جعفر عباس

لا وقت للغيظ بل لمحاسبة النفس

[ALIGN=CENTER]لا وقت للغيظ بل لمحاسبة النفس [/ALIGN] أنا متأكد من أنني تسببت في إصابة بعض القراء بالغيظ، لأنني ذكرت قبل يومين ان رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو واحد من بين عشرة أشخاص في العالم الذين يتمتعون بمعدل ذكاء استثنائي (180) علما بأن من معدل ذكائهم فوق الـ140 يعتبرون عباقرة.. بيل كلينتون الرئيس الأمريكي السابق الهباش الخماش معدل ذكائه 137، هكذا حال الدنيا فمن أرد عدم تصديق ما أقوله عن نتنياهو فهو حر، تماما كشأن من يقول ان إبادة اليهود على أيدي النازيين في ألمانيا مجرد إشاعة.
سأواصل إغاظتكم حتى تكرهوني كما تكرهون اليهود أو تفيقوا لتفهموا لماذا اليهود متفوقون: منذ تأسيس جائزة نوبل فاز بها 35 إسرائيليا (وإذا حسبت هذا نوعا من المؤامرة الدولية على العرب فأنت حر)، أما عدد اليهود وذوي الأصول اليهودية الذين فازوا بتلك الجائزة ما بين عام 1901 و 2009 فيبلغ 180 بالتمام والكمال، ومعظمهم فاز بها في مجالات العلوم والاقتصاد (وقد تكون نظرية المؤامرة صحيحة في ما يتعلق بمنح جائزة نوبل للسلام لرئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن ولكنها تبقى نظرية مشكوكا فيها لكونه نالها مناصفة مع الرئيس المصري السباق أنور السادات.. يعني نشيلها من بيغن، نشيلها من السادات أيضا.. ويبقى عندنا فقط نوبل للآداب التي فاز بها نجيب محفوظ.. ولا تتعجل وتصيح: نسيت أحمد زويل المصري؟ أحمد زويل أمريكي من أصل مصري وعموما فقد فاز بها باكتشاف شيء اسمه النانو فيمتو،.. وشخصيا اكتشفت الفيمتو قبله بسنوات، وشربت منه كثيرا، وكونه اكتشف عنصر النانو فيه لا يجعله اكثر عبقرية مني).
اليوم سأكتب عن ساول آورن كوهين، الذي يعد أشهر الفلاسفة الأحياء، وهو من مواليد عام 1940، وفي الصف الرابع من المرحلة الابتدائية كان قد توصل الى حل مسائل معقدة في الجبر، وقبل بلوغ المرحلة الثانوية كان قد “انتهى” من دروس التفاضل والتكامل والهندسة، وكتب ورقة/ بحثا في علم المنطق نشرته المجلة الفلسفية بجامعة هارفارد أشهر جامعة في العالم وعرضت عليه الجامعة ان يعمل محاضرا بها وهي تحسبه رجلا ناضجا وفوجئت برده: أمي تقول إنه يجب علي إكمال المرحلة الثانوية والدراسة الجامعية قبل الحصول على عمل.. ودخل جامعة هارفارد “بالمزيكة” بمنحة مجانية وأكمل فيها تعليمه ونال جائزة ستشوك التي تمنح عادة للمتفوقين في الرياضيات وهي بالمناسبة لا تقل مكانة عن جائزة نوبل.
بكل أمانة وصدق ليس الغرض من مقالي هذا إغاظتكم باستعراض إنجازات اليهود، ولكن الغرض منه استفزازكم: خلال الأسبوع الماضي دخل فلسطينيون موسوعة جينيس للأرقام القياسية بإعداد طبق من الطعام وزنه اكثر من الف كيلوغرام، وقبله أعد طباخون في دولة خليجية اكبر طبق كبسة في العالم.. ألف مبروك.. اليهود في امريكا لا يمثلون أكثر من 2% من مجموع السكان ولكن نفوذهم اكبر من نفوذ الـ 98% الباقين من السكان فهم يسيطرون على كبريات شركات الإنتاج السينمائي والبنوك وشركات الاستثمار.. دخل الفرد في اسرائيل يساوي دخل الفرد في سويسرا التي تعتبر اكثر دولة منعمة ومرفهة في العالم.
إذا أردتم منافسة اليهود في مجال العلوم أغلقوا مدارسنا لسنتين واحرقوا كل كتبنا المدرسية فمن الواضح اننا ندرس جبرا وهندسة وكيمياء وفيزياء وعلم نفس إلخ غير الذي يدرسه بقية العباد في بقية انحاء العالم.. ثم نضع مدارسنا تحت وصاية اليونسكو، وننظم دورات للمعلمين لإقناعهم بان طلابهم بشر وليسوا حميرا وثيرانا كما يرددون، وقبلها أسألوا أنفسكم كيف تسنى لأقل من 3 ملايين يهودي يعيشون وسط مئات الملايين العرب ان يحققوا الانجازات العلمية ثم يهزموننا في كل حرب.. ليسوا اكثر منا شجاعة وحبا للأوطان ولكنهم قطعا يخططون لكل شيء بأساليب علمية بينما شعارنا في كل شيء “علمي علمك”!

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com