قير تور
ركاب البصات
أذكر نكتة حكاها لي أحدهم ايام كنت طالباً بالجامعة ضحكت عليها جداً وأعجبتني جداً رغم مرارة معناها الخاص باعتباري واحدا من الذين عنتهم الحكاية… المهم فالحكاية تقول بأن هناك طالبة جامعية من فئة الشهادة العربية أصيبت بحساسية فذهبت إلى الطبيب… ويمضي الراوي بأن طبيب الكلية لم يستطع تحديد السبب فقام بتحويلها إلى مستشفى القوات المسلحة (السلاح الطبي) بأم درمان ومن ثم تم التحويل إلى مستشفى الشرطة ببري وفي كل مرة لم يفلح الأطباء في تحديد سبب الداء حتى إنتهى الأمر بها في النهاية أن قررت أسرتها البسفر إلى لندن للعلاج… وفي لندن هناك لم يستطع الأطباء ايضاً تحديد المشكلة فاضطر مدير المستشفى الذي هي فيه إلى عمل دراسة حالة للمريضة وفي النهاية يقول بأن النتيجة ظهرت بأن سبب الحساسية هي مصادقتها لأحد زملائها في الجامعة القاطن الحاج يوسف.
المهم فإن سكان تلك الأحياء يتميزون بالصبر على البصات التي يركبونها من وإلى داخل العاصمة (عاصمة الولاية فبورتسودان والخرطوم عواصم) فالمسافة البعيدة يقطعونها بالعزيمة وليست بالأمنية والأحلام.وبصاتهم تلك رغم أنهم يدفعون المستحق لأصحابها مقابل النقل بها يجرون خلفها ويقفون في الشمس ايام الصيف. ومن الملاحظات هو أن مواقف بصات تلك الأحياء غير ثابتة خاصة في العاصمة القومية فخلال العشرين عاماً الماضية تم تغيير المواقف أكثر من ثلاث مرات، وهذه التغييرات تحدث حسب ما يريد المسؤولون.
إذا قدر لك ركوب تلك البصات فإنها تضم صغار وكبار السن ونساء أغلبهم يشتركون في هدف واحد.. الوصول بسلامة إلى المحطة النهائية.
ايام الخريف تستطيع أن تدرك أهمية النفس لمثل هؤلاء، فبيوتهم ذات الغالبية المبنية من الطين تصبح مهددة بالانهيار وبالتالي فمعنوياتهم تكون هابطة. وغالباً ما يكون هؤلاء هم المتأخرون عن أعمالهم لأنهم ببساطة لن يجدوا الشخص البليد الذي يخاطر بسيارة تقله إلى مناطقهم فيسيرون مسافات طويلة على ارجلهم… المهم على الاقل يطبقون.. إن تتأخر أفضل من عدم الوصول. ومن الأشياء الجميلة التي يمتنون بها مقدرة اصحاب القرار على إطلاق الأسماء على أحيائهم ولذا فهم في الوقت الحالي لم يعدوا من سكان (العشوائي).
لويل كودو – السوداني
23يونيو 2010م
grtrong@hotmail.com
لويل كودو أحييك
أكثر ما أعجبني هو توقيعك الذي تذيل به مقالتك ..
لويل كودو – السوداني 😉