فلة بعد ترحيلها إلى الجزائر: الأمن المصري هددني بالسجن وعاملني كإسرائيلية
ووصفت ما حدث في مطار القاهرة بأنه “مهزلة”، وانتقدت الإجراءات الأمنية. وقالت بسخرية إنه لو كان جواز سفرها إسرائيليًّا لكان الأمر أهون، مؤكدةً أن دار الأوبرا ووزارة الثقافة المصرية ردتا اعتبارها.
وفي تصريح خاص لـmbc.net هو الأول بعد عودتها إلى الجزائر، الأربعاء 9 نوفمبر/تشرين الأول الجاري؛ قالت المطربة الجزائرية بنبرة حزينة ومتأثرة بما حدث: “كانت التأشيرة سليمة على جواز سفري، والتذاكر موجودة. ومن المفروض أن أُقيم 5 حفلات. وتأكدت سلامة كل الإجراءات وعدم وجود قرار بمنعي من دخول مصر”.
وأضافت فلة: “دخلت بكل محبة وسلام. وكنت أظن أنه بعد الثورة سيكون هناك تغيير، لكن للأسف”، قبل أن تضيف: “وفي المطار وجدت أناسًا من دار الأوبرا ينتظرونني، وطمأنوني بأن الجوازات ستُختم فقط، ولن يستغرق الأمر 5 دقائق، لكني فوجئت بأنها صارت 6 ساعات وأنا أنتظر ومعي كل الحقوق”.
وتابعت المطربة الجزائرية: “فوجئت بما حدث إلى أن توجهت إلى ضابط لأستفسر، وكأني قادمة بجواز إسرائيلي، ولو كنت به ربما لمر أحسن مني”.
وتابعت: “سألته: ما المشكلة؟، خصوصًا أن أختي كانت هي الأخرى تنتظر في المطار، فقال لي الضابط: لو دخلت مصر ستُسجنين بسبب قضية مكالمة هاتفية”.
وأضافت المطربة الجزائرية: “لكن أية قضية -وتبعًا للقانون، ولو كانت جريمة قتل- تسقط بعد مرور 15 عامًا”.
وشكرت فلة الجزائرية كل الذين تضامنوا معها، خصوصًا وزارة الثقافة المصرية. وقالت: “بعد أن غنيت وصورت أغنية “وحشاني يا مصر”، كنت أظن أني سأدخل مصر التغيير، خصوصًا أن شعارها دائمًا (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)”، وتابعت: “تحدثت إلى ضباط، وكل واحد له كلام، وهناك فوضى كبيرة”.
وبخصوص تضامن الفنانين المصريين معها بعد الذي حدث، قالت فلة: “لم يتمكن أحد من الاتصال بي، خاصةً أن كل هواتفي جزائرية، حتى أختي لم أستطع رؤيتها”.
وأسفت الفنانة قائلةً: “من المفروض أن يستقبلوني بكل احترام؛ لأني قادمة كسفيرة لنوايا الصلح، لا كما حدث، خصوصًا بعد المهزلة مباراة أم درمان”.
وتابعت: “أقول لكل هذا بكل أسف وأتأسف لحال الوطن العربي، خصوصًا أن مصر هي بوابة الفن والثقافة، ويأتي أناس يأمرون كما يريدون”.
وأضافت فلة الجزائرية: “ويؤسفني أن يحدث هذا بعد الثورة الشريفة، لكن إخواننا في المطار لم تصدر منهم مبادرة حسن نية بتاتًا”.
وعن رد اعتبارها بعد الذي حدث لها، قالت: “رد اعتباري جاء ممن وجهوا إليَّ الدعوة، واعتباري لم يُهَن بتاتًا؛ لأنهم في السفارة كانوا على اتصال دائم بي، وكان يرافقني شخص ظل واقفًا لمدة 12 ساعة”.
واعتبرت فلة ما حدث مهزلة. وقالت: “في جوازي أنا مولودة في فرنسا، وجواز سفري من بلد يشرف كل البلدان؛ فهو بلد المليون ونصف المليون شهيد، ولم يكن هناك أحسن مني بكل حب وسلام”.
وعن خلفيات ما حدث لها، قالت: “الظاهر أن هناك أناسًا لا يريدون للشعب الطيب يتهنى”.
وفيما يخص غياب التصريح الأمني للدخول، قالت: “التصريح الأمني هذا مثل ما قالوا لي وذكروني بقضية عمرها 17 سنة لما لفقوا لي قضية بسبب مكالمة هاتفية، وليست قضية دعارة. وهي قضية تليفون يا عيب الشوم، فهل يوجد قانون في 2011 يعاقب على مكالمة هاتفية؟!”.
وكانت سلطات مطار القاهرة احتجزت المطربة الجزائرية مساء الثلاثاء أكثر من ست ساعات.
وصرحت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة بأنه أثناء إنهاء إجراءات جوازات ركاب رحلة مصر للطيران رقم 846 القادمة من الجزائر؛ تبين وجود المطربة “فلة عبابسة” مواليد 1961 بجواز سفر جزائري رقم 2043449، وبصحبتها “ميرة بهلول لبيسة” ضمن ركاب الرحلة، وكانت تحمل تأشيرة دخول مسبقة، لكن لا تحمل موافقة أمنية مسبقة.
وأضافت المصادر أنه بفحص بياناتها جنائيًّا، تبيَّن أنها مطلوبة في قضية أمنية رقم 4275 لسنة 1996 جنح مدينة نصر، ومحكوم عليها حضوريًّا بالحبس لمدة 3 سنوات، فاحتُجزَت بعد منعها من الدخول، ورُحِّلت على رحلة مصر للطيران رقم 845 المتجهة إلى الجزائر.
وكانت “فلة” قررت زيارة مصر بعد غياب 15 عامًا منذ ترحيلها عام 1996، لتشارك في إحدى حفلات دار الأوبرا المصرية، إلا أنها فوجئت بمنعها من الدخول وترحيلها رغم عدم وجود اسمها على قوائم الممنوعين من الدخول، كما اكتشفت المطربة الجزائرية رفع اسمها من قوائم الممنوعين من دخول مصر في يناير/كانون الثاني الماضي؛ فقد وُضع على قوائم المحظورين من دخول البلاد أو الغناء فيها بعد صدور تعليمات من وزارة الداخلية المصرية بترحيلها في 20 يونيو/حزيران 1996 على خلفية ملف القضية السابقة.
mbc.net