فدوى موسى

إحداهن بالتراب

[ALIGN=CENTER]إحداهن بالتراب [/ALIGN] هل هو الهدر المقنن.. للعمر للوقت.. للعصب.. أن تأتي مدفوعاً بنبض الضيق اليائس من كل حظوظك في الدنيا.. ناقماً على ما جادت به أيامك الضنينة.. فتمارس السادية النفسية وتضطهد الظروف التي لم تسعف أحلامك.. فتظل في حالة إحباط زائد مع لا رحمة من الظرف العام.. ماذا يجدي أن تلعن حظك العاثر.. قدرك الإلهي.. وعند هذا الحد تقف لتقول.. «استغفر الله».. ما أحوجك لأن تغتسل من أدرانك النفسية لتحط عنك أوساخ الوجع ويا حبذا إن كانت سبع «غسلات» إحداهن بالتراب.. لتعود لدنيا الرضاء والقدر.. وتنفض عنك لعنة السخط فتلك حتمية قدرك.. المُسطّر.. لا تبتئس.. إن ضاقت مدارك حياتك عن فيض ما تتمنى ولاتلهث أكثر مما تحتمل عضيات بدنك.. ولاتخرج لسانك طالباً قطرات الماء الغالي.

٭ استقبل القبلة..

هزمته قوات المرض القاسي.. توقفت نبضات كليتيه عن «بول نفاية الدم» والتخلص الطبيعي من سموميات البدن الدافقة.. توقفت الكلية الأولى.. مارس الحياة بدونها.. فهزمته جبروتات الضغط العالي وسلبته قدرة الأخرى.. ولا يمكنه إلا أن يغتسل من الوريد إلى الوريد.. وكلما نقى دمه من شوائب الألم.. أصاب جيبه وجيب كل العائلة ثقباً غائراً في «عمق اللباد».. فلا مفر أمامه الآن بعدما أضحى حاله من قبيل «الأباط والنجم» لا شيء إلا أن يستلقي جانباً ويواجه القبلة.. والرحمة من الله أولاً وأخيراً.

٭ ما عندك ضهر!

لا تقل شيئاً عن العلم.. عن المؤهلات.. فكُثر أمثالك في هذه البلاد.. جهداً ونوراً واستزادة.. ولكن المرقي والمرتب لمن له فضل ظهر وزاد.. لا تقل أوف.. فحرام عليك أن تمارس الضجر فأنت بلا «ضهر».. ابحث عنه.. هناك في ثنايا القبيلة.. الدائرة.. المدينة.. الولاية.. بالتأكيد إن ثمة وشيجة أو رابطة دموية تقفز بك فوق الجميع.. فاستدرك عاجلاً هذا السند.. ولا تقل لنفسك إنك قادر على تجاوز فيض المدد.. فربما تقف شامخاً بعدما تدثرت بسميك «اللبد..»

٭ انثر هواجسك..

على سطح الأفق.. وساحات البيت.. تحلل من غسيلك القذر.. فالخوف لا يزيل منظف المال وإن كثر.. اجهد نفسك في تذكار الرحيل إلى الأبد.. ربما كان ذلك مدخلك لهزم الخوف من القادم.. من الموت على فجاءة المحمل ما بين الدم ووطأة المرض.. انثر هواجسك على صفحات يومك المزدحم بروح الآتي على أمل.. فربما تطوع أحدهم وحمل عنك تخفيف أعراض الظنون والمرض.. فتأهب على حين القدوم إلى حتمية الاستكانة بوقوع القدر.. فحسبك الله إن طالك خير أو شر.

٭ آخر الكلام

اغتسل مرة بعد مرة في بحر الصفاء النفسي وحاول أن تعادل الأمر.. واستقبل القبلة طائعاً وان استندت على «الضهر».. ولا تقل كلاماً من شاكلة «أكان ما عندك ضهر.. أقع البحر

سياج – آخر لحظة – 1357
fadwamusa8@hotmail.com