الاستعــــداد لـ(رمضـــان)..(القراية) يوم الامــتـــحــــان!
(جهاد) اتجه الى طاحونة مجاورة الى منزله ليطحن عيش(العصيدة) ليجتهد فى عمله امسيات رمضان حتى يفي بما تبقى من متطلبات اسرته..
اسهمت التعاونيات فى المصالح الحكومية والخاصة بتقليل كثير من هم مستلزمات رمضان بتوفيرها بعض بالاقساط وبعض بمبالغ لا تصل الى سعر السوق…
فيما ابدت امانى الحسن الموظفة بمصلحة حكومية عن ارتياحها ازاء الامر فقد دفعت مبلغا يصل الى المائتين وخمسين جنيها لجمعية تعاونية بمصلحة العمل نالت فيما يقابلها مستلزمات الشهر الكريم بسكره وشايه وبنه ودقيقه و قمحه وحتى الكركديه والكبكبيه..وزادت ان زوجها ايضا قد نال نصيبه التموينى من مصلحته العسكرية وهذا ما يوفر لاسرتيهما الكبيرة بعضا من المنحة.
على السوق المركزى بالخرطوم ..عاد عبد الله الفكى الى منزله كما ذهب قبل ان يتضجر من الارتفاع المفاجئ لاسعار الخضر والفاكهة واللحوم قبل يوم من دخول الشهر الكريم..بسؤالنا عن لماذا لم تجهز مؤنتك قبل ايام عدة وصار حالك كمن يذاكر عشية الامتحان فاخذ يتعذر بتوافق دخول رمضان مع صرف الرواتب وهذا لا يد لنا فيه وكان الاجدر بالحكومة ان تصرف لقطاع العاملين فى الدولة و هو منهم قبل اسبوع على الاقل لتجهيز انفسهم..ارتفعت اسعار البرتقال من ستة جنيهات الى (14) جنيها واللحوم يبلغ الكيلو منها (24) جنيها ..وكيلو الليمون الى اربعة جنيهات وحتى اول امس كان لا يزيد عن الجنيه ..اما قطعة العجور الواحدة فوصل سعرها الى جنيه ونصف الجنيه وهى بمثابة الروح من الجسد لسلطة الروب المرغوبة بشدة فى صينية رمضان.
ازدحام فى الاسواق الفرعية والرئيسة بولاية الخرطوم ..وندرة فى المواصلات التى ارتفع سعرها دون ضابط او رابط..وظل سوق الكلاكلة اللفة كغير عادته مزدحما حتى الساعات الاولى من الصباح وكأن العيد مقبل فى بهرجاته..التفاف ومفاصلة حول باعة الاوانى المنزلية التى يزدهر سوقها فى موسم رمضان لا غيره..حتى المفاريك وجدت حظها من رفع السعر ..فهى الاجدر بسواطة العصيدة رغما عن دخول مفارك كهربية للبلاد فى الآونة الاخيرة..سوق الفريشة بائعى التوابل ومسحوق الويكة لا ترى ملامحهم لكثرة الزحام..انهم يعمهون فى تجارتهم الرابحة ليومين اثنين لا يزيدان اذ يتكاثف عليهم من ظنوا ان رمضان ادركهم حين غرة والامر ليس كذلك..قالت لى السيدة اخلاص سعد وبيدها كفتيرة شاى وبعض ملاعق وصحون من معدن الاستيل فرغت من شرائها متجهة الى حيث لا مواصلات الى المنازل ..قالت ان المجتمع اعتاد على تحضير اموره الحياتية قبل يوم او اثنين بالاكثر كعادة لا تعرف من اين هى مستمدة..كلنا كدا..هذا كان ردها مضيفة ان الشئ الوحيد الذى يجهزونه قبل اسابيع من دخول الشهر الكريم هو (الآبرى) لانه يحتاج لتضرية وطحن وتخمير وعواسة يجتمع عندها نساء الحى والاقربون وما غير ذلك (شغل اليوم باليوم)!
اما الباحثة الاجتماعية ثريا ابراهيم فقد ابدت شيئا من الدهشة وانا اطرح عليها امر ما يمكن تسميته بالكلفتة وتحصيل الحاصل فى وقت ضيق كممارسة اجتماعية ظللنا نمارسها كلما اقترب عيد ،رمضان، امتحان …وصفته بالسلوك الاجتماعى الاستعراضى ..والاتجاه للثانويات غير الاولويات ورأت ان النساء تزدحم بهن الاسواق يوم الوقفة وقبيل رمضان بساعات لشراء العدة والبهارات وكماليات الشهر فى حين من باب اولى ان يرشدن الصرف لمجابهة متطلبات الحياة الاخرى الاولوية والالتفات لعيالهن..واضافت ان كمية الاوانى المنزلية المخزنة فى الفضيات والحافلات دون حاجة لاستخدامها تشكل نسبة مالية ضخمة ربما يكون لها اثر اقتصادى ان اجريت لها دراسة جادة .
التبديد ..الاستعراض ..المظاهر اوصاف ثلاثة لخصت بهن الباحثة ثريا ابراهيم الامر باعتباره سلوكا غير رشيد يحتاج لعلاج اجتماعى ونفسانى فهى حالة هلع شرائى لا حاجة لها وكل امرأة ان لم تفعل ذلك فهى غير مواكبة بمفهوم الحريم ..تصرفات يدفع ثمنها رب الاسرة ويستجيب سلبيا للضغط ليقع فى التزام ما لايلزم.
صحيفة الرأي العام