قير تور
المقنع وما يسمع
ما جعلني اكتب عن هذا الموضوع اليوم، وأنا أتمنى أن يأتي أحدهم ليثبت خطأ ما كتبته ويبرهن على وجود آكلي البشر بالجنوب، هو توقعي مؤتمراً صحفياً يتحدث فيه أحد الوزراء الاتحاديين في اي يوم يبرر فيه اي إختفاء لفرد في الخرطوم ويرميه على وجود قبيلة جنوبية تأكل البشر على نسق وقوف قبيلة جنوبية تعاني الانجاب فتلجأ إلى خطف أطفال قبائل غيرها.
إن قبائل جنوب السودان في أغلب قصصها تلجأ إلى إستخدام الظواهر الخارقة التي تفوق قدرة الإنسان العادي لتثبيت بعض الأشياء في الذهن, وهذا الاستخدام لا يخلو من دعاية بعيدة المدى تخدم ناشرها وتسئ لجانب آخر مقصود.
تقوم القبائل المجاورة لقبيلة المورلي برميها بفرية لا يمكن لعقل إنسان سوي تصديقها أبداً، وتلك الفرية وجدت من يصدقها وهي تفيد بأن المورلي تقوم باختطاف اطفال القبائل المحيطة أو المجاورة بسبب أن افرادها يعانون مشكلة في الانجاب. وعليه حسب القصص فإن المورلي يخطفون الأطفال لتربيتهم وتبنيهم، أي أن تلك القبيلة تحافظ على وجودها بخطف أطفال القبائل الأخرى. وإذا إفترضنا صحة هذه النظرية مع التسليم بصحة الشق الأول منها وهي حقيقة أن المورلي فعلاً تقوم باختطاف اطفال القبائل المجاورة كحقيقة غير منكورة فالشق الآخر لم يثبت حتى الآن: كيف تحافظ قبيلة تعاني الان على وجودها؟ لماذا لم تنقرض؟. وهل الأطفال المختطفون تصيبهم نفس المشكلة بمجرد تحولهم إلى المورلي؟. ولماذا فقط تعاني قبيلة واحدة فقط من بين قبائل أخرى تسكن نفس المنطقة؟. إن فرية معاناة المورلي من عدم الانجاب كذبة ودعاية ارادت القبائل المجاورة إستخدامها كتغطية لعجزها عن مواجهة شراسة ابناء المورلي في الحروب، وإذا كانت هذه حقيقة لما تخلى المورلي عنها في المدن فهم ينجبون ويتناسلون دون الحاجة إلى الخطف.ليس كل ما يسمع يقنع.
لويل كودو – السوداني
24مايو 2010م
grtrong@hotmail.com