جعفر عباس

ألا يا فتاتي حافظي على فيسك

[ALIGN=CENTER]ألا يا فتاتي حافظي على فيسك [/ALIGN] آشلي هول فتاة بريطانية من بلدة آرلنجتون في مقاطعة دَرَم، عمرها 17 سنة، وكانت مثل الملايين من أولاد وبنات جيلها سعيدة بالتواصل مع آخرين لا تعرفهم عبر موقع فيسبوك على الانترنت، حيث، وبمجرد تسجيل اسمك في الموقع تأتيك دعوات صداقة ومراسلة، وكانت آشلي تحس بأن ملامحها عادية، وتحلم بـ “حبيب” يقبل بها، ووجدت ذلك الحبيب في شخص بيتر تشابمان، الذي كان يضع في صفحته صورة له: شاب عمره 19 سنة، ويكشف قميصه المفتوح عن صدر كثيف الشعر.. وعلى مدى أشهر ظلا يتبادلان الرسائل عبر فيسبوك، وأحست آشلي بأن بيتر صار شديد الاهتمام بها وهكذا تبادلا الأرقام الهاتفية، وانتقلا من التواصل الالكتروني الى التواصل اللاسلكي.. ورفع الاثنان “التكليف”، ونالت الصداقة الفسبوكية ترقية الى “حب” والحب يشعل الرغبة في لقاء المحبوب، وهكذا لم تتردد آشلي في قبول عرض بيتر بلقائها، وأبلغت آشلي أسرتها بأنها ستقضي الليلة مع صديقة لها، بعد أن أبلغها بيتر أن والده سيأتي ليأخذها بسيارته ليلتقيا في مزرعة العائلة.. وبالفعل جاء الأب في مكان انتظار آشلي فركبت معه إلى حيث ينتظرها بيتر.. وفي طريق زراعي مهجور أوقف الرجل السيارة وهجم على آشلي، وكمم فمها بشريط لاصق، وقيد يديها خلف ظهرها واغتصبها عدة مرات، ثم اكتشف أنها ماتت اختناقا لأن الشريط اللاصق كان يغطي أنفها أيضا، فما كان منه إلا أن ألقى بجثتها في مجرى مائي، واكتشفت الشرطة أنه وعقب التخلص من الجثة بعث برسالة إلى فتاة أخرى كان على موعد معها يدعوها فيه للقائه.
الشخص الذي أتاها بالسيارة ثم اغتصبها وقتلها كان بيتر نفسه وليس والده، فقد سجل بيتر نفسه في فيسبوك على أساس أن عمره 19 سنة بينما كان عمره الحقيقي 37 سنة، وكانت الصورة التي وضعها لنفسه على الموقع تخص شابا آخر، أي أنه سطا على صورة شخص لا يعرفه كي يبدو جذابا وصغير السن، بينما هو في حقيقة الأمر شخص بشع التقاطيع ورأسه أجرد بسبب مرض جلدي.. واتضح بعد اعتقاله أنه صاحب سوابق في الاعتداء على الفتيات القاصرات وأنه كان يعيش قصص حب بالجملة على فيسبوك مع نحو 100 فتاة.
ليس معنى هذا أن فيسبوك موقع للفسوق والفجور، بل هو في معظمه من أكثر المواقع بعدا عن الرذائل، ولكن كما في كل شيء آخر فإن مسؤولية استخدامه بتعقل تقع على “كل مشترك”.. فكثير من الناس يسجلون فيه بأسماء وصور مستعارة، وباستطاعة المشترك التحكم في صفحته واختيار أصدقائه، ونصيحتي للفتيات بالذات هي: لا تضعن صوركن الحقيقية على الموقع فكما ان الشوارع والأسواق تعج بالمرضى والمهوسين جنسيا فإن مواقع الانترنت أمكنة صالحة لنصب الكمائن واستدراج “الضحايا”..
واكتشفت الشرطة في امريكا مؤخرا ان لصوص المنازل يستغلون موقع تويتر الذي يتبادل فيه الناس رسائل قصيرة عن تحركاتهم وأنشطتهم، للسطو على المنازل: فلان بعث بـ “تويت” إلى مجموعته يفيد بأنه مسافر الى مدينة كذا، يعني ان البيت خال وبالتالي فلا صعوبة في سرقة محتوياته.
وهناك تصنيفات كثيرة للحب، ليس بينها شيء يسمى الحب الالكتروني، وللشباب من الجنسين أقول لا تضعوا صوركم الحقيقية في مواقع التواصل الاجتماعي، وبلاش عباطة وهبل وتحسبوا ان الاستلطاف عبر الرسائل الالكترونية “مشروع حب” وربما يذكر بعضكم حكاية الزوجين الأردنيين اللذين تواصلا عبر فيسبوك بأسماء مستعارة من دون ان يعرف كل منهما حقيقة الآخر، وتطورت المسألة إلى مواعدة وفي مكان اللقاء وجد الزوج زوجته بالملابس المتفق عليها.. كان الطرفان يخططان لعلاقة خارج إطار الزوجية وانتهت الزيحة القائمة بالطلاق.

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com