زهير السراج
الثورة نفر…!!
* وللذين احتجوا كامل الحق في ذلك، إذ يحتاج الشخص العادي الذي يسكن في الثورة ويعمل في الخرطوم إلى (120) جنيها في الشهر مقابل مواصلاته، اي اكثر من ربع قيمة راتبه الشهري، فماذا يفعل لو كان لديه اطفال في المدارس يستخدمون المواصلات العامة؟!
* قد تكون قيمة التذكرة معقولة بالنسبة للمشوار وتكلفة التشغيل، ولكن الأهم أن تكون معقولة للمواطن الذي يستخدم هذه الوسيلة للانتقال من مكان اقامته الى مكان عمله وبالعكس، وإلا فإن المشروع يصبح عديم الجدوى أو قليل الجدوى، وأخشى ان يكون الأمر كذلك..!!
* وهنا لا بد من طرح سؤال فى غاية الأهمية وهو.. (هل أجرت الولاية دراسة جدوى للمشروع تضمنت متوسط دخل الشريحة المستهدفة بهذه البصات، أم أن الدراسة اقتصرت على تكلفة التشغيل فقط بدون مراعاة متوسط دخل هذه الشريحة؟)!
* إذا كانت الاجابة على هذا السؤال هي (نعم)، فهنالك احد احتمالين إما أن تكون الدراسة خاطئة أو ان التعريفة مرتفعة، إذ أن المواطن المستهدف بهذه الخدمة لا يمكنه شراءها بهذه القيمة العالية وبالتالي فإنه لن ينتفع بها وانما الذى سينتفع شخص آخر ليس هو الشخص المستهدف، وفي هذه الحالة فإن القيمة العملية للمشروع ستنخفض بشكل كبير، او أن المشروع لن يحقق الهدف الذي من أجله أقيم، مما يعني فشله، حتى لو حقق الكثير من الأرباح لولاية الخرطوم..!!
* أما اذا كانت الإجابة هى (لا)، فان ذلك يعني ان للمشروع اهدافا اخرى، مثل تحقيق المكسب المادي، بدون النظر الى احتياجات الشريحة المستهدفة التي تمثل الغالبية العظمى من سكان الولاية، الأمر الذي يعني الفشل ايضا، لان تلبية حاجة الأغلبية يجب ان تكون هي الأساس في إقامة مثل هذه المشاريع الحكومية وليس شيئا آخر..!!
* غير ان الواقع في حقيقة الامر ليس بهذه الصورة القاتمة، فلا تزال الفرصة سانحة امام الولاية لتقديم هذه الخدمة المميزة الى من يستحقها وذلك بخفض التعريفة مع اتخاذ عدة اجراءات لموازنة الخسائر الناجمة عن التخفيض، ويأتي على رأسها زيادة المساحات المخصصة للوقوف داخل البصات بإزالة عدد من المقاعد، العمل بنظام البصات السريعة التي لا تتوقف في المحطات الوسيطة بتعريفة اعلى بقليل من التعريفة العادية، استخدام اقل عدد من العاملين (الكماسرة) بتوفير التذاكر في الأسواق والعمل بنظام الأبونيهات أو البطاقات الشهرية أو الأسبوعية بقيم مختلفة حسب عمر أو وظيفة حامل الأبونيه (طالب أو غير طالب)… إلخ، العمل بنظام البطاقات العائلية لتشجيع العلائلات لاستخدام البصات خلال العطلة الاسبوعية او العطلات الرسمية… إلخ، الاستفادة من البصات كأداة اعلانية متحركة، بالاضافة الى توفير خدمات صيانة سريعة وعالية الكفاءة.
* من المهم جداً ان يحس المواطن العادي بقيمة هذه الخدمة ويسعى لاستخدامها حتى تتحقق منها الفائدة المرتجاة في كافة الجوانب وعلى رأسها تقديم الخدمة لمن يستحقها…!!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
23 يوليو 2010