فدوى موسى

الشكية لله.. يا فلسطين

[ALIGN=CENTER]الشكية لله.. يا فلسطين [/ALIGN] دائماً ما كانت- تلك المرأة- تتعوذ بقولها «الشكية لله» عندما يغم عليها الأمر.. وتضرب الأرض بحسرة.. كأنها تحاول أن تنقل كهرباء الحسرة إلى الأرض.. أثار ضرب سفن أسطول الحرية المتجهة صوب الأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل إحساساً بالظلم والضعف وسط أبناء العروبة ذوي الدماء الحارة.. ولكثرة ما قيل وما سيُقال عن الظلم والطغيان الإسرائيلي لا نملك إلا أن تتحشرج الحلوق ونقول «الشكية لله» ونضرب الأرض بحسرة كأضعف الإيمان في ظل صمت الحكام والكبار ومن بيدهم الحزم والشد والجذب.. والشكية لله.. فالكل مغيّب بوعي أو بلا وعي.. فيما سفن الكرامة تمخر العباب تحت سطوة الإسرائيليين.. يغط الكل في ثبات عميق وهناك غزة تعيش المر والأمَرَّين.. فكأننا اعتدنا على ظلمهم وقهرهم وسلبهم إنسانيتنا.. «اللهم ارفع غضبك عن قلوبنا الغارقة في ذواتها..».

الجماعة مسخنين:

أخشى أن يكون الهمس الدائر بين المواطنين هنا وهناك حقيقة ماثلة.. فالناس يقولون بصوت خفيض «الجماعة ديل بعد الانتخابات بقوا مسخنين شديد.. هظار ما في..» ومنبع الخشية أن تكون «جرعة السخانة» زائدة عند البعض فتذهب بالأمل الذي دفع بالكثيرين للتصويت لصالح هؤلاء «المسخنين» لاعتبارات من شاكلة «أحسن الخيارات الموجودة».. فيا ساستنا الأجلاء «روِّقوا المنقة شوية.. والهيبة ليست في الغلظة الزائدة.. وحسب هؤلاء البسطاء سخانة الطقس والجيوب..»

لغة الجغرافية:

لغة كلام الصراحة والنفاق.. ولغة الجغرافيا القرب والبعد.. ولأن حدود المكان تؤثر على الوجدان فإن تواجدنا في محلية واحدة وفي ولاية واحدة وفي بلاد واحدة يحتم علينا أن نعصر قلوبنا على بعضنا البعض ونفرش السماحة وسائداً بيننا ونطرح التواثق عقداً للاستمرارية.. فمتى ما سمحت الجغرافيا باللقاء في مكان فواجب الود والمصلحة العامة يجب أن يسود.. فالروح السائدة الآن تهزم جغرافية الجماعة وتنصر جغرافيا الذوات والتي هي بحكم القرب والبعد.. أكثر التصاقاً بالأنانية وأكثر بعداً عن الجماعة.. ومن ثم يكبر الإحساس من المحلية إلى العالمية.. لعدم الإحساس بمن تجمعنا معهم الجغرافيا..

آخر الكلام:

نشكو الزمان ونعيب تصاريفه ولا نلوم أنفسنا.. ولكننا بحكم الجغرافيا.. أبعد ما نكون بأنفسنا عن الحقيقة.

سياج – آخر لحظة – 1373
fadwamusa8@hotmail.com