المقالات

واشنطن تسعى لإنشاء شبكة انترنت “خفية” تدعم الثوار

[JUSTIFY]تعمل الإدارة الأمريكية على مشروع عالمي لإنشاء شبكة انترنت “خفية” لا يمكن للانظمة الدكتاتورية حظرها او مراقبتها، وكذلك أيضا توفير شبكة هواتف محمولة مستقلة لا يمكن للسلطات دخولها، ما يتيح للمعارضين إمكانية الالتفاف على الرقابة.

وتوصلت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى هذه الخلاصة، استنادا الى مقابلات عديدة أجرتها، وإلى وثائق ومذكرات دبلوماسية سرية حصلت عليها، ونشرتها وكالة الصحافة الفرنسية، الاثنين 13-6-2011.

وبحسب هذه الوثائق والمقابلات فإن الولايات المتحدة تقود مشاريع سرية من أجل أن تنشئ في دول محددة شبكات للهاتف المحمول منفصلة عن شبكات الهاتف في هذه
الدول، كما تقود مشروعا أقرب إلى رواية بوليسية لإقامة انترنت خفية.

ولتطبيق هذه الأفكار يسعى شبان في واشنطن مسؤولون عن هذا المشروع إلى صنع جهاز الكتروني للاتصالات لا يلفت الانتباه، صغير الحجم بما يتيح نقله داخل حقيبة سفر عادية.

وهذا المشروع الذي تموله وزارة الخارجية الامريكية بمنحة قدرها مليونا دولار، يشترط أن يكون الجهاز الالكتروني بالكامل داخل حقيبة سفر، وان يكون بالامكان نقل هذه الحقيبة عبر حدود بلد ما كأي حقيبة سفر اخرى، وان يتم تركيبه بسهولة وسرعة، وان يسمح باجراء اتصالات لاسلكية في منطقة واسعة النطاق، وفي الوقت نفسه يتيح الاتصال بالانترنت.

وتعتمد بعض التطبيقات التي يعمل عليها المسؤولون عن هذا المشروع على التكنولوجيات الحديثة الجاري تطويرها في الولايات المتحدة، في حين ان بعضها الاخر سبق وان ابتكره قراصنة الانترنت.

وتسمح شبكات الاتصال الخفية للناشطين في بلدان مثل ايران وسوريا وليبيا بالاتصال بالخارج من دون ان تتمكن حكوماتهم من رصدهم، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مشاركين في هذا المشروع.

وفي احد اكثر المشاريع طموحا، خصصت وزارتا الخارجية والدفاع الاميركيتان مبلغ 50 مليون دولار على الاقل لبناء شبكة هاتف محمول مستقلة في افغانستان عبر استخدام ابراج في قواعد عسكرية محمية كاعمدة ارسال.

وضاعفت الولايات المتحدة جهودها التكنولوجية هذه اثر قيام الرئيس المصري السابق حسني مبارك بقطع الانترنت خلال الاحتجاجات التي انتهت بتنحيه عن الحكم.

ومؤخرا قطعت الحكومة السورية الانترنت لبعض الوقت في معظم ارجاء البلاد لمنع تجييش المتظاهرين.

وتعتبر مبادرة ادارة اوباما هذه في جانب منها جبهة جديدة في معركة الجهود الدبلوماسية التي تبذلها واشنطن منذ عقود طويلة للدفاع عن حرية التعبير ونشر
الديموقراطية.

فمؤخرا دعمت واشنطن تطوير برامج معلوماتية تحمي هوية مستخدمي الانترنت في دول مثل الصين، كما دعمت برامج لتدريب مواطنين من هذه الدول على نقل المعلومات عبر الانترنت من دون ان تتمكن السلطات من رصدهم.
[/JUSTIFY]

العربية نت