الطاهر ساتي
الحجاج بن يوسف … مرشحاً ..!!
** هل أريكم نماذج من نهج الحجاج بن يوسف ..؟.. حسنا ..على سبيل المثال ، ترشح عبد الله أبوفاطنة – مستقلا – لتولي أمر الناس بولاية البحر الأحمر ، ثم دشن حملته الإنتخابية يوم السبت الفائت بخطبة عصماء طرح فيها برنامجه الإنتخابي ، وهذا فعل مشروع ، ولكن ختمها قائلا بالنص : إن لم أفز بمنصب الوالي ، فعلى أنصاري تحسس مقابض سيوفهم ..هكذا خاطب أنصاره ، فسارت بخطبته بعض صحف الأحد الفائت خبرا رئيسيا.. فتأمل نهج الحجاج بن يوسف الذي تجلى بكل وضوح في خطاب عبد الله بن أبوفاطنة ..!!
** مع الإتفاق على النهج ، إختلف أبوفاطنة عن الحجاج في الوسيلة .. حيث إن الحجاج توعد مخالفيه بضرب أعناقهم بسيف مقبضه في يده ، أما أبوفاطنة فإنه يتوعد غير مواليه – في حال خسارته – بسيوف مقابضها بأيدي مواليه.. أي ، وسيلة الحجاج المستخدمة في تنفيذ نهجه – ضد من يخالفه الرأي – أفضل بكثير من وسيلة أبوفاطنة المرتقب بها من لا ينتخبه ، حيث وعيد الحجاج كان وعيدا أحاديا ضد كل أهل العراق ، وهذا وعيد مقدور عليه مهمها عظم شأن المتوعد .. ولكن وعيد أبوفاطنة نوع من تحريض البعض ضد البعض الآخر ، حيث ينصح مواليه بتحسس مقابض سيوفهم ضد الآخرين الذين لم ينتخبوه ، وهذا النوع من الوعيد يسمى بالعربي الفصيح : إثارة ثقافة العنف وسط القواعد ..!!
** تمنيت صادقا بأن يصدر المرشح عبد الله أبوفاطنة بيانا واضحا – البارحة أو قبلها – ينفي فيه ما خرجت به صحف السبت الفائت على لسانه ، أو بيانا توضيحيا يوضح فيه بأن حديثه لم يكن بهذا المعني التحريضي ، أو بيانا أكثر وضوحا يعتذر فيه عن إستخدامه للغة الحجاج ونهجه في حفل تدشين حملته الإنتخابية .. تمنيت بيانا من تلك البيانات ، يومي الأحد والإثنين ، ولكن ما تصحيح مسار الساسة وسياستهم بالتمني .. والذي يحزن في وعيد أبوفاطنة هذا ، هو أنه صدر من مرشح لقب نفسه بالمستقل ثم يلقبه البعض الذي حوله بالديمقراطي .. أي ، الذي يهدد غير ناخبيه بسيوف ناخبيه ، مرشح مستقل وديمقراطي ..!!
** نعم ، أبوفاطنة مرشح ديمقراطي ومستقل ، ولكن حسب التصنيفات السودانية للأشياء السياسية ، وكما تعلمون لنا في تصنيفاتنا من الغرائب والعجائب ما يحير الإنس والجان .. فالأحزاب الديمقراطية عندنا هي تلك الأحزاب التي لم تتغير قيادتها من زمن ( حفرو البحر ) ..هذا نموذج تصنيف سوداني ليس إلا، ذكرته عرضا وليس تعمدا ، فإن تعمدنا – وتعمقنا – قد يصرفنا عن حجر الزاوية ، وهو ( خطاب المرشح أبوفاطنه )..خطاب يشبه كل خطب الدكتور نافع على نافع ، على سبيل المثال لا الحصر ، ولذلك أدهشني بأن يكون قائل ذاك الوعيد التحريضي من الملقبين بالديمقراطي المستقل .. وهذا يعكس لك بأن الديمقراطية والاستقلالية – في السودان – ( خشم بيوت ) .. خطاب نافع العنيف مرفوض ، ولكن خطاب أبوفاطنة العنيف مقبول ، أوهكذا نهج الجماعات والأحزاب التي تسمى نفسها بالديمقراطية .. ولذلك دائما أنصح نفسي – ومن أحب – بأن نتخذ لعقولنا مكانا قصيا ، بحيث لا تتأثر بطرائق تفكير أحزاب هذه المرحلة ، شمولية كانت أوديمقراطية .. فهذه وتلك – خطاب أبوفاطنة دليلا – بمثابة ( طرة وكتابة ) ..!!
اليكم ..الصحافة-العدد 5972
tahersati@hotmail.com
كل من صدق حكاية الانتخابات الحرة التي ستفتح الطريق امام التداول (السلمي) للسلطة وكل من ظن ان الديمقراطية لها مقعد اصلا في هذه البلاد يستاهل كل ما جرى وسيجري ….فالاحزاب كما هو بعلم الجميع اما طائفية او عقائدية او دينية او قبائلية او اسرية عديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل فاين موقع الديمقراطية من الاعراب في هذا الخضم المتناحر ياترى!!