عبد اللطيف البوني

جنسية

[ALIGN=CENTER]جنسية[/ALIGN] (1 ) (تصوّر كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني) ؟ كنت سأكون مشغولاً بأخبار كأس العالم في جنوب أفريقيا وتقسيم المجموعات وأخبار المنتخب البرازيلي وإلى أين تتجه ترشيحات النُقّاد الرياضيين؟ والى أي مدى سوف تنجح هذه الدولة الناشئة في تنظيم أكبر مظاهرة كروية عالمية؟ كنت سأكون غير مشغول بما يجري بين دول حوض النيل وكيف توقع أربع منها على اتّفاقية إطارية ؟ وكيف رفضت دولتا المصب السودان ومصر الاتّفاقية، علماً بأن سكان هاتين الدولتين يساوي عددهم عدة أضعاف سكان دول المنبع ومعدل الزيادة السكانية فيهما هو الأعلى؟ كنت سأكون غير مشغول بمن يقف وراء دول المنبع ومن الذي سوف يمول المشروعات المائية التي ستقوم فيها؟ كنت سأكون غير مشغول بحقوق هذه الدول في مائها الذي أنزله الله عليها وهي حقوق طبيعية ولا مشغول بحقوق دول المصب المكتسبة . كنت سأكون مرتاح الدماغ من التفريق بين الحقوق الطبيعية والحقوق المكتسبة وحق الحياة وحق الموت. (2 ) (تصوّر كيف يكون الحال لو كنت سوداني)؟ كنت سأكون مشغولاً برحيل المُفكر المغربي العربي الكبير محمد عابد الجابري الذي سعى وبإصرار الى هز المسلمات التي كبلت العقل العربي . محمد عابد الجابري قرأ التراث العربي بعين ناقدة وركل كل القراءات التي كانت سائدة قبله واكتشف في ابن خلدون ما لم يكتشفه الذين قبله . كنت سأكون مشغولاً بوفاة الصحفي المصري الساخر محمود السعدني (الود الشقي) الذي امتع القاريء العربي لأكثر من نصف قرن من الزمان بضحكاته من الواقع المرير، كان السعدني صاحب رؤية في سخريته فقد كان ناصرياً حتى النخاع . كنت سوف أفكر في عمل مقارنة بين الجابري والسعدني فالأول جماهيري عرض بضاعته في الشارع العربي العام والثاني كاتب صفوي لا يتناول إنتاجه إلا الخاصة، السعدني يسعى لتغيير الرأي العام مباشرة بينما الجابري يسعى لتغيير الذين يُغيرون الرأي العام لذلك أحس الكثيرون بفقد السعدني وتألم كثيراً الذين كانوا يتعاطون إنتاج الجابري . كنت سأقوم بجهد صحفي أقارن فيه بين كاتب العامة وكاتب الخاصة ومن الذي سوف يترك بصمة أكبر؟ وحاجتنا للاثنين . ولكن كنت سوف أطرح سؤالاً فحواه لماذا لم يكتب الجابري للعامة ؟ ألم يكن في مقدوره تبسيط أفكاره ليتعاطاها الجميع ؟ ما كنت سأكون مشغولاً بطلب الحكومة من الانتربول توقيف دكتور خليل إبراهيم رغم أنها تفاوضت معه ووقعت معه اتّفاقاً إطارياً وصافحه السيد رئيس الجمهورية فإن كان المقصود بهكذا طلب إحراج القاهرة فكان الأوفق أن تتحدث الخرطوم معها مباشرة أما إذا كانت القاهرة تُريد (طرشقة) الدوحة فعليها أن تقدّم البديل . فخليل في القاهرة والدكتور السيسي في ليبيا وعبد الواحد في باريس وآخرون في الدوحة . أما إذا كانت القاهرة تريد من استضافة خليل الضغط على حكومة الخرطوم لتقف معها في خط واحد لمواجهة دول منابع حوض النيل في اتفاقيتها الإطارية في عنتبي فسيكون الأمر غريباً وغريباً جداً لأن المصالح لاتحتاج الى رسائل ضغط ولاحول ولا قوة إلا بالله. (3 ) (تصور كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني)؟ كنت سأكون سودانياً جداً.

صحيفة التيار – حاطب ليل -16/5/2010
aalbony@yahoo.com

تعليق واحد

  1. تصور كيف يكون الحال اذا كنت غير مسلم
    كان مابهتم بوفاة الداعية الفز العالم النحرير وفقيه زمانة وشيخ الدعاة
    الشيخ محمد سيد حاج
    اللهم ارحم شيخنا برحمتك امين