فدوى موسى

مجندان في القضارف

[ALIGN=CENTER]مجندان في القضارف [/ALIGN] استوقفني خبر وفاة مجندين من مجندي الخدمة الوطنية بالقضارف على أيام متقاربة وكنت قد كتبت من قبل تحت عنوان (شباب أجمع) منوهة إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار ارتفاع درجة الحرارة .. رغم أن الخبر حمل أن سبب الوفاة هو (الملاريا) والذي أيضاً يقود لضرورة توافر الإشراف الطبي الدقيق بالمعسكرات مع إيماننا بأن كل معسكر يشرف عليه فريق طبي مسؤول حيث لا يمكن أن يفوت على فطنة منسقيات الخدمة بضرورة تواجد هذا الإشراف الطبي.. ولكن تبقى أن نقول (لماذا ترك المجندون حتى الوصول لمرحلة الموت؟؟ إلم تكن أعراض الملاريا واضحة؟ بيد أننا نعود لنقول إنها الأقدار المحتومة ولكن لابد من الحرص والتقدير خاصة وأن ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام يخلق نوعاً من الإجهاد البدني على الجميع مما يسهل وقوع الحالات المرضية التي يفسح الطريق لوقوع تلك الحالات ..

ولا يكفي أن يقوم المسؤولون بأداء واجب العزاء فقط ولكن التأمين وتقديم الضمانات الممكنة في حدود البشر وطاقاتهم.. والأمر من قبل ومن بعد لله (يا كرم الله).

عريشة الأمهات:

وفي صحيفة أخرى.. خبر يقول داهمت حمى مجهولة مجندي الخدمة الوطنية بمعسكر (الشهيد حمزة الأزرق) بالقضارف أسفرت عن وفاة مجندين (اثنين) وحجز عشرة أخرين.. رغم إختلاف الروايتين إلا أن الحقيقة الماثلة وفاة (المجنديين) وهذا مثبت. وفي سياق آخر ( قيل) إن الحمى المجهولة هذه موجودة في بعض مناطق الولاية.. وحتى لا تكون المعسكرات في منأى عن وقائع المجتمع بالولاية والولايات فإن فتح أبواب المعسكرات أمام برامج زيارة الأسر خاصة الأمهات ربما أسهم في تخفيف وطأة بعض الأمور الطارئة بالتأكيد أن جمع كل هذه الاعداد من المجندين في أجواء صيفية حارة في معسكرات محددة يؤهب لحدوث بعض (السوالب) ومن هنا لابد من التأكد من إجراءات الأمن الحيوي داخل هذه المعسكرات من تنظيف وتطهير وغيرها.. كما أنه الدعوة لتمديد برامج (عريشة الأمهات) أصبح ضرورة داعمة لرفع الروح المعنوية لدى هؤلاء المجندين.. والرحمة على الراحلين مأسوفاً على شبابهما النضير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

عمرك فيم تقضيه.. تمر الأيام وتنقضي الدقائق قد لا تتنبه إلى أن حقبة من العمر قد مرت بكامل فصولها وأننا قد أصبحنا أكثر دنواً وقرباً من النهايات المحتومة.. ودون أن نلقي بالاً لما أفنينا أيامنا فيه أو دون أن نعمق تفاصيل التدبير والتأمل فينا.. وعندما نفجأ بحدث هام أو فقد جلل كأننا كنا في سبات عميق استيقظنا منه على حين دهشة لنجد أننا مازلنا لم تحقق بعد ما يتناسب مع سويعات العمر التي عشناها فهل أوغلنا في ثنايا الأيام المعاشة السالب فيها والموجب وحصيلة ما جرى ويجري ونسهم فيه بقدر الاجتهاد بسيطة وكثيرة ولا يزلنا نجاهد أنفسنا والأيام والأحداث.

آخر الكلام.. قد تطول بنا أيام العمر أو تقصر وقد تذهب بنا أيامنا إلى نهايات المطاف أو تبقينا معلقين زمناً لأنه حتمية الذهاب لا يعرفها أحد فأننا نتوقع أن نذهب بالملاريا أو بغيرها..

سياج – آخر لحظة – 1397
fadwamusa8@hotmail.com