأخيراً يجب عدم تناول الطعام أثناء العمل على الكمبيوتر لتفادي زيادة الوزن.[/JUSTIFY]
محيط