تحقيقات وتقارير
قضية دارفور.. كوندي على الخط
وقالت رايس للصحافيين في طرابلس إن زيارتها الآن للجماهيرية إقرار بمدى ما وصلت اليه العلاقات الليبية الامريكية، موضحة ان امريكا ليس لها اعداء او اصدقاء دائمون.
والرئيس الليبي الذي قيل انه لم يصافح الوزيرة الامريكية يداً بيد تناقلت وسائل الاعلام دون تفاصيل انه بحث مع رايس الى جانب العلاقات الثنائية قضية دارفور والملفات ذات الصلة بالسودان دون ذكرها، ويرى كثير من المراقبين ان الوزيرة رغم ان اسباب زيارتها متعددة الا ان قضية دارفور على ضوء التطورات الاخيرة بعد طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية توقيف الرئيس البشير واتهامه بارتكاب جرائم حرب في دارفور ستجد اهتماماً خلال الزيارة وفق وضعية الدولتين وعلاقتهما بالقضية وأطرافها سواء الحكومة او الحركات المسلحة.
د. حسن مكي الباحث في قضايا القرن الافريقي الذي استطلعته «الرأي العام» قال إن اي نوع من الوفاق والتنسيق بين امريكا وليبيا حول دارفور يعد تطورا مهما جدا في مسار القضية، لكنه اشار الى ان نوعية هذا الوفاق اكثر اهمية فهل هو وفاق لتطوير ما تم التوقيع عليه في ابوجا ام وفاق حول الخط الامريكي لكسر شوكة الحكومة في دارفور، ام ان هناك اتجاهاً ثنائياً موضوعياً يدعم التعاون بين المثلث المؤثر في قضية دارفور الذي يتكون من السودان وتشاد وليبيا؟ واشار الى ان هذه الاسئلة مهمة.
عن الدور التشادي عموما اكد حسن مكي ان اي تنسيق امريكي ليبي لابد ان يدخل فيه الموقف التشادي، مع الاخذ في الاعتبار كيفية التعامل معه في اطار حل الازمة مثل: هل يتم الاستغناء عن نظام ادريس ديبي ام لا ،اضافة الى كيفية التعامل مع الحركات المسلحة نفسها وتلك التي يجب ان يوجه لها الدعم والاخرى التي لا يتم التعامل معها.
نقطة مهمة اشار اليها حسن مكي تتعلق بالموقف الليبي من قضية المحكمة الجنائية مع السودان. حيث قال ان موقف ليبيا واضح في هذا الشأن وهي ترفض قرار المحكمة، وتوقع ان يبلغ الزعيم الليبي رايس بهذا الموقف الثابت.
«ما كان يمكن لوزيرة الخارجية الامريكية ان تصل طرابلس دون ان تناقش قضية دارفور مع الرئيس الليبي»، هكذا علق د. بهاء الدين مكاوي استاذ العلوم السياسية على زيارة رايس لطرابلس. وقال إن ليبيا ظلت تلعب دوراً اساسياً في قضية دارفور، وفي هذا الظرف الآن بعد موقف المحكمة الجنائية يمكن ان يعجل الدور الليبي بحل المشكلة، وامريكا تريد من ليبيا ان تمارس ضغوطا على الاطراف. واشار الى اهمية اللقاء خاصة فيما يتعلق بالمواقف من المحكمة الجنائية باعتبار ان موقف الولايات المتحدة مزدوج فهي تتحفظ على المحكمة الجنائية بصفة عامة وتؤيدها في ذات الوقت في طلبها بإيقاف الرئيس البشير. بينما تعلن ليبيا موقفاً واضحاً ورافضا للمحكمة.
من جهة اخرى اشار الاستاذ عبد الله آدم خاطر الناشط الدارفوري الى ان الزيارة تعزيز لجهود ليبيا التاريخية في حل قضية دارفور طيلة فترات الازمة، وهي اضافة جديدة للدور الليبي، الى جانب انها فرصة لتعضيد الدور الدولي والاقليمي في اتجاه ايجاد حل شامل لمشكلة دارفور.
ويمكن القول بعد زيارة رايس لطرابلس وفي ظل وجود عبد الواحد محمد نور (كرت المفاوضات الرابح) في واشنطن، ونفوذ القذافي داخل اهم الحركات خاصة العدل والمساواة ان حلقة التفاوض القادمة في طريقها للتشكيل.. عموما الجميع في انتظار المفاجآت .
أميرة الحبر :الراي العام [/ALIGN]