قير تور
معالج وعلاج
لم تقل السيدة بأن ما قاله الفكي مستحيل أو تحاول النقاش فقد ذهبت من وقتها إلى دارها، ثم جلست وفكرت في ما قيل لها. وبقيت ذلك اليوم بالبيت ثم تحركت في اليوم التالي للغابة وبحثت عن عرين الأسد حتى وجدته، وهي كانت أحضرت معها قطعة كبيرة من اللحم، وعندما رأت الأسد من بعيد يسير وضعت اللحم في الطريق وابتعدت. وكان أن نظر الأسد إلى قطعة اللحم وعندما وجدها طازجة تناولها، وفي اليوم التالي كرتت المرأة العملية وحافظت على ما تفعل كل يومياً مع زيادتها الإقتراب مسافة من الأسد الذي صار ياتي إلى المحل كل يوم في الوقت المعين حتى جاء يوم استطاعت فيه تلك المرأة الوقوف أمام الاسد وإعطاءه اللحم ونجحت في النهاية من قطف عدد شعرات الرقبة.
وفي مرحلة البحث عن لبن الجاموس عثرت المرأة على بقرة جاموس في الغابة فراقبتها حتى عرفت أوقاته وصارت توفر له الحشيش حتى صارت بينهما الفة ومعرفة وعندما ولدت البقرة لم تثور ضد المرأة التي اقتربت منها وحلبت منها ما تريد اثناء رضاعة العجل.
بعد إنجاز السيدة للمطلوب منها عادت فرحة بما تحمل إلى الفكي فسألها الفكي ماذا تحمل فقالت ما طلبها منها، فقال لها كيف حصلت عليهما فحكت له ما حدث خلال الفترة الماضية، فقال لها الفكي ايتها المرأة انظري إلى نفسك وقد تحركت من بيتك إلى الغابة وبمجهود جبار قاده التفكير السليم نجحتي في صنع مودة والفة مع الحيوانات المتوحشة فكيف لم تقدري على بذلك مجهود بسيط لكسب ود من يسكن معك بيتاً واحدا؟. عندها أدركت المرأة بأن الفكي لم يكن سوى رجل حكيم اراد لها توصيل رسالة هادفة لشئ لم تكتشفه عن نفسها.
في كثير من الأحيان نظل نعيش في وهم قدرة الآخرين على حل مشكلاتنا دون أن ننتبه إلى أننا يمكننا بقليل من التفكير والتخطيط نستطيع الوصول إلى الأهداف التي نريد من الآخرين تحقيقها لنا.
إن الإقتراح الذي ياتي من غيرنا إذا لم يجد التطبيق منا أو على الأقل إذا لم تجد الإقتراحات التي تأتينا الآذان التي تسمعها وتعيها فهي غير ناجحة ابداً مهما إدعى قائليها صوابها.
لويل كودو – السوداني
4يوليو 2010م
grtrong@hotmail.com
هذه القصة معروفة وما ذاك الفكي أو الحكيم إلا الشيخ فرح ود تكتوك
فلماذا يا قير اسقطت اسم الشيخ فرح من قصتك وجعلت صاحب الحكمة شخصاً مجهولاً؟