تحقيقات وتقارير

الطيران السوداني … المعاناة محمولة جوا

[JUSTIFY] «صن صنقير « بتلك الكلمات عبر مجموعة من الشباب عن غضبهم الجام تجاه شركة «صن اير « للطيران بعد ان فشل الطيران تماما في الالتزام بالمواعيد المحددة لنقل الركاب من القاهرة للخرطوم رغم ان معظمهم اكد تاريخ عودته من قبل ان تطأ اقدامهم مطار القاهرة .
معاناة لا حدود لها عايشها الركاب الذين استقلوا طيران صن اير في رحلاتهم للقاهرة فقدت بموجبها ثقة هؤلاء الركاب الذين اقسموا بان لا يستقلوها مرة اخرى . يتطلب التعامل مع صن اير ميزات مطلوبة عند كل من يستقل طيرانها منها اولا التحلي بالصبر والمقدرات العالية على فن التسابق والركض والابتعاد تماما عن ثقافة الصفوف والتنظيم لان العودة مرهونة بالحظ فهي عملية «شختك بختك» فهناك تجارب للكثيرين ممن كانت تفصلهم ثوان فقط لشحن امتعتهم تمهيدا لاستقلال الطائرة ويفاجأون بالموظف المسؤول يخطرهم بان الطائرة اخذت كفايتها ليعود العشرات ادراجهم فمنهم من انفق كل مالديه من مال وليس امامه سوى المساجد ليقضي فيها ليلته تلك ليعود للمعاناة مرة اخرى عسى ان يحالفه الحظ يلعن اليوم الذي هداه لاستقلال صن اير واخر صار كل حلمه ان يتعدى خطا معينا ليكون تحت مسؤولية شركة الطيران لتقوم هي بايوائه في احد الفنادق لحين عودته.
«الصحافة « عاشت الاثنين الماضي معاناة المواطنين في مطار القاهرة لحظة بلحظة اثناء عودتهم للخرطوم فالشركة عبر اتصالات متعددة اكدت اقلاع طائرتها في مواعيدها وطلبت من الركاب الحضور لمطار القاهرة عند الساعة العاشرة مساء وبالفعل انتقل الركاب للمطار عند الموعد المضروب ليفاجأوا بوجود العشرات الذين تأجلت رحلاتهم بسبب التداخل في الرحلات فهناك من اكد انه كان يفترض ان يغادر للخرطوم قبل ستة ايام ويحكى مأساته وكيف ان الشركة لم تتحمل اي مسؤولية تجاهه الا بحدود معروفة والتقينا بنماذج لعدد من الركاب الذين كانوا قاب قوسين او ادنى من العودة ولكنهم فوجئوا بارجاء عودتهم بسبب اكتمال عدد الركاب ولكن حظهم كان افضل بان استضافتهم الشركة على نفقتها، ورصدت «الصحافة» اوضاعا مزرية لبعض المسافرين الذين توافدوا للمطار قبل الساعة العاشرة الذين كان بينهم المريض والمسن والاطفال وظلوا في باحة المطار لاكثر من الثلاث ساعات دون ان يأتي اي من مندوبي الشركة وابلاغهم سبب تأخير فتح الميزان وتوافد بعضهم لمكاتب الشركة بالمطار ليجدوه خاليا تماما من الموظفين وبدأت علامات الغضب والملل تظهر على وجوهم .. بعضهم غالبه الملل فعاد من حيث اتى ولم تسع الكراسي المترامية في باحة مطار القاهرة القديم الركاب الذين جلس بعضهم على ركبتيه على الارض والآخر على امتعته والاغلبية ظلت واقفة لمدة سبع ساعات داخل المطار ورسم ذلك المنظر وضعا شاذا بمطار القاهرة الذي خصص للطيران السوداني الاقل شأنا من طيران الدول الاخرى ولا غرابة فالطيران السوداني لم يطأ مطار القاهرة الجديد حتى الان ربما بسبب وضعه الشاذ الذي جسدته رحلات صن اير.
بالعودة للرحلة فما ان تجاوزت الساعة الواحدة صباحا حتى فتح الميزان عبر بوابة محددة الا ان التدافع من قبل الركاب الذين كانوا في سباق فحدث نوع من الهرج والمشادات بين الركاب الذين بدا عليهم التوتر وتدخل مسؤولون مصريون بالمطار لفض الاشتباك وحولوا البوابة لاخرى ليتسابق الركاب وبضاعتهم امامهم بشكل مخجل نحو البوابة الجديدة وكالعادة نجح من نجح في الانتقال لمرحلة الصعود للطائرة والآخر فشل ليلملم غضبه ويعود للاستعداد لمعركة جديدة يتمنى فيها ان يحالفه الحظ ويفوز بنصر العودة. وكانت بين الحضور امرأة طاعنة في السن اعياها المرض ادخلت لباحة المطار مسنودة الا ان كل ذلك لم يشفع لها ،اما من انتقل للمرحلة الجديدة فعليه ان يستعد لمعاناة جديدة فامامك اكثر من ساعتين ونصف انتظار امام البوابة التي منها وتصل للطائرة فالمسؤولون المصريون لم يكلفوا خاطرهم بفتح ابواب الصالة لاستقبال الركاب الذين تراكموا امامها وجلس بعضهم على الارض وافترش اطفالهم الامتعة ليغوصوا في نوم عميق يبدو ان منظر السودانيين امام الصالة اثار حفيظة بعضهم بالمطار الامر الذي قادهم لمخاطبتهم بعدم الجلوس بتلك الصورة باعتبار ان المنظر قبيح فاستغلوا المطعم الفخم الموجود بالداخل لاستقبال السودانيين المنكوبين تفاديا لذلك المنظر واستجاب بعضهم والآخر ظل كما هو وما اغضب الركاب انهم لم يجدوا اي شخص من الشركة لاستفساره ودخل الركاب في نقاش حاد مع امن المطار وحملوهم المسؤولية باعتبار انهم سمحوا لطيران غير ملتزم بالنزول في مطارهم والتسبب في معاناة الناس واستمرت عمليات الشد والجذب لحين اقلاع الطائرة في السادسة والنصف من صباح اليوم التالي وامتد غضب الركاب لطاقم الطائرة الذي رفض تحمل المسؤولية ونفض يديه عنها وعموما الطائرة كانت مؤجرة فهي تحمل العلم الاردني ووصل الركاب بسلام لمطار الخرطوم بعد معاناة امتدت سبع ساعات وما ان وصلوا للخرطوم حتى تناسوا وعودا كانوا قد قطعوها بالاعتصام والتظاهر ضد تصرفات الشركة.
[/JUSTIFY]

الصحافة

تعليق واحد