مذكرات البشير
ü حزن البلوتوث
على أعتاب ذلك المسجد الحديث والمصليات يختتمن صلاتهن في الطابق العلوي.. وصلاة على جنازة تقام في الطابق السفلي والحزن يعتصر القلب.. والجو يعبق بالحزن.. ما اعظم الإحساس بالضعف والهوان.. عندما تسود لغة الموت.. وتلقّي الفاتحة يصبح السلوى الوحيدة.. ويرفع النعش ويتراءى جثمان الراحل دليلاً على أن التعداد قد نقص فرداً كان غالياً على أهله.. وتجتر الذاكرة ما مضى وما سيأتي وكيف يمضي الفرد إلى نهايته المحتومة.. فتتحرك لواعج الحزن الدفين وقد يسأل الفرد نفسه كيف تكون لحظات وداعه.. هل سيسهل على حامليه رفع بدنه الثقيل أم أن آخر أيامه ستمتص الدهون المتراكمة و «تفشفش» أثقالها العصيبة؟؟ وهل سوف يتسع القبر للرقاد الأبدي الذي هو الحتمية.. في هذا الجو المشحون.. تعالت الأصوات أسفل وأعلى طابقي المسجد «الله اكبر.. الله أكبر.. لا اله إلا الله».. وخرج بالنعش صوب النهاية.. ودون سابق تواصل تتقدم أحد المصليات صوب الأخرى إعجاباً بصوت «رنة جوالها» فتسألها ببراءة يا أخت عندك بلوتوث.. والله النغمة عجبتني.. لتستغرب الأخرى في دواخلها قائلة «سبحان الله.. نغمة الديك.. بتعجب قدر دا».. وفي هذا التوقيت زماناً ومكاناً.
ü آخر الكلام:-
وثقوا اللحظات.. الأيام.. السنين.. مظلمة ومقمرة على أساس البدر أو القمر اربعتاشر.. لتقرأ الاجيال التجارب لتتعظ أو تعتبر أو تحزن حتى ولو على شاكلة حزن البلوتوث.
سياج – آخر لحظة – 1358
fadwamusa8@hotmail.com