منى سلمان

ناصحني دايما مبتسم

[ALIGN=CENTER]ناصحني دايما مبتسم[/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]يقول حكيمنا الشيخ فرح ود تكتوك ضمن نبوءاته عن آخر الزمان ( البقول النصيحة بموت)، يخبرنا في تلك النبوءة عن حال آخر الزمن الـ ( أخير ليك فيهو تقطّع النصيحة في مصارينك) من أن تصرح بها فتجلب لنفسك الهلاك والقُلل الفي الشباك.
من أكثر من اشتهر بقول النصيحة ولو كانت جارحة هم قليلو الذوق الما عندهم دم والعيال وكبار السن وبالاخص الحبوبات، فكم من موقف حرج تسبب فيه تبرع الحبوبات بالنصيحة دون أن يطلب منهن ذلك، كحال تلك الحبوبة التي ذهبت ضمن وفد المقدمة لخطبة عروس حفيدها، حيث حفهم أهل المخطوبة بالكرم واغرقوهم بالمطائب من عنب وتفاح وألوان الجاتوهات، إلا أن حبوبة العريس ظلت (تلاهي) لرفيقاتها:
كدي أول خلوهم اليورونا عروس البخت دي .. بدل قاعدات تكوضمن بللا وعى .. مش امكن ما تقع لينا!!
إلا انهن كن (يقرصن) لها حتى تسكت وتتلهي بالأكل .. وفعلا بعد الاكرام واطعام الطعام هلّت العروسة بطلتها غير البهية وجلست على صدر المجلس .. شملتها الحبوبة بنظرة فاحصة من (راسا لي كرعيها) ثم جلست تقاوم الشعور بالقرف والغثيان وتغالب رغبتها القوية في التصريح برأيها في العروس، والذي حذرنها منه بناتها مسبقا لمعرفتهم بطول لسانها ويقينهم من عدم صبرها على شناة العروس (الغنية) غنن يشفع لشناتها المُرّة، إلا أن صبر الحبوبة كمل عندما سألتها إحدى قريبات العروس:
يعني ما وريتينا يا حاجة رايك في عروسكم؟ .. ما من قبيل قلتي عايزة تشوفيها.
فلم تتمالك نفسها من مصمصة شفتيها والتمتّق بفمها شبة الخالي من الاسنان قبل أن تقول في تسليم:
نسوي شنو؟؟ إن نضمنا اتقلمنا وإن سكتنا السكات غُلب علينا .. الله يهني سعيد بـ سعيدة.
تؤكد امثالنا بأن ( الصراحة راحة والاختشاء قباحة) إلا أن في الكثير من أنواع الصراحة قباحة، فقد شهدت موقفا طريفا تجلت فيها صراحة حبوبة بعض معارفنا المخلة، كنا في حفل خطوبة إحدى حفيداتها حيث كانت الحبوبة تهم بالنزول من مصطبة البرنده المرتفعة لتنتقل إلى الحوش الممتلي عن آخره بالمدعوات، عندما مدت يدها نحو واحدة من أهل العريس والتي صدف وقوفها اسفل المصطبة لتعينها على النزول .. حسبت تلك القريبة أن الحبوبة ترغب في مسالمتها فهشت لها وهي تهم بمقالدتها:
حبابك يا حاجة .. أهلا وسهلا.
فما كان من الحبوبة إلا أن دفعتها عنها وهي تقول بصوت عالي سمعه كل من كان في الحوش:
تحبك دقونة يا يمة .. شوفي المرة الغبيانة دي؟؟ .. أنا قلتا ليك سلّمي علي وللا نزليني من المصطبة؟!!
وقول النصيحة أو الحقيقة خشم بيوت، منها المطلوب وهذا يكون في مواضع احقاق الحق حين يترتب على اخفاء الحقيقة الظلم والضرر، وهناك مواضع أخرى يكون فيها المناصحة بقول النصيحة مطلوب ولكن مع تخير المكان والزمان المناسبين، فقد دعانا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه لتخير وقت المناصحة المناسب بحيث يكون المنصوح في حالة نفسية جيدة تساعده على تقبل النصيحة، وأن تكون المناصحة بعيدا عن أعين واسماع الآخرين، حتى تكون المناصحة لاعانة المنصوح على الشيطان وليس لاعانة للشيطان عليه.
للنجمة الامريكية المحبوبة (ساندرا بولك) فيلم عاطفي وانساني رقيق يحكي عن قصة معاناة سيدة شابة من خيانة زوجها مع أعز صديقاتها وانفصاله عنها ليتزوج من تلك الصديقة تاركا لها لتلعق جراح الخيانة وكسر الخاطر الذي تعرضت له على مشهد من انظار العالم، فقد اختار زوجها وصديقتها أغرب وأقسى طريقة لتوصيل خبر ارتباطهما لها، حيث قاما بدعوتها لبرنامج يذاع على الهواء مباشرة يختص بالمواجهات الصريحة، واثناء جلوسها في امان الله بجوار زوجها في الحلقة، أخبرتها المذيعة أن زوجها وصديقتها يودان أن يخبراها خبرا يشركوا فيه جميع المشاهدين، ثم افضى إليها زوجها بسر العلاقة التي ربطت بينه وصديقتها العزيزة ورغبته في الانفصال، لتنتهي الحلقة بنظراتها الحيرى وابتسامتها المسكينة البلهاء وتلفتها يمين وشمال دون أن تستوعب حقيقة ما يحدث .. تذكرني قصة ذلك الفيلم بالبرنامج الامريكي الشهير (الحقيقة) الذي يذاع على (mbc4) والذي يعتمد الربح فيه على بجاحة المتسابق وقدرته على قذف الحقائق الجارحة في وجه اقربائه واحبائه، وللحقيقة برضو افزعني بشدة رغبة القناة في تقديم نسخة عربية من البرنامج الذي يخالف شرعنا وطبعنا الرافض للبجاحة وشيل الحال، مما يرجعنا لجدلية (الصراحة راحة والاختشاء قباحة) مع تأكيدنا على حقيقة إن آخر الزمن ( الاختشوا ماتوا).[/ALIGN]

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫2 تعليقات

  1. اشكرك اخت منى على مقالك الرائع استمتعت وانا اقراءه في الماضي النصيحة كانت بجمل اما اليوم اشاطرك الراي من الافضل ان تتركها في مصارينك كي لاتحرج نفسك امام المنصوح او بالاصح مالك ومال الناس , كذلك افيدك اختي العزيزة انه في الدول الغربية يعتبر تدخل في شئون الشخص ويعاقب عليه القانون اما ماذكرتي ان ال mbc
    سوف تقلد البرنامج فلا تخافي عليهم سوف يكون له جمهور وكبير ايضا .

    اشكرك وياليت نقراء لكي مقالات عن هموم العالم العربي وليس فقط عن الحاله الاجتماعية السودانية وانا اعرف ان لديكي الكثير فلا تبخلي علينا من مقالات الموضوعية الجميله .

    اشكرك والهمك الله من علمه .

  2. يا خوانا هو الحاصل شنو؟؟؟؟:confused: وحاة ابوي كان فاهم حاجة يعضيني ككو الناس دي بقت ساكة الفارغة مالا؟ والمحيرني الراجل بعد ما مرتو قالت ليه انا خنتك ههههههههه قال ليها ممكن نتجاوز المحنة دي ومرق اتقاسم معاه القروش.. ههه ترووووووووووووث