إشراقات …!!
(1)
** سوا بواو.. كنتي بتوريت .. باراج بجوبا .. قرى بجنوب الوطن غير معروفة للسواد الأعظم في بلادى .. بيد أنها تكاد تدخل الي ذاكرة الدنيا والعالمين بأفضل الأبواب وأرحبها.. أبواب التنمية والاستقرار ثم الوحدة المرتجاة .. فالشعب موعود يوم الأربعاء – بإذن الله – بلحظة سعيدة ستظل شاهدة على توقيع عقود الدراسة لتشييد ثلاثة سدود بتلك القرى .. وهذا حدث لحظته تستحق أن يحتفي بها الشمال والجنوب معا .. هذا وذاك تقاسما آلام الحرب بكل مآسيها حينا من الدهر ، وآن الأوان بأن يقتسما آمال السلام فيما تبقى من العمر ..وجميل جدا أن يهب القدر أهل السودان حدثا ومكانا وزمانا كهذا يلتقي فيه أبناء الوطن من أجل الوطن وإنسانه.. جميل أن يلعن الكل السياسي تفاصيل السياسة وموبقاتها ، ليتكئ على شاطئ البلد المنشود والمستقبل المريود .. فالكل يحلم بالخير والرخاء لمستقبل البلد.. وهذا وذاك لايتحققان إلا ببذل الجهد ثم دعم مثل هذا الحدث الفريد.. تكلفة تلك السدود في مرحلتها الأولى ستمائة مليون دولار .. بالتأكيد قليلة جدا حين تقارنها بالمليارات التي أحترقت – في ذات الأمكنة – في زمان الحرب .. وعليه ، بكثير حب وقليل مال نستطيع أن نبني الوطن ( البنحلم بيهو يوماتي ) …!!
(2)
** وفي الشمالية أيضا تضع سلطتها حدا للجدل في كجبار وتتوثب نحو العمل .. وكنت متوجسا ألا يتفق الآل والأهل هناك حول الهدف السامي؛لأن موبقات السياسة كانت قد انتقلت هناك وتفشت وعمت الأرياف .. والانتقال ليس بمدهش .. فالنهج السوداني في ممارسة العمل السياسي كان ولايزال ( لن يبلغ البنيان يوما تمامه ، فأنت تبني وأنا أهدم ) .. حتى ولو كان المؤتمر الوطني معارضا لفعل مايفعله المناهض اليوم هناك .. مناهضة الممكن والمستحيل -معا – للأسف تكاد تصبح هوية سودانية .. والمهم .. نعم لإيقاف الجدل البيزنطي حول هذا المشروع القومي ، ونعم للوثبة الي مرحلة العمل ، ثم نعم لإثارة الجدل المفيد حول البدائل والتعويض الذي يليق بعظمة التضحية .. ومطالب المتأثرين للحكومة في المرحلة التالية ليست بالمستحيلة ولا التعجيزية .. حق اختيار المكان ثم حق تقدير الأضرار.. بمعنى ، المرحلة القادمة هى مرحلة أن يكون الإنسان هناك شريكا أصيلا في تنفيذ وحماية هذا المشروع القومي حتى يكتمل بإذن الله .. وشراكته تبدأ بجبر الضرر عن نفسه بامتلاك نواصي التعويض ، ثم إحساسه بأنه ضحى بمسقط رأسه في سبيل مستقبل زاه لأبنائه وأحفادهم .. فالأحزاب – الحاكمة والمعارضة – فانية بقياداتها وأجندتها وطرائق تفكيرها ، ولكنّ وعيا وطنيا راسخا يجب أن يبقى في نفوس الناس .. والغافل هو من يختزل الوعي الوطني في ( المؤتمر الوطني ) .. ثم يتشابه عليه هذا وذاك ، فيناهضهما معا .. وطوبى لوعى أجدادنا الذي رغم معارضته لحكومة نميري ، لم يشكل ..( لجنة مناهضة سكر كنانة ) .. مثلا …!!
(3)
** وكذلك حرب اشتعلت – منذ – الأحد الفائت بين السلطات الاتحادية والجهات التي تقطع الطرق القومية في الولايات بإيصال الجبايات والرسوم .. هى أفضل الحروب في تاريخ البلاد وحروبها .. نأمل أن تتواصل حتى تراق على جوانبها دماء وأرواح تلك الايصالات غير المشروعة .. فالطرق القومية ظلت منذ زمن بعيد بعبعا مخيفا للمصدرين والمستوردين وحتى لعامة الناس حين يسلكونها بحصاد زرعهم .. تلك طرق اتخذها محصلو السلطات الولائية والمحلية وبعض مؤسسات الدولة ومنظماتها ، مربطا مناسبا يرابطون فيه للعربات ، ليرهقوا السائق والراكب والمحمول فيها بالجبايات التى يتحملها كاهل المواطن السودانى في أي مكان ، ثم يرهقون حركة الصادر والوارد بإهدار زمن الرحلة .. فالساعة التى تهدرها العربة لتوزيع الجبايات في مواقعها المتناثرة على طول الطريق ، تلك ساعة أغلى للصادر والوارد من قيمة الجباية ، وتؤثر سلبا في حياة الناس وأسواقهم .. وأحسنت لجنة ( المالية والداخلية والدفاع والامن الاقتصادى والطرق والجسور وبنك السودان ) ، أحسنت هذه اللجنة عملا حين أعلنت حربها على الجهات التى تشوه الاقتصاد القومى وترفع تكلفة الانتاج الي فوق طاقة المواطن .. وعلى سائقي الشاحنات والمواطنين أن يؤازروا اللجنة في هذه الحرب برفض الدفع، ثم التبليغ عن الجهة التى تطالب بالدفع ، أو هكذا ينصح وزير الدولة بالمالية ..وإنها لنصيحة غالية …!!
إليكم – الصحافة -الثلاثاء 26/8/ 2008م،العدد5456
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]