لا أعرف لك دواء
مثل هذه المواقف قد تتكرر بشكل أو بآخر وهذا ليس قدحاً في حق بعض الأطباء.. فالطبيب السوداني السائد عنه الرحمة واللطف في التعامل.. ولكن بصورة عامة العمل في مجال الخدمات العامة يجلب نوعاً من الضغوطات للكثيرين مما يتطلب منهم أن يكونوا صبورين وقدر الصعاب المهنية التي تصادفهم.. خاصة إن كان المُتعامَل معهم من شاكلة «عبدو الشفقان».. خاصة في مجال العلاج والتطبب من الأمراض.. هناك في المستشفيات العامة والمراكز الصحية التي بها ضغط لاعداد كبيرة من المرضى.. خاصة في ظروف ارتفاع درجات الحرارة والمشاكل التي تحاصر بعض ممتهني مهنة الرحمة.. فما أحوج بعض الاطباء للتشرب بروح التودد وطلاقة الوجه خاصة وان المريض عندما يقف أمامهم فإنه يكون في لحظات ضعف قاطعة.. فربما كلمة «طيبة» من شفاه آسٍ تضع بداية للراحة والعلاج.. فالمريض أشد ما يكون حاجة للكلمة الطيبة لتسكن روعه من سلطان المرض القاهر.. فكيف بالله تكون حالته عندما يقول له من «يعشم فيه» عبارة «ما عندي ليك دواء؟».. اجعلوهم يقدمون إليكم بصدور منشرحة ومقبلة فالقلوب تقابل المحبة بالمحبة والنفور بالنفور فكيف يجدي علاج النافر.. ويستحضرني هنا نموذج لطبيب محبوب كان يعمل في الماضي في منطقة «الجريف غرب» واسمه «ألفي».. كان طلق الوجه محبوباً من قبل المرضى.. حضرت اليه أحد الحبوبات فاستقبلها بكل اريحية ازدادت سعادتها بمباشرته لها فما كان كلامها له إلا أن قالت «انت ما ألفي واحد.. أنت ثلاث ألفي».. وقد كان ان تعالجت على يديه.. فيا بعض ملائكة الرحمة إفتحوا أبوابها أمام الطارقين.. فربما كفتهم هذه الخطوة.. رغم ايماننا بأن الطبيب في كثير من الحالات يعاني أكثر من القادم إليه إلا أن الأجر الذي يتحصله يستحق الجهد وتحمل العنت.
آخر الكلام:
عندما يقف أمثال «عبدو» أمام ملائكة الرحمة.. عليه أن يكون مقدراً للظرف الماثل وبالمقابل على الآخر أن يكون قدر الرحمة التي أجراها الله على يديه.. وتحية لكل أطباء بلادي وهم يحملون هموم صحة المواطنين.
سياج – آخر لحظة – 1367
fadwamusa8@hotmail.com