فدوى موسى

آخر سكين

[ALIGN=CENTER]آخر سكين [/ALIGN] يضج المكان بالأصوات المتعالية.. الكل ينادي على طريقته الخاصة.. فالسوق مفتوح للكل.. صاحب الطماطم ينادي عليها كأجود ما أخرجت الأرض.. طبعاً السعر ليس زهيداً.. صاحب البصل يقول إن الموسم أقبل ورمضان اقترب (أشتري .. حمِّر.. جفف)، أما بائع السكاكين فيتصايح بكل ما أوتيَّ من قوة بأنك لو اشتريت من سكاكينه فستكون آخر سكين تشتريها (علينا جاي…آخر سكين).. وبالقرب منه يتعالى صوت بائع البطيخ (بطيخ على السكين).. ويبدو أن مبدأ السكين هو الذي جمع بينهما في الموقع وإلا ما علاقة بيع السكاكين مع بيع البطيخ.. إنها الفوضى الضاربة في الأطناب ويا هو سوق (الله أكبر).. وفوضى المحليات التي لا تلقي إهتماماً لما يدور داخل الأسواق في الأحياء بعد أن تقبض رسومها.. وتولي الأدبار.. إن شاء الله آخر سكين.

الانتظار الساخن

في مرفق عام يستوجب الانتظار في صالة كبيرة مفتوحة عند بدء تسلسل الإجراءات الضرورية لك أن تتصور عزيزي القاريء أن هذه الصالة من الزنك الساخن وبلا مروحة واحدة، حيث يجلس ما أقله مائة منتظر ومنتظرة في انتظار أن ينادي عليهم من قبل (صف الكاونتر)، الذين تضرب فوق رؤوسهم المراوح والمكيفات ويكونون أبعد ما يكونوا عن الإحساس بسخونة الوضع الذي يجلس فيه هؤلاء المغلوبون على أمرهم في حالة دعوة صريحة لأمراض الصيف والسحائي والالتهابات (نقول إيه).. إنه فقه باب الخسائر الذي يرى الكثيرون ضرورة حتمية وقوعها.

كلام نسوان: قالت له بكل ثقة (كلامي معاك دا نهائي … كلام نسوان).. فتغير وجهه وقال (ليه ما يكون كلام رجال؟).. فتغير وجهها احمراراً واصفراراً: (هم الرجال بقت عندهم كلمة؟).. فانفرج فيها غاضباً بعد أن كان منقبضاً: (حاسبي على كلامك هسي كلام السياسة والفصل والحزم بيجي من النسوان ولا الرجال؟)، كأنه أهداها زهرة أو وردة لتقول بكل جرأة: (أيوه عشان كده الأمور كلها ملخبطة خالص ولو كان الأمر بأيدينا كنا جيهناكم تب.. وبرضو كلامي معاك نهائي .. كلام نسوان).. فلم يملك إلا أن يهز رأسه يمنة ويسرة ويهمهم (دنيا.. دنيا).

آخر الكلام: أخذ وعطاء و(القطع الجاف) ليس بالضرورة، إنه يأتي من الرجال أو النساء ما دام من ينتظر الإجابة يقع في حالة انتظار ساخن.. وإن شاء الله آخر سكين.

سياج – آخر لحظة – 1404
fadwamusa8@hotmail.com