فدوى موسى

مكان آخر

[ALIGN=CENTER]مكان آخر [/ALIGN] ما أصعب أن تبدأ بعد أن تكون قد قطعت شوطاً كبيراً.. لعل السلوى في البدايات أنها مختلفة.. فربما شكل عنصر الاختلاف روحاً للدهشة التي أصبحت أمراً نادراً في ظل تشابه كل المداخل والمخارج.. ولكن المكان يعبق بروح أخرى.. روح أن ترجع بمقدراتك وذهنك قليلاً للماضي لعل في ذلك راحة من العصف الذهني والتوتر النفسي الى حين.. رغم أنك قد تحس بظلم جرته الأيام الى نفسك بتحديدها لهذه البداية الأخرى.. إلا أن بعضاً من الظلم نافع.. والنفع هذا ربما تدركه عند بعض النقاط والملامح.. وملمح اليوم أن تكون بارداً متجلداً أمام كل الحوادث والتفاصيل.. لعل المكان الآخر مكاناً آمناً الى حين.. ولعل الوجوه الجديدة تحمل بعضاً من متنفس مؤقت تضع عنده شيئاً من القبح واللوم.

الحين.. الحين

لا تستطيع أن تُخفي إحساسك بالإستحسان أو الرفض للأمر ما دام هناك تداول وأخذ وعطاء ودماء حارة تجري في العروق ترتفع وتنخفض معدلات تأثيرها بالأحداث التي تجري أمامها وخلفها ومن وراء الحجب الموضوعة.. وما دامت هناك أيام تتجدد بحملها لكل ما هو مغايرا عن الأمس والغد.. فلا يضيرك أنك جئتها راجلاً أو على المطايا والركائب أو جررت اليها زحفاً.. سيان أن تدرك الأمر الآن أو بعد حين.. فإن كان مما ليس من بد فليكن «الحين.. الحين» كما يقول ذلك المثل الخليجي الساخر.. الحين يجب أن تتجرد من نوازعك الملحة الى نوازع الآخر المفروضة والواجبة.. دون أن تتجرأ على سير أيامك المألوفة والفالتة.

وحدة وانفصال..

معاً نختار مفصل التاريخ للوطن.. فهل سنبقي عليه وطناً مجتمع الأطراف.. أم نسلم طوعاً بخيارات الإستفتاء التي أضحت حقاً مشروعاً لأبناء الجنوب أن يختارونا أو يتجاورون معنا.. وللجوار مآلات تحتمل كل الأجندة من الداخل والخارج.. فهل إن انفصلوا عنا ركبت السياسة جنونها وأخرجت من كنانتها السهام التي تصيب وتدوش الأقرباء قبل الفرقاء.. ثم هل يمكن العودة من بعد الانفصال إن وقع لا قدر الله؟

حالة من اللبس تفضيها الأحوال الماثلة الآن في الجنوب في ظل استفراد القوي بالضعفاء.

آخر الكلام:

المكان الآخر.. أياً كان موقعه شمالاً.. جنوباً.. أو مفصلاً للإلتقاء أو الفرقة.. يبقى للأمر بقية ورماد.

سياج – آخر لحظة – 1406
fadwamusa8@hotmail.com