الطاهر ساتي
لمن دثروني بوفائهم … تواصل
** حين يصبح حرف الوداع عصيا على اليراع ، يبقى تواصلكم – أحبابي القراء – دثارا يخفي وطأة الحزن ..
( 1 )
** الأخ : الطاهر .. تحية طيبة .. تمر البلاد هذه الايام بمرحلة تحول يمكن ان تتحول الي كارثة أو الي دولة ديمقراطية محترمة تبدأ الصعود الي سلم التقدم ..هذا متوقف على ارادة ساستنا في المقام الأول وارادة الشعب الحقيقية .. الأطباء شريحة مهمة جداً وحساسة مثلها مثل القوات المسلحة والأمن الذي يحمي البلد من العدوان المسلح وغير المسلح ، فنحن نحمي هذه الأمة من الأمراض قدر استطاعتنا وعلمنا الذي تعلمناه والعدو الأول لنا جميعا في الامن او الصحة او اي قطاع في الدولة هو الفقر والجهل والمرض فهو سبب الحروب والنزاعات وضعف الاقتصاد وووو ..لقد سئمنا من تهرب الدولة من مسؤوليتها تحت مبرر وجود اجندة سياسية في اية قضية مطلبية، وتتعامل معها بالشرطة والامن من اجل تسكيت المطالبين بحقوقهم ..كم طبيبا سودانيا هاجر خارج السودان طالباً للرزق والتدريب الجيد؟ هل خرج بسبب جند سياسي؟.. كم طبيبا عاد للوطن يحمل من الامكانات العلمية ما يؤهله للعناية الحديثة والمثلى بمرضاه ، ثم عاد من حيث اتى سريعا ؟ هل عاد بسبب جند سياسي ؟.. لماذا لم ترجعهم الدولة بقوة الشرطة بمبرر الاجندة السياسية ..؟.. اليس من حقنا المطالبة بتحسين اوضاعنا المادية ؟ ..أولسنا نقدم خدمة لا يمكن ان يؤديها احد غيرنا معرضين انفسنا للامراض المعدية والخطيرة التي لا يمكن علاجها حتى خارج السودان مثل الأيدز واتهاب الكبد الوبائي على سبيل المثال لا الحصر ..
** أخي الطاهر .. معاناتنا لا تحكى معاناتنا تعاش ، من اراد ان يراها فليأتِ للمستشفيات ويسأل اطباء الطوارئ الموجودين الان أين تأكلون ؟ واين تشربون؟ واين تقضون حاجاتكم؟ اما المستشفيات الولائية فدعنا عن الحديث عنها ، تعالوا ايها المسؤولون في زيارات مفاجئة بدون علم الادارات فإنهم يزينون حتى الشوارع حين تأتون في زيارة رسمية .. فمن ينصرنا و من ينصفنا من من من ..؟؟
د.رامي يس
(2)
** الاخ الطاهر .. سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته .. حكى لي صديقي الذي كان يدرس معي في الهند انه مرة قابله دكتور زراعي هندي فقال له انه بعد ان تقاعد عن العمل من منظمة الفاو الزراعية فكر هو وزملاؤه في عمل مشروع يساعدون به دولة زراعية ، فوقع اختيارهم علي دولة إفريقية ..قال : ذهبنا وعرضنا مشروعنا وهو عبارة عن مشاريع صغيرة. قال شكرنا المسؤولون عن الزراعة في السودان وقالوا لنا هم يريدون مشاريع كبيرة، حملنا افكارنا ومشروعنا وعدنا واظن النتيجة واضحة للعيان.. في اعتقادي ان الاشياء الصغيرة تظل دائما قابلة للتنفيذ لانها قابلة للتصديق ، لا أريد البكاء علي اللبن المسكوب لان الفرص متجددة بس تحتاج الي افكار ورؤي وايمان بالله وبالمستقبل ان احسنا الحاضر.. في مجال الاعمال يقولون فكر عالميا وتصرف محليا واعتقد هذا قول حكيم يمكن ان نستفيد منه ..تمتاز مجتمعاتنا الصغيرة بإرث جميل من صور التكافل خاصة في الافراح والاتراح عن طريق جمعيات الاحياء الخيرية التعاونية في مجال توفير الخدمات كالصيوان والكراسي وحتي معينات الطهي كالاواني وبقوانين غير مكتوبة، لكن متعارف عليها بينهم .. لذلك اطرح رؤيتي اليوم وهي تطوير هذه الجمعيات في مجال تقديم الخدمات الي الانتاج في مجال المشاريع الصغيرة بشركات مساهمة صغيرة تناسب موارد وامكانيات الحي وكذلك اعضائها و علي البنوك التجارية المساعدة في تمويل مشاريعهم الانتاجية بضمانات من البنك المركزي واعتقد هذا سيفتح الاف الفرص من العمل وسد فجوات كثيرة ..يقولون لن يكون في المستقبل مايسمي بالامم العملاقة لكن ستكون هناك دوائر تضم اعدادا من الابطال الصغار الذين يهتمون باتقان الاشياء الصغيرة التي بين ايديهم، وهم يشكلون حيثما وجدوا بكثافة بؤرا متفوقة انهم يعملون بصمت دون عناوين كبيرة. انهم اشبه بقطرات الماء التي يتكون منها النهر العظيم ..أخيرا هذه رؤيتي اطرحها ، وهي مساهمة مني لصناعة الامل والفرص في بلادي ، ولك تحياتي والسلام
عاطف العجيل ، الهند
(3)
* من إليكم ..
** شكرا رامي وعاطف .. وشكرا عميقا لكل قراء ( مدرسة الصحافة السودانية ) .. نعم ، أعني صحيفتكم هذه ، صحيفة الصحافة ، هذه المدرسة التي نهلت منها الصحف آداب المهنة وأخلاقها ومهنيتها ورسالتها .. شكري لمجلس إدارتها ، وهيئة تحريرها ولكل إخواني الزملاء .. لهم كل الود .. ولكم أيها القراء الأوفياء حبي وتقديري .. لقد تدثرت بوفائكم وإخلاصكم ، وتعلمت منكم قيمة أن يعيش المرء لبلده وأهل بلده .. وما أجمل فيكم الإحساس حين تعيشون وتكتبون من أجل الناس والبلد ، أوهكذا كان لسان حال حروفكم وانفعالاتها الصادقة .. ها أنا – حزينا – أستودعكم وداع من عمرت حياته بصحبتكم ونهل من فيض ( فكركم وعلمكم ) … وأستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه …. ساتي
اليكم ..الصحافة-العدد 6004
tahersati@hotmail.com