رحيل محمد سيد
الموت لازمة
كلما تمددنا في الآمال والأحلام في هذه الدنيا إعجاباً بأنفسنا أو بأحبائنا.. كلما قربنا زماناً ومكاناً من وقت الرحيل الأبدي.. وكلما عشنا يوماً إضافياً كلما سحبنا من رصيد أيامنا في البقاء على سطح الأرض وزخرفها.. في ذلك اليوم هممت لمشوار في رحاب «الحلة» مروراً بمقابر الجريف غرب.. فإذا بي أمام مراسم دفن «راحلة من رحاب الحلة».. فما كان إلا أن رفعنا الفاتحة ودعوت لها بما استطعت.. ولكن الإحساس بالمشوار قد فقد رونقه وأصبحت زيارتي رحلة تأمل صامتة فالموت أبلغ من يُلجم الحديث.. وأعظم من يزكي التجلي والتفكير.. ففي رحيل الأبدان من الحراك إلى السكون كل العِبر والعظات.. والراحلة التي كتب لي القدر حضور هذه اللحظة المصيرية ختاماً لعمرها المقدّر قضته في سماحة الأخلاق وطيبها.. ولا نملك إلا أن ندعوه لرحمتها رحمة واسعة.. ونستودعها لرحاب الله.. فقد مضت «سعاد الجاك».. وربنا يصبّر «يُسرية».. والموت لازمة الإنسان.
نظرية الفكرة
كلما مرّ «عبدو» بمقابر أكثر من السلام على الذاهبين.. وهمس لمرافقه «يا زول قالوا ليك الجماعة الراقدين ديل معظمهم معيونين الفكرة يا زول ترمي الأسد النتّار.. شوف بالله القبر داك ما بتسحر؟؟» ليرد عليه «تب يا زول شوفوا الرقاد الراقدينو في الصقايع دي..» .. «هسه دي ما ياها الفكرة ذاتها؟؟».. ورغم رهبة المرور بالمقابر والسكون الذي يلفها إلا أن «عبدو» ومرافقه لا يملكان إلا أن يفرجا أساريرهما ضحكاً حيال الحوار الذي دار في المقابر.. ويسرعان الخطى لتجاوز حدود المقابر.. فالمقابر مكاناً لا يألفه الإنسان وإن حوى قبور الأحبة والأصدقاء.. ولكنهما في ذلك اليوم اتّفقا على نظرية الفكرة التي «ترمي الأسود النتّارة وترقدهم في الصقايع» فمرحباً بنظرية الفكرة بعد نظرية المؤامرة.
الوجع راااقد
في ظلال الحزن والرجال يهمون بدفن ميّتهم تعالت أصوات ابن الميّت «الليلة يا حليلك يا أبوي.. كر علينا..» فصاح فيه أحدهم «ما تنوح يا ولد» فقال له «أعمل شنو يا خال؟» فرد عليه «تبكي بس».. فانفجر المشيعون بالضحك لإلفتهم لعبارة «تبكي بس» فحاول أحدهم إصلاح الموقف فقال «يا ولدي الزم الجابرة.. الوجع راااقد».. فانفجروا مرة أخرى.. وسبحان من سهّل الضحك في قلب المواجع ومن جوف الدمعة قد تخرُج البسمة لتعلن أن الإنسان «نساي».
آخر الكلام
الموت قصة يطول معها الإحساس المحفوف بالرهبة بالوحدة والسكون ورماد الحياة التي كانت ملتهبة جداً.. ألا رحم الله الراحلين و هوّن على اللاحقين الحياة.
سياج – آخر لحظة – 1338
fadwamusa8@hotmail.com
لقد سمعت خبر رحيل الداعية المتواضع الباسم دوما في وجه محدثه فوقع على نفسي كالصاعقة فتجمد الدم في عروقي وقلت في نفسي إذا اكتمل القمر لابد من من الإفول لكن محمد سيد فإن غاب بجسده فروحه وعلمه سيبقيان ابد الدهر وسيذكره الحاضر والمستقبل . إن الشيخ محمد سيد كان ولا نزكيه على الله باحثا ملما إذا إلتبثت عليه قضيةلم يفني فيها ويتركها حتى يتحقق منها رحم الله الشيخ محمد سيد وجعله من ورثة جنة النعيم ..
ياجماعة
محمد سيد من اهلي وعشيرتي واعرفه أكثر ممن ينتحبوب ويولولون لموته اليوم…هذا الرجل الذي عاش صادقا ولاقى ربه صادقا ونتمنى أن يقبله عنده شهيدا لم يرد ان يكثر عنه الكلام الممجوج وينشغل الناس به بهذ الدرجة التي نشاهدها في التلفاز ونسمعها بالاذاعات ونقرؤهاا بالصحف …يا جماعة خلو المرحوم في حالة وترحموا عليه سرا بعد كل صلاة وبس !!!والله يسامحكم على ها العويل الصاخب !!