عودة الجدل حول الفحص الدوري للثدي للسيدات فوق الأربعين
وكانت الجمعية الأمريكية لطب النساء والتوليد أوصت عام 2009 بعمل الأشعة بشكل دوري من عام إلى عامين منذ بلوغ السيدة سن الأربعين، ثم تكرار الإجراء كل عام عند سن الخمسين، تحسباً للنتائج الخاطئة التي قد تشير لإصابة السيدة بالمرض، وما يترتب عليه من إجراء فحوص غير ضرورية على عينة من الثدي لاكتشاف خطأ الفحص الأول.
وعادت الجمعية هذا الشهر لتطالب بإجراء الفحص كل عام معتمدة على أدلة تثبت زيادة إصابة السيدات بالمرض وسرعة تطوره في هذا العمر الصغير.
وتقول الدكتورة جنيفر جريفن، الأستاذ المساعد في طب النساء والتوليد بجامعة نبراسكا، والتي شاركت في كتابة الدليل الإرشادي “أعتقد أن النقطة الأساسية التي دفعت لهذا التغيير هو إصابة ما يقرب من 40.000 سيدة كل عام بسرطان الثدي يموت منهن 20%. وقد ثبت أن الكشف السنوي بالأشعة على الثدي يقلل مخاطر الوفاة بالمرض بنسبة 15%”.
ووفقاً لبيانات الجمعية الأمريكية لطب النساء والتوليد، هناك ما يزيد عن 207.000 سيدة تم تشخيص حالتهن بسرطان الثدي شديد الانتشار عام 2010 وقد توفى منهن حوالي 40.000 سيدة.
المرض الأكثر شيوعاً
ومن المعروف أن سرطان الثدي هو ثاني أكبر أمراض السرطان شيوعاً بين السيدات في الولايات المتحدة بعد سرطان الجلد. ويمكن الكشف عن أورام الثدي السرطان، وهي لا تزال صغيرة جداً، وقبل نموها لتصبح عرضية.
ويتفق الدليل الإرشادي الجديد لجمعية النساء والتوليد الأمريكية مع توصيات جمعية السرطان الأمريكية والشبكة الوطنية الشاملة للسرطان. بينما يدعو معهد السرطان القومي لقصر الكشف بهذه الأشعة على الثدي كل عامين بدءاً من بلوغ السيدة سن الأربعين. بالإضافة إلى قلق المختصين من النتائج الإيجابية الكاذبة لهذه الأشعة في بعض الأحيان، فقد أعرب بعض المسؤولين عن تعريض السيدات لمستوي الإشعاع الناتج عن أجهزة الأشعة بهذا الشكل المتكرر والذي يضاهي ما تحدثه رحلة عبر القارات بالطائرة.
“وتمثل أشعة mammograms بعض الضغوط على السيدات كونها قد تتطلب بعض المتابعة. ولسوء الحظ أنه للبحث عن مريضات سرطان الثدي سوف تحصل بعضهن على نتائج كاذبة تشير لإصابتهن بالمرض على غير الحقيقة. إلا أنه يبدو أن علينا تقبل هذا الجانب السلبي من الأمر”, كما أشارت كاسيل.
وتؤيد جمعية علم الأشعة الأمريكية هذا الدليل الإرشادي الجديد، موضحة أن بيانات المعهد القومي للسرطان توضح أن معدلات الوفاة من مرض سرطان الثدي والتي لم تتغير لغاية 50 سنة قد تناقصت بنسبة 37% منذ بدء عملية الفحص بالأشعة على الثدي في تسعينات القرن العشرين.