عسل النحل وعلاج أمراض العيون
ويعلق (ن. يويريش) فى كتابه (العلاج بعسل النحل) على ذلك فيذكر هذه القصة :
تعثر رجل عمره 33 سنة وهو يحمل وعاءين مليئين بالماء الساخن، فاحترق بدرجة سيئة، لدرجة أن الجلد على الجانب الأيمن من وجهه تقشر وتورمت أجفان العين اليمنى وأصبحت الملتحمة حمراء مؤلمة جداً, وعلى الجانب الأيمن من العنق ظهرت البثور فى عدة أماكن، وفى كل مكان آخر تقشر الجلد وكان الكف الأيمن محمراً جداً بكامله, وظهرت البثور فى أماكن مختلفة منه، وكان الذراع كذلك محمراً, وكان المريض يشعر بآلام فظيعة فى الوجه والعي, وكان يشكو من الصداع والطنين فى أذنيه، وكان ضعيفاً ونبضه مرتفعاً.
وكانت الحروق تغطى بالعسل مرتين فى اليوم, وبدأت القشور تبدو عليها، ثم خف الورم من أجفان العين, واستعاد المريض القدرة على فتح وإغلاق عينيه, وأمكن ملاحظة كرة العين وقد احمرت الملتحمة فى ركن منها, واستمر العلاج بالعسل, وفى اليوم السادس شفيت كرة العين تماماً، وسقطت القشور والطبقة الحمراء الرفيعة من الجفون، وهبط الورم من الأجفان.
وقد لوحظ أن العسل وحده دواء ناجع، ومنشط لالتئام الجروح كما أن مرهم السلفيدين بالعسل قد أعطى نتائج ممتازة فى علاج القروح بطيئة الالتئام الموجودة بالقرنية, وقد أدى استعمال المرهم إلى إيجاد تحسن ملحوظ فى المرضى الذين يعانون من التهابات خطيرة فى القرنية بعد أن جرب محلول 30% من البوسيد، ومرهم سلفيدين بزيت البرافين ولم يجد نفعاًً, وقد عولجت عدة حالات من التهاب القرنية وتقرحها بالعسل غير المخلوط بشىء وجاءت النتائج طيبة جداً.
ويبرهن (ن. يويريش) على صحة ما يقول فيذكر هذه الحالة:
المريضة (د) أدخلت العيادة نتيجة التشخيص بوجود التهاب فى القرنية مع انتكاسات غالبة وبقع معتمة قديمة وأضرار جديدة للقرنية, وقبل أن تؤخذ إلى قسم أمراض العيون كانت المريضة تحت العلاج لمدة طويلة بعقاقير مختلفة وبدون جدوى، وبعد استعمال مرهم العسل ذابت البقع المعتمة الجديدة بسرعة وقلت عتمة البقع القديمة, وبعد ستة عشر يوماً تحسن بصرها من 0.4 إلى واحد, وقد وجد أن العسل دواء ناجع ضد التقرح الدرنى للقرنية, وقد استعمل العسل بنجاح فى نفس العيادة لمعالجة التهاب القرنية الناشىء عن الجير.