سياسية

نفوق حيوانات بحر الجبل والروائح الكريهة تصل إلى نمولي

فرت أفراس النهر والأسماك والتماسيح من بحر الجبل، وانتشر الهلع والخوف وسط السكان القاطنين بالقرب منه في عدة مدن جنوبية من ضمنها جوبا ونمولي بعد نفوق الحيوانات البحرية وانتفاخ جثثها أمس (الخميس). وذكر مصدر من جوبا لـ(الأهرام اليوم) أمس (الخميس) أن المواطنين تجنبوا استخدام مياه النيل خوفاً من التسمم في ظل عدم صدور بيان رسمي من حكومة الجنوب بخصوص تلك الظاهرة. ورفض مسؤول في مكتب الناطق الرسمي باسم حكومة الجنوب تأكيد ما حصلت عليه (الأهرام اليوم) بخصوص وقوع حالات تسمم وسط سكان جوبا لكنه أشار إلى واقعة نفوق الأسماك خارج مياه بحر الجبل.
وقال الأمين العام لجبهة الإنقاذ الديمقراطية المتحدة ديفيد بيل لـ(الأهرام اليوم) إن الأسماك وأفراس البحر والتماسيح هربت من بحر الجبل في مدينة نمولي من دون معرفة الأسباب بخلاف ظاهرة نفوق أعداد كبيرة منها. وأشار إلى أن الاتهامات من سكان المدن الجنوبية تطال دولة أوغندا والمؤتمر الوطني من دون وجود دلائل تشير إلى تورط أحد الطرفين في هذه الظاهرة التي وقعت في العام 2005. وأضاف بيل: «وزارة الري في الجنوب لا توجد بها كوادر مؤهلة لقياس مناسيب نهر النيل ومعرفة الظواهر التي تقع في مياهه، ليس لدينا معمل للفحص لمعرفة الحقيقة حول تسمم المياه، نحن لا نتهم أحداً ولكن المواطنين لا يملون من اتهام أوغندا والمؤتمر الوطني باستخدام أسلحة كيميائية وجراثيم وينسجون قصصاً حول تلك الظاهرة النيلية التي تكررت مرة أخرى». ويبلغ طول بحر الجبل (1,280) كيلومتراً – مايعادل أكثر من (20%) من الطول الكلي للنيل – يبدأ النهر مسيره من بحيرة ألبرت على الحدود بين (أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية) حيث يكون اسمه نيل ألبرت. وبحسب دراسات علمية فإن النهر يمر بمرحلة الشباب حتى (منجلا) ثم تظهر عليه علامات الشيخوخة، وتوجد في حوضه الأدنى السدود النباتية التي تكونت بسبب بطء جريان المياه فيه واتساع المجرى النهري فألقت الرياح بهذه النباتات وتجمعت مشكلة سدودًا طبيعية حجزت المياه ففاضت على الجانبين مكونة مستنقعات واسعة، وهذه السدود النباتية تهدر (15) مليار متر مكعب من إيراد بحر الجبل سنويًا. وينتهي النهر عند مدينة ملكال حيث يتحد مع بحر الغزال مشكلين النيل الأبيض مخترقاً ولاية النيل الأبيض شمالاً لمسافة (720) كيلومتراً.