مصر.. ارتفاع جرحى أحداث العباسية الدامية إلى 309 أشخاص
ونقل مراسل “العربية” عن عودة جزئية للهدوء في الساحة التي شهدت أحداثا دامية ومحاولات من المواطنين لتنظيفها.
وارتفعت ألسنة الدخان أمام مسجد النور بالعباسية نتيجة حرق إطارات السيارات.
كما وقعت مصادمات أخرى بين معتصمين في ميدان التحرير ومجهولين في شارع طلعت حرب، وذلك بعد وقوع اشتباكات بين المتظاهرين ومجهولين آخرين في ميدان العباسية، حيث شهد شارع طلعت حرب تكسير محال وصدامات بين الأهالي دون أسباب معروفة حتى الآن.
وقال متظاهرون شاركوا في مسيرة ضد المجلس العسكري مساء أمس إن الاعتداءات كانت تأتي من بنايات مختلفة في محيط مسجد النور، وإن المتظاهرين تم حصارهم من جميع الجوانب، حيث كانوا يعتزمون العودة في السابعة مساء بتوقيت القاهرة، لكنهم فوجئوا بحصارهم من قبل بلطجية لم يتحدد بعد لمصلحة من يعملون.
لكن شهوداً آخرين في ميدان العباسية تصدوا للمسيرة قالوا: “نحن لسنا بلطجية، والشعب المصري يرفض هذه المسيرات، ونحن مع المجلس العسكري ونرفض المساس به أو تعطيله عن عمله، ونحن سنتصدى لهذه المسيرات انطلاقاً من مصلحة الوطن، ونحن نفعل ذلك دون تكليف من أحد، فنحن نريد أن نحافظ على الثورة وما يفعله أصحاب المسيرات هو ضد الثورة”.
وأكد شهود عيان أن المتظاهرين تعرضوا لقذف بالحجارة من أعلى العمارات في محيط ميدان العباسية وكذلك زجاجات المولوتوف.
“ليسوا مجرد مؤيدين”
وقال محمد عادل، المتحدث الإعلامي لحركة 6 أبريل لـ”العربية نت”: “لقد كنا نعتزم المسير إلى مقر المجلس العسكري ثم العودة مرة أخرى إلى ميدان التحرير، ولم يكن في خطتنا أبعد من ذلك، ولكننا فوجئنا أثناء المسيرة بمجموعات منظمة كانت بانتظارنا عند مداخل ميدان العباسية وتحديداً بالقرب من مسجد النور، انهالت علينا بزجاجات المولوتوف والحجارة”.
وشكك محمد عادل في أن يكون “هؤلاء المعتدون على المتظاهرين مجرد مؤيدين للمجلس العسكري؛ فليس من المعقول أن يكون هؤلاء المؤيدين بهذا التنظيم، فقد كانوا في انتظارنا في مكان محدد ويعرفون خط سيرنا”.
وأضاف “كنا فقط نسير بشكل سلمي، ولكننا لاحظنا خروج هذه المجموعات من إحدى العمارات تحمل الطوب وتقذفه في وجه المتظاهرين، وتحمل أيضاً أسلحة بيضاء وسيوفاً”.
وتابع محمد عادل: “حتى الآن لا نعرف هوية هؤلاء وما إذا كانوا من البلطجية أو جنود شرطة متنكرين، علماً أن هذه الاعتداءات تمت تحت سمع وبصر الشرطة العسكرية والشرطة المدنية”.
وأغلق الجيش المصري ميدان العباسية مساء اليوم السبت بالأسلاك الشائكة وأحاطه بالدبابات منعاً لدخول مسيرة سلمية إلى الميدان عابرة من خلاله إلى مقر وزارة الدفاع، تعبيراً عن غضب المعتصمين في ميدان التحرير لتجاهله مطالب الثورة.
كما تم إغلاق الشوارع المؤدية إلى الميدان بجنود من الشرطة العسكرية التي انتشرت في محيط الميدان، فيما شهدت المسيرة مناوشات واحتكاكات بين المتظاهرين وأهالي العباسية الذين يرفضون خروج المسيرة تأييداً للمجلس العسكري.
وانطلقت السبت مسيرة حاشدة من ميدان التحرير متجهة إلى مقر المجلس العسكري الحاكم في مصر بوزارة الدفاع، وقدرت أعداد المتظاهرين الذين خرجوا في المسيرة بما يزيد على 10 آلاف متظاهر، بدأت من محيط ميدان التحرير واتجهت إلى شارع رمسيس الملاصق للميدان قاصدة مقر وزارة الدفاع المصرية، ما أدى إلى توقف تام لحركة المرور بشارع رمسيس الذي يعد من أهم الشوارع الحيوية في القاهرة.
وقال المتظاهرون إنهم لا يهدفون بهذه المسيرة إلى إسقاط المجلس العسكري كما تردد، ولكنهم يعبرون عن مطالب الثورة ويريدون من المجلس تحقيقها.