عبد اللطيف البوني

حاجات تمخول

[ALIGN=CENTER]حاجات تمخول [/ALIGN] المكضبنا وما مصدقنا من أنّ مأساة دارفور معلقة في السماء دون موضع على الأرض لايسأل العنبة ولا التبلدية إنما يتأمل المدن والعواصم التي تتقاذف هذه المشكلة مثل كرة اللهب؛ فالواضح الآن والـ(فاضح) في نفس الوقت أنّ حل المشكلة ليس في دارفور، ولافي الخرطوم، ولافي الدوحة، ولا في أنجمينا، ولاطرابلس، ولا القاهرة، ولا أديس، ولا باريس، ولاوشنطون، وأنّ الحل ليس عند البشير، ولا خليل، ولاعبد الواحد، ولا السيسى، ولا منّي، ولا دريج، ولا شيخ حمد، ولا القذافي، ولا مبارك، ولا أوباما، ولاقرايشن، ولا باسولي، فأين الحل؟ وعند من الحل؟ طبعاً لاداعي للسؤال ماهي عناصر هذا الحل لأنها معروفة لكنها محتاجة ليد تمسك بها ومكان تكتب فيه. خليل عندما لعن سنسفيل مفاوضات الدوحة وقال إنها فُتحت للغاشي والماشي، ووصف باسولي بأنه (ما نافع) زار القاهرة ومنها إلى أنجمينا بنية العودة إلى دارفور حيث كانت المعارك مشتعلة لأنّ وقف إطلاق النار ذهب مع الريح. في أنجمينا مُنع حتى من النزول في أرض المطار،وحُبس في طائرته لساعات طويلة، ومُزِّق جواز السفر التشادي الذي يحمله وبقية جوازت مرافقيه، ثم توجّه بعدها إلى طرابلس حيث مازال مستضافا فيها. يوم الخميس الماضي طار إدريس دبي إلى طرابلس واجتمع بخليل! (بالله مش حاجة تمخول؟) قبل أيام يُطرد من المطار ويُمزَّق جوازه ثم يذهب الرئيس بنفسه لمقابلته! ألم يكن من الأوفق أن يسمح له بالدخول والتباحث معه في أنجمينا ؟ ماهو شكل المياه التي مرّت تحت الجسر في الفترة بين طرده ومقابلته؟ إنها لعبة الأمم وليست لعبة أهل دارفور. في الدوحة يقولون إنها الجولة الأخيرة والحاسمة ولكن كيف تكون كذلك والقوى المحاربة (خليل وعبد الواحد) خارجها؟ هل يستطيع التيجاني السيسي الذي أخذ من عبد الواحد التحرير ومن خليل العدالة لتصبح حركته الجديدة (التحرير والعدالة) أن ينوب عن كل دارفور؟ . التيجاني السيسي في شخصه رجل كفء مما جميعه ورجل دولة يمكن أن يحكم السودان قبل التقسيم ولكن المقدرات الشخصية في هكذا مشكلة ليس لها دور كبير، كما أنّ حركته التي تكوّنت على عجالة (قطِع أخضر) لم (تتسبّك) بعد. التيجاني يقترح الآن ضم النازحين واللاجئين ومنظمات المجتمع المدني (الأحزاب وكده) للمفاوضات والحكومة تقول (مافي داعي)، ولنفترض أنه تم اتفاق ووقعه أمين حسن عمر والتيجاني السيسي ماهو الضمان أن لايكون مصيره مثل مصير أبوجا وأنجمينا وأبشي؟ في دارفور جرت انتخابات مثل بقية أنحاء السودان، ومهما كان رأي الناس في تلك الانتخابات فإنها أفرزت حكاماً ومؤسسات تشريعية وممثلين لدارفور في المركز، فأين دورهؤلاء في ما يجري الآن ؟ هل كلهم فوّضوا أمين حسن عمر وعمر رحمة للتفاوض بإسمهم؟ لماذا لم يظهرأثر هذه الانتخابات في أرض الواقع وفي مواقع اللجوء والنزوح ؟ الخرطوم (المسكينة) كم نسبة أوراق اللعبة التي تملكها؟ إذا كانت المسألة فُرجة و(خت الخمسة في الاتنين) فالأفضل الفُرجة في كأس العالم فعلى الأقل يمكن أن (تكورك) مع هدف برازيلي أو جزائري. تشاد تريد حلاّ والقاهرة يهمها أن تفشل الدوحة (الحكاية بين العاصمتين وصلت الأقمار الإصطناعية والتشويش على نقل مباريات كأس العالم)، والدوحة جاهزة للدفع ولكن لايمكن أن تمسك بالأصابع وتجبرها على التوقيع. ويبقى السؤال ماذا تريد طرابلس والأهم ماذا يريد قرايشن بعد أن قال إنه سوف يحوِّل أموال أمريكا المرصودة لدارفور لدولة الجنوب الجديدة ؟ فهّامة لله يامحسنين فإنّ رأسي كاد (يطق) ولك الله يا أرض دارفور الطيبة.

صحيفة التيار – حاطب ليل- 13/6/2010
aalbony@yahoo.com