زهير السراج

ليتنا كنا (بغالا) يا عمر

[ALIGN=CENTER]ليتنا كنا (بغالا) يا عمر [/ALIGN] * كان الاستاذ الفاتح عزالدين معتمد محلية أم درمان (السابق) يتفقد شارع النيل بأم درمان اثناء تشييده، وفي منطقة أبوروف جنوب مركز شرطة أمن المجتمع اشتكت اليه احدى الاسر من الضرر الذي وقع عليها بسبب ارتفاع الشارع، فما كان منه عندما رأى المنزل إلا أن اصدر قرارا بهدمه واعادة تشييده من جديد في اسرع وقت، وقد حدث.. ويقف المنزل الآن دليلا على عدالة الحاكم!!
* منزل أسرة المرحوم حامد صالح، الذي يوجد في نفس المنطقة، وقع عليه ضرر اكبرــ (وأجد نفسى مضطرا للقول بانه تربطني بالاسرتين علاقة قرابة وجيرة قديمة مثل بقية أهل ابوروف الكرام.. وذلك حتى لا يتصدى لي بالحديث غدا أحد باشكتبة السلطان ويتهمني بالدفاع عن أقربائي معتقدا أنه اكتشف الذرة)ــ بل أنه لم يعد صالحا للاقامة بوضعه الحالي الذي يجعله مستودعا وممرا مستديما لمياه الخريف، وقد أصيب بأضرار بالغة من مياه الخريف الماضي التي انحدرت عليه من الشارع كالسيل الجارف، وقد ينهار على رؤوس ساكنيه في هذا العام إذا لم تقم ولاية الخرطوم بازالة الضرر الفادح الذى تسببت فيه عندما شيدت الشارع بدون مراعاة الأسس الهندسية والاخلاقية المطلوبة لحماية المواطنين وحقوقهم!!
* رفعت الاسرة عدة عرائض لمعتمدية محلية أم درمان ثم وزارة التخطيط العمرانى باسميها القديم والجديد (وزارة البنى التحتية) واخيرا إلى والى ولاية الخرطوم متضررة من هذا الوضع وأرفقت كل المستندات والادلة ومن بينها تقارير لجهات حكومية تثبت وقوع الضرر وتحدد التكلفة المطلوبة لازالته، وقد قامت اكثر من جهة حكومية بزيارة الموقع واقتنعت بعدالة القضية.. واوصت بإزالة الضرر قبل حلول الخريف القادم تفاديا لوقوع اخطار واضرار أكبر.. ولكن بالله عليكم تخيلوا ما الذي حدث؟!
* قامت وزارة البنى التحتية بإخطار مندوب الاسرة في احدى ملاحقاته لها بأنها صدقت لهم بمبلغ (ألفي جنيه).. كأنهم عندما جاءوا يطالبون بحقوقهم كانوا يتسولون في نظرها فقررت أن تتفضل عليهم بهذه الصدقة..!!
* كان من الطبيعي أن ترفض الاسرة هذا القرار خاصة أنها لم تكن تبحث عن تعويض مالي، واشتكت إلى والي ولاية الخرطوم الجديد الذي لم يجهد نفسه سوى بتحويل الملف (تااااني؟) الى معتمدية أم درمان لدراسته، ثم لم يحدث شيء الى أن فوجئت الاسرة بمن يدخل إلى المنزل في غياب ولي الأمر ويقوم بتركيب ماسورة لتجمع مياه الشارع في الخريف وتلقيها في بئر السايفون الخاص بالمنزل.. تخيلوا هذه العبقرية الفذة!!
* ليتنا كنا (بغالا) في زمنك يا عمر فننعم بعدلك.. ولم نكن رعاياك يا سيدنا الدكتورعبد الرحمن الخضر فنقاسي ظلمك.. وحسبنا الله ونعم الوكيل!!.

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

28 مايو 2010