هاجر هاشم
خرج ولم يعد
يدخل إلى قلوب الجميع منذ الوهلة الأولى، يتغلغل في المسامات، يسكن في براحات العشق ويكنس الآخرين ليجلس هو فقط فوق النبض.
سيدي.. ذاك الرجل المصنوع من الأفراح.. معجون مع ابتسامات الملائكة وكأنه رجل من الزمن القديم.
إنه رجل البدايات والنهايات، سيد المواقف العصيبة يخرج لك من الدموع كلمات سعيدة.
سيدي خرج من أمكنة معتقة بشهامة السودانيين، ورجل البلد لذا هو كما تقول النساء (راجل أخوات)، يقف مع الضعيف في تواضع غريب.
إذا مررت قربه تسكنك رائحة الجنة، وتحلق بك دواخل هذا الإنسان في عوالم نقاء لم تمسسه أقدام البشر الفاسدة.
سيدي خرج ولم يعد من قائمة الموتى الأحياء، الكثيرون هنا ميتون يحملون جثثاً فاحت منها رائحة الموت الغريبة، نعم للموت رائحة وللميتين رائحة ليست لها صلة بعالم الأحياء، للأحياء رائحة لكنها مليئة بما يفعلون، كل إنسان منا تفوح منه رائحة ما يفعل، لذا أحذروا أفعالكم.
لنعود للرجل الرقم، كان يقول لي تعلمي أن تعاملي كل شخص بعقليته، فالتفكير يختلف.. هناك من لديه اضطراب في الشخصية، وهناك المتزن، وهناك الصديق، والعدو، والذي يحب لك الخير، والذي يحقد عليك دون أسباب.
سيدي أنت خرجت ولكنك ما تزال موجوداً في زوايا المكان، ابتسامتك مرسومة على أوراقك المبعثرة ترفض أي مداد بعد مدادك.
إعترافات – صحيفة الأسطورة 5/7/2010
hager.100@hotmail.com