[ALIGN=CENTER]سوّاها الخطير [/ALIGN]
أمامي الآن تقريباً كل الصحف السياسية الصادرة في الخرطوم يوم الأحد الموافق 25 يوليو2010م . العناوين الرئيسة المشتركة فيها كلها أربعة تقريباً الأول هو شداد يهدد باللجوء للفيفا نتيجة لقبول الطعن في ترشحه.. الثاني هو القبض على 4 متهمين بتهريب قتلة غرانفيل في قارسيلا.. الثالث أحزاب المعارضة ترفض دعوة الرئاسة للاجتماع بها وتطالب بموتمر جامع.. الرابع هو الاتحاد الإفريقي يرفض طلب الجنائية بفتح مكتب لها في أديس أبابا. خبر شداد كان الأوّل دون منازع فهو إمّا مينشيت أول أو ثاني أو في صدر الصفحة الأولى. أمّا الصحف الرياضية فيكفي أنّها كادت أن تُهمل خبر هزيمة الفريق القومي للشباب من الفريق الكيني بهدفين وفي عقر دارنا. الكل يعرف ماذا يمكن أن تفعل الفيفا بالنشاط الرياضي في السودان، فالفيفا لا تخاطب رئيساً أو وزيراً ولا تفاوض إنّما تصدر نشرة وعلى الآخرين التنفيذ، وإذا جمدت الفيفا النشاط الرياضي في بلد ما فهذا يعني أنّ فريقه القومي وأنديته لا بل حتى اللاعبين الذين يحملون جنسيته لن يشاركوا في أي نشاط خارجي، فمثلاً إذا أصدرت الفيفا قرارها اليوم فإنّ الهلال لن يذهب إلى هراري لمباراة الرد أمام كابس، ويُعتبر مهزوماً ويصعد كابس إلى مجموعات الكونفيدرالية، والمريخ كذلك لن يسافر للنيجر لمقابلة فريق الجيش وإذا صدر القرار والهلال مُقبل على المباراة النهائية فسوف يمنح الكأس للفريق الآخر وأحمد الباشا المعار في ليبيا سوف يجمد نشاطه. شداد كان مُنتبهاً للشغلانة، فكان يخطر الفيفا أولاً بأول، وعندما فتح باب الترشيح رفع شداد تقريراً للفيفا يقول فيه إنّ المفوضية فرضت رسوماً للترشيح تصل إلى عشرة آلاف دولار من المرشح الواحد، فأصدرت الفيفا نشرتها فقامت المفوضية بتخفيض الرسوم بنسبة ستين في المائة (أولاد أمي كنينة).. وعندما رفضت المفوضية ترشيح سبعة أشخاص بحجة أنّهم أمضوا دورتين رفع شداد الأمر للفيفا والآن بعد الطعن فيه تمّ (الرفع الكبير) لذلك يكون من الطبيعي أن يضع الجميع أيديهم على قلوبهم في انتظار نشرة الفيفا، والتي غالباً ما تطالب بتجميد العملية الانتخابية الحالية (هذا في حالة الرأفة). المفوضية اعتمدت على المادة(16) التي تمنع أي مرشح أمضى دورتين من الترشح للمرة الثالثة (خلاص الدستور الأمريكي دا) إلا إذا كان يشغل منصباً إقليمياً أو دولياً وهذا ينطبق على مجدي شمس الدين ومعتصم جعفر؛ ولكن هذا النص لا وجود له في النظام الأساسي للاتحاد العام والفيفا تعترف بالاتحاد العام ولا تعرف المفوضية وتعتبرها جهة حكومية؛ ولكن الأهم لو كان في لوائح الفيفا مثل هذا النص لما ظلّ بلاتر في موقعه الحالي، ولما تطلع إلى أن يكون في المنصب حتى عام 2020م كما قلنا قبل يومين أنّ الوظائف الإدارية الرياضية الأصل فيها الكنكشة، والذي ساعد على الكنكشة أنّ الانتخابات فيها تقوم بها أقلية؛ فمثلاً الذين سوف يصوّتون لاختيار المكتب التنفيذي للاتحاد في الانتخابات الحالية عددهم (74) -أربعة وسبعون فقط- وشداد في علاقة (شيلني وأشيلك) مع أكثر من نصفهم، بينما شداد نفسه في ذات العلاقة مع بلاتر، فرئيس الفيفا ينتخبه رؤساء الاتحادات القطرية، وليس مناديب الدول في الأمم المتحدة. صوت العقل يقول بتجميد العملية كلها أو السماح لشداد بالترشّح، وإن كنا نتمنى أن يذهب شداد من تلقاء نفسه، ويترك الفرصة لتلاميذه ليديروا النشاط الرياضي، فرغم اعترافنا بخبرته ومعرفته بعوالم الكرة إلا أنّ فرقنا القومية في عهوده الطويلة كانت صفر على الشمال، ويكفي ما حدث أمس من الفريق الكيني.
صحيفة التيار – حاطب ليل- 25/7/2010
aalbony@yahoo.com