الطاهر ساتي

مشاكل الاستثمار .. روشتة غير مستخدمة

[ALIGN=CENTER]مشاكل الاستثمار .. روشتة غير مستخدمة [/ALIGN] * ملتقى المستثمرين السودانيين العاملين بالخارج ، والذي جمع بعض أبناء البلد المستثمرين خارج بلدهم ، جاء تحت شعار : من أجل وطن ذاخر بثرواته ، واعد بخيراته ، فاخر بأبنائه.. إلتقوا وتحاوروا حول فرص الإستثمار في بلدهم ، وناقشوا المعيقات والحلول .. ولاة أمر الإستثمار في البلد ، كالعهد بهم دائما في توضيح المشاكل وتقديم وعود الحل ، خاطبوا الملتقى بشفافية لاتغيب في مثل هذه الملتقيات .. وبالمناسبة : إذا أردت أن تختبر شفافية أي مسؤول سوداني في أي مجال ، نظلم له ملتقى أوسمنارا أو ورشة ، ليتحفك بشفافيته التي تعرض المشاكل والحلول عرضا شيقا .. ولكن لاتطمع أكثر من هذا ، أي ينتهي العرض الشيق لأية قضية – في ذات القاعة – بانتهاء جلسات الملتقى والسمنار والورشة .. ولوخرجت أوراق ملتقياتنا وتوصياتها إلي خارج قاعاتها ، بحيث تصبح واقعا في مفاصل مؤسسات الدولة ، لما كان حالنا كما نحن عليه الآن .. والحمد لله على كل حال ..!!
** المهم .. في ملتقى المستثمرين السودانيين العاملين بالخارج ، كان يجب أن يكون الشعار سؤالا فصيحا من شاكلة : لماذا تستثمرون خارج وطنكم يا أبناء الوطن ..؟.. ولو طرح ولاة أمر الإستثمار سؤالا كهذا على المستثمرين ، ثم جلسوا على مقاعد القاعة الخلفية صامتين ، لإستمعوا إلي ردود ساخنة هي بمثابة : إحراج .. وربما لأن سؤالا كهذا سيأتي بردود محرجة ، إستبدلوه بذاك الشعار الرومانسي .. والمدهش أنهم – أي ولاة أمر الإستثمار – خاطبوا الجمع الكريم القادم من الخارج بما لايجهلونه عن حال الإستثمار في بلدهم .. على سبيل المثال خاطبهم الدكتور عبد الحليم المتعافي بورقة تقول : لاتوجد أراض زراعية خالية ومخططة للإستثمار الزراعي ، الرسوم المفروضة على المستثمر متنوعة ومتعددة ، هناك الإزدواجية وتعقيد الإجراءات للحصول على تراخيص الأراضي الإستثمارية ، لاتوجد شفافية في تطبيق قوانين الإستثمار وهناك قيود على إستيراد مدخلات الإنتاج .. هكذا كانت شفافية المتعافي ، فتأملها ياصديقي القارئ .. تأملها ولاتفرح بها ، لأنها شفافية لن تتجاوز حدود قاعة الملتقى .. وما المتعافي إلا نموذج ، وهكذا هم دائما ، يتحدثون بشفافية و يعملون بمنتهى الغموض .. ولهذا يتناقض واقعنا على مدار العام مع أشعارنا وشعاراتنا .. !!
** أما محمد عبد الله جار النبي ، يقول بصفة الخبير الإقتصادي واصفا حال الإستثمار : عقبات الإستثمار مردها غياب التخطيط والتنسيق بين المركز والولايات ، وكذلك تضارب القوانين والتشريعات الإستثمارية بين المركز والولايات ، وكذلك لاتوجد أراض مخصصة للإستثمارات وهذا يخلق تضاربا مع دساتير الولايات .. هكذا يحدد أحد آل البيت مشاكل الإستثمار ، فتأمل براعة التحديد .. تأمل فقط ولا تحلم بأن تلك المشاكل المحددة ستخرج من القاعة بحلولها إلي رحاب الناس وإستثمارات بلدهم ..هم بارعون فقط في تحديد الداء والدواء ، نظريا في الملتقيات .. ولك أن تتخيل ، صديقي القارئ ، بأن أحد أهداف الملتقى هو جذب إستثمارات هؤلاء الذين يخاطبهم المتعافي وجار النبي بالشكاوي والبلاوي .. أي مطلوب منهم الإستثمار في هذا المناخ الموصوف في ورقتي المتعافي وجار النبي .. علما بأن هذا المناخ تم وصفه في أكثر من ملتقى سابق ومؤتمر أسبق ، ومع ذلك يتواصل الوصف .. وصف الداء والدواء ، نظريا … وسيتواصل .. وإلي أن نلتقي بكم في ملتقى آخر يناقش مشاكل الإستثمار ، إستمتعوا بتلك … ( الروشتة غير المستخدمة )

اليكم ..الصحافة-العدد 5999
tahersati@hotmail.com