زهير السراج
التهريج الرياضي!!
* كما أزعجني تدخل الشرطة التي قالت انها ستفتح تحقيقا جنائيا قبل ان تتحقق مما حدث، وحتى لو تحققت وتوصلت الى ان الوفاة حدثت بسبب اصابة فإنها لا تعتبر جريمة تستدعي تدخل الشرطة حسب القوانين الرياضية إلا إذا كان الفعل الذي أفضى الى الموت يقع خارج الأخطاء التي تحددها المادة (12) من قانون الفيفا لكرة القدم!!
* بالطبع فإن اللعب النظيف هو أحد أهم أساسيات اللعبة الذي يسعى اليه الكل تجنبا للاصابات وكل أنماط السلوك غير الرياضي التي تفقد اللعبة نظافتها ومتعتها، ولكن لا يعني ذلك بأي حال من الأحوال ان تتدخل الشرطة فيما لا يعنيها وتتحول إصابات الملاعب الى قضايا جنائية تفسد اللعبة، وتنتهي منها تماما!!
* هنالك أكثر من (60) لاعب كرة قدم توفوا في انحاء العالم المختلفة بسبب كرة القدم، وأضعاف هذا العدد في الألعاب الأخرى ولم نسمع بتدخل الشرطة إلا في حالات نادرة مثل حالة اللاعب (أوروبو سان) حارس مرمى فريق (واري ولفز) النيجيري الذي توفي في 26 مايو 2009 بعد ثلاثة ايام من اعتداء بعض مشجعي فريق (أونوقو رينجرز) عليه.
* اكثر من نصف هذه الحالات حدثت بسبب تداخلات عنيفة أدت لحدوث إصابات مختلفة مثل الكسور وتهتك الأنسجة والنزيف الداخلي.. إلخ وقادت الى الوفاة إما داخل الملعب او خارجه فيما بعد، ونجمت ثلاث منها بسبب إصابات بالكوع في منطقة العنق أو الفك وتسببت في حدوث نزيف داخلي افضى الى الموت داخل الملعب أو خارجه مثلما حدث لـ(كريستيان نيماتو) لاعب الفريق الرومانى الشهير (يونيفيرسيتاتا كاريوفا) الذي توفي في 20 فبراير عام 2002 بعد سبعة ايام من المباراة، والطريف أن أربعة من اللاعبين توفوا بسبب الاصابة بصواعق رعدية!!
* كل هذه وغيرها حالات وفاة حدثت داخل الملاعب الرياضية أو خارجها بسبب الإصابات أو الاسباب الصحية الأخرى (مشاكل القلب وغيرها)، ولكنها لم تستدع تدخل الشرطة أو فتح تحقيقات جنائية ولم يطالب الإعلام الرياضي بتعليق المشانق للخصوم كما فعل بعض الزملاء الكرام في اعلامنا الرياضى المغلوب على امره، فكرة القدم رياضة ويجب ان نتعامل معها فى هذا الإطار مع التأكيد على أهمية اللعب النظيف وتطبيق أقصى العقوبات الرياضية على مرتكبي المخالفات ولكن ليس غير ذلك!!
* كرة القدم رياضة، يجب ألا نحملها أكثر مما تحتمل وإلا تحولت الى شيء آخر لا يمت للرياضة بصلة كما يريد لها بعض أدعياء الرياضة في بلادنا، كان الله في عون الرياضة منهم!!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
9 مارس 2010