قير تور

امتلاك جنائي

[ALIGN=CENTER]امتلاك جنائي [/ALIGN] إذا عثر أحدهم على شيء في مكان ما وفي حالة تعرفه على صاحبه أو صاحبها فتعمد عدم ارجاعه غرض الانتفاع منه فهو معرض لعقوبة قانونية بسبب امتلاكه شيئاً ليس خاصته بطريقة تبدو للعامة عادية لكنها في الحقيقة امتلاك جنائي. أو إذا عثر أحدهم على شيء ولم يعلن عن عثوره عليه حتى يمكنه التعرف على صاحبه، فهذا الشخص قد يتعرض الى مساءلة قانونية حتى لو لم يكن لديه غرض عدم الاعلان لأنه يحتمل تدبر الانتفاع مما ليس له.
الفقرة اعلاه محاولة بسيطة مني لتلخيص الفكرة العامة لبعض المواد القانونية والشرعية التي تتحدث عن الامتلاك الجنائي، وهي ليست سلهة النقاش بالنسبة لنا غير دارسي القانون وعامة الشعب. لكن عن طريقة المسرح والقصة المرحة التي تتخلل الحوار المسرحي يسهل توصيل فكرة القانون لعامة الشعب.
حسب تقديري فإن الموضوع الذي تناولناه هنا في هذا الباب في الحلقة السابقة التي كانت عن مسرح في الهواء كانت تعبر عن تنوير المواطن ليس عن (اصالة سودانية) فقط كما عبر عنها أحد المناقشين الذي قال بأن ارجاع ما وجده الشخص عند تعرفه على صاحبه هو اصالة سودانية… انما ايضاً يوضح لنا اشياء صمت عليها القانون، وعندما تتعرض لها المسرح فالثقافة القانونية للمتلقي تزداد بمعرفته بما له وما عليه. وبطريقة أخرى فقد تطرقت المسرحية التي تناولنا فحواها في حلقة الأمس إلى التملك الجنائي بأسلوب واضح يبين وجهات النظر المختلفة التي يحملها كل صاحب وصاحبة رأي حول المسألة.
إن فكرة وجود شيء مرمي على الأرض فيقوم الشخص الذي لقيه بامتلاكه ليس متوافقاً بين الجميع بدرجة واحدة، فهناك من يرى نفسه غير مذنب اطلاقاً إذا تحصل على شيء بتلك الطريقة ولا يعني بالضرورة أن يكون ذلك الشخص فعله بنية سيئة… بل العكس فهو حسن النية ويظهر ذلك عندما يفاخر بما وجده. وعليه فهو لا يحاسب نفسه بنفس الزاوية التي يقف عليها اصحاب الرأي المضاد… فهناك من يرى بأن ذلك ليس مجرد خطأ بل ذنب. وإذا كان القانون أقر بوجود ما يسمى بالتملك الجنائي فهذا يعني عدم إباحة المسألة، ويبقى أمر إعلام العامة مسؤولية تهم كل من له القدرة على فعل ذلك. والجهات الاعلامية من مهامها التنوير، ولذا فالمسرح وسيلة فعالة للتنوير والإعلام والتبصير.
قد يأتي أحدهم ويطالبنا قائلاً أليست هناك مسائل أهم مما تعرضه المسرحيات؟… وحسب رأيي فهو محق نوعا ما، لكن أهمية المسرح تأتي من كونه يختار من واقع المجتمع وليس من أجل المفترض لواقع المجتمع المثالي الخيالي. فالنقاش أفيد من لغة الحرام والحلال… أو الوصف الجمعي الشمولي لما هو أخلاقي وغير أخلاقي أو مثالي وغير مثالي.
رغم أن الكاتب سمع من قبل بـ (التملك الجنائي) فلم يسبق له تناوله، لكنه انتبه للموضوع عندما تناولته مسرحية بسيطة الشكل وكبيرة المحتوى أمام جمهور الشارع النابض. سيأتي حين يعكس فيه المسرح حقيقة الكثير من المشاكل بإذن الله.

لويل كودو – السوداني
9 يونيو 2010م
grtrong@hotmail.com