هاجر هاشم

صفحة الوفيات

[ALIGN=CENTER]صفحة الوفيات [/ALIGN] وأنت تُقلب صفحات الجرائد تعبر الكلمات ذات الأهمية المتلاشية وأخرى لا تلقي بنظرك عليها .
تماماً كصفحة الوفيات فهولاء المدونون بالحبر الأسود منفيون عندك من إشراقات اليوم التالي.
ميتون، ينامون الآن تحت أكوام التراب الجاف .
ولكن قبل أن تعبر هذه الصفحة بالذات تذكر أن هناك آخرون ميتون مثلهم يتجولون معك أثناء النهار .
يشاركونك مفاهيم الحياة ولكن لم يجدوا صفحة فارغة ليدونوا أسماءهم عليها .
فربما تكون أنت واحد منهم ولكنك لا تعلم
فقليلون جداً يعلمون شفافية الموت أو أريحية الحياة
طالما أنك تسير على الخط المعوج تلوذ بمبررات واهية لجعل أخطائك حق لا بد أن تتحصل عليه . تدوس على الآخرين غير آبه بأصوات الإستغاثة ولا ترى سوى ظلك الذي سبقك بالوصول غير معلوم النهايات .
تقتل كل ماهو جميل في الآخر تزرع الأشواك في زوايا الورود، تمارس شهوة الإحتقار وتعود لتغتسل من دموع غيرك .
متى ما كنت مكتظ الدواخل بأفكار تخصك وحدك تجلب لك سعادة الأوهام سريعة الغياب .
تذبح الأقربين إليك بخيط عل يدك يتدلون منه كدمى المسرح .
يضحكون عندما تشاء أنت يكبتون أنفاسهم لأنك تكره الأصوات الخافضة.
تعيش مع صخب أصوات تتعمق دواخلك المهترئة وكأنك تقف بلا قدمين ، وكأنك تتكلم دون وجه يحدد ملامح انتمائك .
وكأنك مشرف على سقوط الهاويات العميقة المليئة بآخرين أمثالك .
أنك مكتوب على صفحات الآخرين من ضمن الأسماء المتوفاة بحبر أسود مكتظ بشراشف الموت المتحرك في أرجوحة الحكايات الخالية من شيء يسمى الضمير ، فابحث عن اسمك من ضمن الأسماء.

إعترافات – صحيفة الأسطورة – 24/4/2010
hager.100@hotmail.com