الطاهر ساتي

الوحدة أو … يبقى الأمل

[ALIGN=CENTER]الوحدة أو … يبقى الأمل[/ALIGN] ** قبل ثلاث سنوات تقريبا ، رفع بعضهم لافتات كتب عليها شعار : الجنوب للجنوبيين .. وحدث ذلك بميدان عام في إحدي زيارات الرئيس عمر البشير لحاضرة الإستوائية ، جوبا .. ولكن اللوحة الجماهيرية التي ظهرت بوضوح في جولة الرئيس الأخيرة لبعض مدن الجنوب ، تختلف عن تلك اللوحة .. بل حتى لغة قادة حكومة الجنوب في خطاباتهم لم تعد تلك اللغة الجافة .. ولذلك قلت لمن كان يتابع معي الحدث بأن هناك شيئا ما يقف وراء هذا : الاحتفاء والاستقبال في واو.. وكما تعلمون بأن هتاف أي حشد سوداني – شماليا كان أو جنوبيا – دائما ما يكون على « دين ملوكه » .. أي ، يهتف كما يهوى ولى أمره .. ولهذا ، لم يكن مدهشا حجم الاستقبال الذي وجده رئيس الجمهورية بالجنوب ، فالحجم يتناسب تماما مع هتافات الفريق سلفاكير ميارديت ، والتي منها هتافه : « مؤتمر وطني ويييي » ..هكذا هتف الفريق سلفاكير في واو ، ولم أسمعه يهتف هكذا من قبل ..!!
** تلك محض ملاحظة ، ولاتصلح بأن نبني عليها أحكاما.. وبعيدا عن الشريكين – وما يحدث بينهما من شد وجذب بين الآخر – وقريبا عن الوطن ، سعدت بتلك الحفاوة التي وجدتها هذه الجولة الرئاسية بالإستوائية وبحر الغزال .. وكذلك سعدت بالتغيير الذي حدث في كم وكيف الاستقبال الجماهيري .. ليس حبا في المؤتمر الوطني ،، بل أملا في وحدة تحقيقها يجب أن يؤرق مضاجع الجميع .. فالجماهير هناك كشفت بهتافاتها بأن تحقيق حلم السودان الواحد ليس بمستحيل ، وان الوقت لم ينفد بحيث نيأس وندع الوطن ينشطر إلي جنوب وشمال بينهما حدود لن تخلو من المتاعب والمخاطر .. نعم ، هناك اقل من عام يفصلنا عن موعد الاستفتاء ، وكما قلت الرعية في الجنوب – كما في الشمال أيضا – على دين ولاتها وخطابهم الإعلامي ، وبجهد غير قليل يستطيع هذا الشريك وذاك بأن يغيرا مناخ الانفصال هذا إلي مناخ الوحدة .. إذا توفرت الإرادة السياسية .. والوقت ملائم جدا لتوفير تلك الإرادة ..!!
** وبالمناسبة ، أذكر خطابا مهما للسيد نائب الرئيس بفناء مجلس الوزراء قبل شهرين تقريبا ، حيث خاطب قادة الخدمة المدنية موجها بأن هذا العام يجب أن يكون عام الوحدة .. والتوجيه يكتسب أهميته من أن الجهة الموجهة المعنية بالتوجيه الرئاسي هي الخدمة المدنية ، أي إحدى قمم الدولة التنفيذية وليست التشريعية أو « التنظيرية » .. والسؤال الذي يطرح نفسه هو : ماذا فعلت وزارة مجلس الوزراء بعد ذاك التوجيه ؟.. هل أعدت عدتها – بالتخطيط والميزانية – لتنفيذ مايمكن تنفيذه ، في سبيل أن يكون هذا العام « عام الوحدة » ..؟.. نأمل ذلك ، فالوقت لم يمض ، وكذلك المناخ هناك ملائم لاستقبال أي مشروع بالترحاب .. !!
** ثم السؤال المهم الذي تجلى على هامش جولات الرئيس بالجنوب هو : أين بقية القوى السياسية وحملاتها الانتخابية من تلك الديار ..؟.. لماذا لم نسمع بأن مرشحا من قوى المعارضة ذهب إلي الجنوب ليدشن حملته الانتخابية هناك ، كما تفعل الحركة والمؤتمر الآن ، شمالا وجنوبا ..؟.. وما الذي يمنع زعماء أحزاب مؤتمر جوبا من زيارة مدن الجنوب ، وبث الخطاب الداعي للوحدة والسلام والديمقراطية في إطار حملاتهم الانتخابية ..؟؟.. كنت أظن بأن هذه القوى – التي ترفع الوحدة شعارا سياسيا – ستذهب بشعارها هذا إلي هناك ، لتخاطب به من سيقررون المصير في يامبيو ورومبيك وياي وغيرها ، ولكن مايحدث حاليا إنها اختزلت ذاتها وحملاتها الانتخابية في دوائر الشمال ، والمدهش أنها تخاطب أهل هذه الدوائر بشعار الوحدة ، وكأنهم المستهدفون بصناديق الاستفتاء .. أذهبوا جنوبا ، رعاكم الله ، فالحلم المرتجى هناك أعظم من صغائركم التي تتصارعون حولها في الخرطوم …!!

اليكم ..الصحافة-العدد 5978
tahersati@hotmail.com

تعليق واحد

  1. لك التحيه ايؤيها الكائب العظيم!! اتمناء كل سوداني يفهم معني هذا المقال القيم. انا سوداني لم يتجاوز عمرى العشرين عاما من دارفور عايش في استراليا كل احلامى في هذه الدنيا عن يكون السودان موحدا قويا تجمونا الانسانيه وتدوم بينا المبحبه والاحترام المتبادل. البطن لاتخلف عدوا لماذا نحن عداء الام التي ولدتنا جميعا عرب وافرقاء,مسلمين ومسحين? حان الوقت لنقول نعم للوحده لا لانفصال وسلام شامل في كل بقاع السودان الام الحزينه.عمادالدين ابنك المتعمل ياسودان!!!.والله العظيم البجمعنا اكثر من البفرقنا