مصطفى الآغا

شفافية لانعرفها ؟؟؟

شفافية لانعرفها ؟؟؟ نحن العرب نخفق كثيرا في المسائل الرياضية ولكننا نادرا ما نعترف بهذا الإخفاق ونرمي بالتهم على أي شئ وكل شئ بدءا بالطقس وأنتهاء بالمدربين الأجانب أو المحليين … ونحن دائما نطالب بالشفافية ونحن من الشفافية براء براءة الذئب من دم سيدنا يوسف …

الأكيد أنكم سمعتم كلام ( البطل ) مارتشيلليو ليبي مدرب المنتخب الإيطالي والمتوج معه بطلا لكأس العالم عام 2006 ويومها لم يكن الطليان مرشحون للقب ولكنهم انتزعوها انتزاعا من الكبار مثل غانا والتشيك وامريكا ثم استراليا ( مباراة لم تكن بالقمة للطليان وتأهلوا بشق الأنفس ) ولكن بعدها ثلاثية في شباك أوكرانيا ثم ثنائية في شباك ألمانيا وفي النهائي هزموا فرنسا ….وتوج الآزوري بطلا وليبي اسطورة .. نفس الليبي خرج مهزوما كسيرا حزينا من الدور الأول لبطولة 2010 وقبل أن اكمل كلامي أقول أن ليبي واحد من المدربين القلائل في العالم الذين أحرزوا كل الألقاب في الدنيا سواء مع المنتخبات أو الأندية ( عكس فيرغيسون ومورينيو وفينغر وهوييه وكابيللو ) … وهو توج مرتين أفضل مدرب في العالم عامي 96 و98 حسب الإتحاد الدولي لتأريخ وإحصاءات كرة القدم وأفضل مدرب في العالم حسب الإتحاد الدولي عام 2006 واعتبرته مجلة التايمز الشهيرة والرصينة عام 2007 واحدا من أفضل خمسين مدرب عبر تاريخ كرة القدم منذ إختراعها وهو توج بلقب الدوري الأيطالي خمس مرات وأربعة ألقاب سوبر إيطالية ولقب دوري أبطال اوروبا وكأس السوبر الإيطالية وكأس اندية العالم … أي أنه نال كل شئ يحلم أو يفكر به مدرب .. ومع هذا قال هذه العبارات التي أتركها بدون تعليق بعدما خرج الطليان من كأس العالم على يد السلوفاكيين ….

ليبي قال ” إنه يتحمل المسوؤلية كاملة ولام نفسه أولا على وزر الخروج وقالها بكل وضوح : ” أنا أتحمل كل المسؤولية ، لن أقدم أي أعذار. عندما يدخل لاعبو الفريق الى مباراة مهمة مثل هذه والرعب يملأ رؤوسهم وقلبهم و تفكيرهم وفشلوا في التعبير عن نفسهم ، فهذا يعني أن المدرب لم يجهزهم بشكل جيد … أعتقدت أن الفريق سيعمل جيداً ، لكني لم أجهزهم بشكل جيد ، لقد توقعت كل شيء لكن ليس أن نلعب بهذ هالطريقة…”

هذا ماقاله رجل بقامة وخبرة وسيرة وتاريخ وأنجازات ليبي فيما نسمع نحن من رجال لا يحملوا ربع أو خمس تجربة أو انجازات أو سيرة ليبي الذاتية كلاما ( هجوميا ) لدى الخسارة على مبدأ خذوهم بالصوت بدلا من الإعتذار للجماهير ووضع النقط على الحروف .. لا بل تجد التهم تلف وتدور في حلقات مفرغة لتتوه الحقائق في النهاية بعدما نكون قد وجدنا كبش فداء .. للحقيقة الضائعة …

و أختتم حديثه قائلاً : ” أنا آسف لأني سوف أنهي هذه الوظيفة بهذا الشكل ، لقد توقعت كل شيء إلا هذا ، أنا أتحمل كل المسؤولية و الخيارات و طريقة عرضي للفريق في المباريات الثلاث الأخيرة ، حظاً موفقاً لخليفتي في تدريب المنتخب و شكراً للكل لآخر أربعة سنوات ” .

مدونة مصطفى الآغا – MBC.NET
Agha70@hotmail.com