قير تور
الحرب الدافئة
والحرب الدافئة التي رأينا لمعان أضوائها هذا الشهر بدخول القوات الروسية جورجيا في ظل صمت مريب للعالم، لن تبقى بعيداً عن الواقع في ظل التطورات التي حدثت خلال الأيام الماضية عندما خطى كل حلف الشمال الأطلسي (الناتو) خطوة تهديدية نحو روسيا وكذلك فالولايات المتحدة هددت بإبعاد روسيا من الدول الثماني.
وبالقاء نظرة عابرة سريعة على شكل التنظيم المتوقع لخوض الحرب الجديدة، فالتحالف يراه اغلب الناس وفق الظاهر ستتكون من :روسيا، الصين، كوريا الشمالية، إيران. وبإستثناء الصين وإيران ذات الإقتصاد المتطور والقوي إضافة إلى كونهما يصطدمان بالولايات المتحدة شفهياً بسبب أشياء تتعلق بمصالحهما عندما تكون هناك ضرورة لذلك، نجد روسيا وكوريا الشمالية يفردان الأجنحة للكثير من الدول المنضوية تحت ظلها في الوقت الذي يشكو إقتصادهما من الضعف الظاهر بوضوح.
ومن سخريات القدر أن الحلف الذي صار جزءاً من التأريخ كان يحمل إسم حلف (وارسو) ويقوده الإتحاد السوفيتي آنذاك… وكان يواجه الناتو بكل قوة.. أتى اليوم الذي تكون فيه مخاوف موسكو بسبب (وارسو) المدينة البولندية. والولايات المتحدة تمضي قدماً في خططها الرامية لتوقيع معاهدة مع بولندا القريبة من روسيا تسمى الدرع الصاروخي… وليس هذا فحسب فامريكا تمضي في خطواتها رغم التحذيرات الروسية بإستخدام شدة أكثر من الكلمات ضد بولندا إذا سمحت بالدرع الصاروخي.
إذن فنحن في مرحلة تخطينا فيها درجة التجمد ووصلنا مرحلة درجة إنصهار الثلج الفاصل بين روسيا والولايات المتحدة، بل أن المياه لم تعد باردة إنما تزداد درجة حرارتها كل يوم.
وفي ظل التطور الذي لن يخفي علينا عندما تغلي المياه، فليس من العدل الوقوف متفرجين على ما يحدث فعلينا الإستعداد الكافي بالملابس الواقية ضد المياه الساخنة.
اما اعواد النيران فهي تحيط بروسيا بداية من جورجيا مروراً بالشيشان ثم اوكرانيا. وإذا كانت ضربة جورجيا لم تحرك ساكن الكثيرين اليوم، فلابد أن يوم غد ستكون هناك ململة وسط المتفرجين إذا تم توجيه ضربة ضد الشيشان. وإذا ضربت الشيشان فالويل والعذاب لروسيا من الإنتقام وما افغانستان ببعيدة عن الأذهان، وأبلد شخص لا اظنه يتوقع الولايات المتحدة تدخل في حرب مباشرة ضد روسيا.
واما الصين فلا اظن بان هناك حاجة تدعوها في الوقت الراهن لتوضيح موقفها كاملاً في المصلحة في النهاية ستحكم، في حين نجد أن إيران لها وجود غير منكور في الساحة الدولية واما إقليمياً فلها ممارسات تعتبرها بعض الدول غير مقبولة.
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 996- 2008-08-21 [/ALIGN]