فدوى موسى

رمية كيف!

[ALIGN=CENTER]رمية كيف! [/ALIGN] دوار أشبه بلف جهاز الطرد المركزي الذي يستخدم في معامل فحوصحات الدم، ليفصل الدم إلى مكونين خلايا، وسائل.. هذا الإحساس الدموي أصابني ليومين متتالين الجمعة والسبت، وظللت أسأل نفسي (ماذا حدث؟).. (هل احتاج لمراجعة صحية؟).. ويصل الأمر للإحساس بالوقوع داخل بئر عميقة، وكأن العالم من حولي مبتعد وجافل.. وما أن أجمِّع قواي، وأمارس الوقوف والمشي إلا وتغشاني الارتجافة.. وأظل أتساءل في ضباب الفرنجة (ياربي بحتاج ميديكل جيك).. وفجأة استدركت أن الأمر (مجرد رمية كباية قهوة)، اعتدت على شرابها أثناء ساعات العمل.. وما أصعب أن تصبح أسير الكيف والدماغ، وأدركت أن (أمر جماعة لوما فاطر ما تخاطر صعب بالحيل).. التعود أمر مقيد في بعض الأحيان.. ومن تلك (الرمية) قررت أن أخفف من شراب التعود.. حتى لا أقع مجدداً في البئر العميق.

في أمرك احترنا..

هذا الجيل.. جيل التقنية والحداثة.. ولعب على المكشوف.. في ذات الوقت هو الجيل المبارح.. المبارح للأعراف والتقاليد المتعارف عليها.. فالجرأة عندى أبنائه لا تعترف بالحدود المتعارف عليها كثيراً.. وهذا لا يعني أن كل الجيل خارج إطار القديم وعرفه.. بل فيهم الجيل المجدد المرتكز على الماضي الموجب والمتطلع للقادم.. وهناك وجوه لهذا الجيل مدعاة للفخر والاعتزاز بقدر ما، هناك نماذج نعتقد في سلبيتها.. ( هل لأننا نقيس ونوزن الأمور بميزاننا القديم).. نعم نحن لا نحس بالمتغيرات الكبيرة، التي أصابت مجتمعنا هذه الأيام، فروح الجماعة بدأت في التلاشي، وأصبح خطاب الذات والفرد الأقرب للسطح… وحقاً احترنا في أمر الجيل الحالي.

فراغ المشاكل: الإحساس بالملل والفراع يقود دائماً للانحراف السلوكي.. فكلما أصبح الزمن فائضاً كلما زاد معدل الهدر، خاصة عندما لا يحسن الفرد منا استغلال زمنه فيصبح نهباً للسالب والموجب.. وحالات الفراغ الشبابية هي التي تشكل الخطر القادم حقاً وحقيقة.. فالطاقات المكتنزة عندهم إن لم تفرغ في إطارها ربما انفجرت في أماكن مأهولة ببراكين الكوارث الإنسانية.. فالفراغ لهذه الطاقات لب وأصل المشاكل.. فلتنظر الأسر للشباب وكيف يقضون زمنهم.. وحالة اليأس التي تتربط بالفراغ تولد دائماً المشاكل المستعصية التي حلولها الآنية قد لا تسقط الآثار بعيدة المدى على المجتمع والفرد.

آخر الكلام:

لا تعود نفسك على أن تكون ذليل العادة، ولا تعلي من روح الإنانية المفرطة، ولا تترك فراغاً يقتلك.. تكون ناجياً.

سياج – آخر لحظة – 1391
fadwamusa8@hotmail.com

تعليق واحد

  1. إن رمية الكيف لاتطال الكبار فقط بل تتعداهم إلى من سواهم من من الصغار حتى من هم في سن الرضاعة ومافي حد احسن من حد فالرؤوس واحدة ، كما انه تتعدى رمية الكيف الى الحيوان،فلقد عايشت حالتين الاولى لطفلة صغيرة عمرها سنة ونصف وامها راس الكيف مدمنة بحق وحقيقة للجبنة بكل طقوسها على ايقاعات الفندك ورايحة القلوة ، وظلت الام مكبلة بقيود الكيف ولكنها ما كانت تحسب ان تذويق صغيرتها لنقط من القهوة بكفيلة لجعل الصغيرة مدمنة . جاءت الايام بما لاتشتهي السفن فانعدم البن وبحثوا عنه في كل مكان . وهنا دق الخطر نافوخ الصغيرة فالكيف رماها دون يدري بها اهلها فصارت جثة هامدة . وبدا اهلها يصنفون مرضها بانه التسنين والآمه واعراضه .وانفرجت الازمة ووجدوا البن واحضرت الام معدات الجبنة وعملت القلوة فاذا الصغيرة بدأت تتحرك وتعرق وتجف وهنا لاحظ الجميع ذلك فانفجروا بالضحك وهم يقولون يا جماعة البنية رماها الكيف . واما حالة الحيوان فقد كان غند عمي كلبا عودوه على شرب الشاي وعندما ينسوه ينبح نبيحا شديد كأنه يقول يا جماعة الخير الشاي رماني وعندما يصبوا له الشاي يشرب ويسكت من النبيح .

    وآخر الكلام رسالتي لكل أم ان تحرص من ان تعلم ابناءها شرب القهوة فخطورة ذلك كبيرة على اجسادهم وعقولهم الصغيرة;)