أمريكا تبدي تأييدا فاترا لمحادثات بين اسرائيل وسوريا
وقال مسؤولون أمريكيون انهم سيرحبون باتفاق سلام بين البلدين اللذين في حالة حرب من الناحية النظرية منذ إعلان قيام اسرائيل قبل 60 عاما لكنهم اوضحوا ان تركيزهم سيكون على المسار الاسرائيلي الفلسطيني.
وقالت اسرائيل وسوريا انهما بدأتا مباحثات سلام غير مباشرة بوساطة مسؤولين اتراك في اسطنبول في أول تأكيد لمفاوضات بين البلدين في ثماني سنوات منذ انهيار مسعى ساندته أمريكا في عام 2000.
وقال البيت الابيض انه ليس لديه أي اعتراض على المبادرة التي لا يشارك فيها مسؤولون أمريكيون لكنهم احيطوا علما بها وأكد على المخاوف بشأن ما يشتبه به من دعم سوري للارهاب في الخارج وقمع في الداخل.
وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش انه يأمل ان يساعد الاسرائيليين والفلسطينيين في الوصول إلى اتفاق سلام بحلول نهاية العام رغم شكوك عميقة بين الاسرائيليين وبين الفلسطينيين وبين محللين مستقلين في امكانية تحقيق ذلك.
وحاولت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التخفيف من وجهة النظر القائلة بأن الولايات المتحدة ليست متحمسة للمحادثات الاسرائيلية السورية لكنها شددت على انها تنظر إلى المحادثات مع الفلسطينيين بوصفها “المسار الأكثر نضجا”.
وقالت رايس في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند “سنرحب باي خطوات تؤدي إلى سلام شامل في الشرق الاوسط.”
واضافت قولها “سنعمل جاهدين للغاية في المسار الفلسطيني الاسرائيلي ونأمل في حدوث الافضل على الجانب الاسرائيلي السوري ونعتقد انه يجب أيضا بذل جهود بشأن القضايا العالقة مع لبنان.”
وعلى وجه الخصوص قالت رايس انه يجب على سوريا تعيين حدودها مع لبنان وايجاد سبيل لحل النزاع بشأن مزارع شبعا في مرتفعات الجولان التي يطالب بها لبنان وتحتلها اسرائيل.
وقال ديفيد ولش وهو أعلى دبلوماسي أمريكي معني بالشرق الاوسط ان واشنطن سترحب باتفاق سلام اسرائيلي سوري لكنه اشار إلى ان تحقيق هذا سيكون صعبا جدا وان تركيز الولايات المتحدة سيبقى منصبا على المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية.
ومشيرا إلى الرأي الأمريكي بأن سوريا تدعم الارهاب وتسمح لمقاتلين بدخول العراق وتتدخل في لبنان قال ولش ان واشنطن لديها “مخاوف بشأن السلوك السوري على عدد من الاصعدة بما يجعلنا نعتقد انه سيكون من الصعب متابعة ذلك المسار.”
واضاف قائلا للصحفيين “ان يكون بمقدور اسرائيل فتح قناة لحوار غير مباشر بشأن هذه المسائل مع الحكومة السورية بمساع حميدة من تركيا فهذا شيء جيد نرجو ان يزدهر لكن المكان الذي تنصب فيه جهودنا الآن هو المسار الفلسطيني.”
وسئل ولش هل تنوي الولايات المتحدة ان تلعب اي دور مباشر في المساعي السورية الاسرائيلية الجديدة فقال “لم يطلب منها ذلك. واذا طلب منا فسوف ندرسه.”
وقال جون الترمان مدير برنامج الشرق الاوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ان حكومة بوش متشككة منذ فترة طويلة بشأن فرص اتفاق سلام اسرائيلي سوري.
وقال بروس ريدل وهو مسؤول سابق بالبيت الابيض كان احد المفاوضين الأمريكيين في المحادثات الاسرائيلية السورية السابقة في عام 2000 ان المسعى التركي يبرز حدود النفوذ الأمريكي الحالي.
واضاف قائلا “ما نراه جاريا هو انقطاع متزايد للصلة بين إدارة بوش وما يحدث في المنطقة.
“اذا كانت اسرائيل مستعدة للسير (في المسار السوري) فان السوريين اوضحوا أن الثمن هو اعادة مرتفعات الجولان… ويبدو أن ادارة بوش عاجزة بشكل اساسي عن تشكيل ما يحدث هنا.”
وتشكل مرتفعات الجولان هضبة استراتيجية بين اسرائيل وسوريا. واستولت عليها اسرائيل في حرب عام 1967 وضمتها اليها في عام 1981 في خطوة لم تلق اعترافا دوليا.
وقال مسؤول أمريكي كبير طلب عدم نشر اسمه ان الولايات المتحدة ستتدخل اذا بدا ان المحادثات الاسرائيلية السورية تحقق تقدما.
واضاف قائلا “اذا أظهرت تلك المحادثات تقدما فلن يكون لدينا أي اعتراض… بل اننا سندرس كيف يمكننا تشجيعها.
“لكن من الناحية الموضوعية فانني أعني اننا لا نعتبرها المكان الذي يمكننا ان نحصل فيه على أعلى عائد سريع لاستثمارنا.”
رويترز [/ALIGN]