الطاهر ساتي
الإفقار ليس علاجاً للـ « فقر » !!
** المهم ، رافقت قلواك في تلك الزيارة بلا كاميرا، ثم عدت الي صحيفتي تلك ، ولم أكتب فيها حرفا عن تلك الزيارة حتى غادرتها الي صحيفتي هذه ، حتى لا أفسد معنى أن يكون العمل انسانيا ، وليس شوفونيا .. وماكان ينبغي لي أن أكتب عنها اليوم ، ولكن للضرورة أحكام ..من لطائف تلك الزيارة أن عربة التاكسي التي أهداها الوزير قلواك لتلك الأسرة تعطلت قبل أن نصل الي منزل الأسرة ، وتوقف محركها تماما عن العمل على بعد اثنين كيلو تقريبا من المنزل ، بحجة « البطارية كعبة » ، أو كما قال السائق .. وبعد جهد ثلاثي مشترك – أنا والوزير ومندوب الزكاة – من « الدفير » ، تحركت العربة ، وأوصلتنا الي المنزل المراد زيارته ، واستلموها مع نصائح السائق : دايرة بطارية جديدة ، وشوية مراجعة في الكهرباء ، سمكرتها ما بتكلفكم كتير ، اللستك القدامي لو غيرتوه بيكون كويس ، وو..هكذا انهالت النصائح على ربة منزل تلك الأسرة المراد مساعدتها ، فسألت مندوب الزكاة لا اراديا : لو الخالة دي عندها القدرة على صيانة عربية ، انتو زائرنها ليه ..؟.. رده لم يكن مقنعا بحيث تحتفظ به الذاكرة ، أذكر منها بعض « الهمهمة والطنطنة » .. أو هكذا يصف أهل السودان نوع الردود « غير المفهومة »..!!
** لتلك القصة الواقعية مغزى .. ومغزاها ليس غائبا عن فطنة قارئها .. ولكن للمزيد من التوضيح ، نحكي قصة أخرى تفاصيلها تترى حاليا ، وهي التي أعادت تلك الي ذاكرتي .. أسر كريمة ومتعففة ، قصدت بنك الأسرة بعد اعلانه عن تمويل الشرائح الضعيفة ببعض المشاريع الصغيرة ذات العائد السريع ، على أن يسترد البنك قيمة التمويل وتستفيد الأسر من عائد الأرباح .. المشروع – كفكرة – مقبول ومطلوب ويستحق الاشادة ، بحيث يعد بمثابة جهد واجتهاد في محاولة الحد من « مآسى الفقر » .. ولكن فلنتأمل التنفيذ .. تلك الأسرة – بعلم البنك وباقتراحه – اشترت ركشات وردتها احدى الشركات تحت سمع وبصر الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس .. وفيما بعد
اكتشفت – بشهادة نتائج فحص مركز البحوث والاستشارات الصناعية – بأنها غير صالحة ولا مطابقة للأجواء والمواصفات السودانية .. والهيئة التي تعلم كل ذلك ، بدلا من منع استيرادها ، ألزمت الشركة باجراء بعض التعديلات فيها ، والشركة لم تلتزم بذلك .. بل باعتها لهؤلاء البسطاء – بعلم واقتراح البنك – فتوقفت عن العمل .. ولكن بنك الأسرة لم يتوقف عن مطالبهم باسترجاع قيمة التمويل ، ومديره يحذرهم نصا : « لست مسؤولا عن المواصفات ، ولست مسؤولا عن أعطال الركشات ، ولن نترك أموالنا ، وهناك خياران لاثالث لهما : السداد أو السجن » .. هكذا يحذرهم مدير البنك .. فخبرني بالله عليك ياصديقي ، من هم الذين يستحقون خياري السداد أو السجن أو « الاثنين معا » ..؟.. الفقراء الذين خدعتهم تلك الشركة ، أم العاملون بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس ..؟؟
اليكم ..الصحافة-العدد 5973
tahersati@hotmail.com
صبت كبد الحقيقة يا استاذ ساتي فهذه فضيحة يخجل ابليس ان يغترفها فالفقراء ليس في حاجة لمن يزيد فقرهم ( هي ناقصاهم ) 00 قال ( الساد او السجن ), سبحان الله ناس ما تستحي 00 وبعدين وين ناس ( ديوان الزكاة )؟؟
خارج النص :: (( قال ديوان الزكاة قال ))!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟