نور الدين مدني
ليس دفاعاً عن الصحفيين
* الصحفيون في بلادي يعملون في ظروف صعبة، ولا نريد ان نشكو حالنا للقراء ولا حتى للمسؤولين لأن الشكوى لغير الله مذلة، ولكننا قصدنا الدفاع عن الصحافة والصحفيين الذين لم يقصروا في أي عهد من العهود في تحمل مسؤوليتهم تجاه وطنهم ومواطنيهم.
* إذا كنا نفهم اسباب عدم رضاء الحكومة عن الصحف والصحفيين أو عدم رضاء القراء عنهم فإن من غير المفهوم هذا الهجوم الذي يأتيهم ممن يعتبرون أنفسهم من ذوي القربى الصحفية فهذه أشد مضاضة من وقع الحسام المهند.
* اننا نعلم ان لكل قاعدة شواذاً وفي كل مهنة هناك من ينحرف بها أو تنحرف به وهناك صحف تتخذ خطاً حزبياً فهذا من حقها ان تكون (صوت الأمة) أو (الميدان) أو (رأي الشعب) و هذا لا يعيبها، ولكننا جميعاً قبيلة الصحفيين نعمل من أجل تأمين استقلال البلاد ووحدتها أرضاً وشعباً وتعزيز السلام واستكماله ودفع استحقاقات التحول الديمقراطي والتنمية والعدل.
* لا يمكن وصف الصحفيين السودانيين بأنهم عشوائيون وطبالون ودجالون وأرزقية أو أنهم ايديولوجيون من مناضلي العصر الحجري الذين تلبس عقولهم بدلة من الحديد، ولسنا في حاجة للتصدي لمثل هذه الاتهامات المعممة الظالمة ولكن كان لا بد من كلمة حق وصدق نقولها عن فرسان صاحبة الجلالة الذين أعطوا وما بخلوا في مختلف الحقب والعهود رغم كل الظروف الصعبة والضغوط المتزايدة مهنياً ومعاشياً.
* اننا نقدر كل الأجيال الصحفية، بمختلف مدارسهم المهنية والفكرية بمن فيهم الذين مازالوا يقبضون على جمر الرسالة الصحفية، من شباب الصحفيين في مختلف مؤسساتنا الصحفية حزبية أو مستقلة فقد اسهموا كل بقدر استطاعته في دفع مسيرة العمل الصحفي ليس من أجل كسب من حقهم ان ينالوه- إذا وجد- ولكن من أجل استكمال رسالة الأجداد والآباء الذين تركوا لنا ارثاً صحفياً نعض عليه بالنواجذ ونعمل على تطويره من أجل تجويد أدائنا الصحفي خدمة للوطن والمواطنين.
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 987 – 2008-08-13 [/ALIGN]