هاجر هاشم
وكأنك أنا
هكذا تورطت أنا في غيابك دون رحمة، وبدت نفسي غارقة في وحل وحدتي، أكتشفت لأول مرة أنني عبارة عن كلمات تكون معنى يدل على الإنسان.
ولكن بعدك لا أحس بوجود هذا الإنسان داخلي؛ وكأنني أحمل جثة غيابك داخل أوردتي التي تشققت بجفاف بعدك، تمنيت لو أن الصباح قد أبعدني عن الموجودين أو أجهضني الليل في جوف ظلمته، تمنيت لو ضعت من رحم أمي وصرت نقطة تسبح مع كريات الدم.
ليتني كنت شيئاً صغيراً يعلق بخطواتك أينما تذهب، ولكن هكذا هي الأقدار أرادت أن تجمعني بك، ثم تبعدنا هكذا بين لحظة ولحظة.
أجدني بعدت أكثر عن معاني الفرح المنثور حولي وكأني خلقت لأبكي بعدك… سأبكيك ولمَ لا وأنت فقط من علمني أن للحياة دروباً أخرى غير التي يهرول إليها الآخرون، يكفي أن أحملك أزهاراً داخلي لا تعرف معنى للذبول، فهناك أشياء يُحييها البعد ولا يقتلها.
من قال (بعيد من العين بعيد من القلب) بعيد من العين ولكن في النبضات، تندهك نبضة نبضة دون أن تتوقف.
يكفينى أني عشت شيئاً من عمري قربك، أتحدث إليك وأرى وجهى يتلألأ في عينيك، تكفيني ابتسامتك الدافئة وحديثك المتزن.. يكفيني من الوجود أنت، وحسب عمري أنه قضى بعض لحظات معك.
وكأنك خلقت لأتعذب، وجئت لتفرحني، وغبت لأقضي لحظات فرحي في دموع لا أظنها ستتوقف قريباً.
إعترافات – صحيفة الأسطورة 1/7/2010
hager.100@hotmail.com
ليته يستطيع رؤياك حقيقة ويلمس فيك الشوق واللهفة … عندما تجتمع عيناكما فأحلف لك بأنها لن تفارق حدود الرموش لا لزهدها في ما دونها لكن لعطش السنين الذي لا يروى إلا بـنظرات (العيون).