منى سلمان

أسمح لي أشوفك يا أجمل حلم

[ALIGN=CENTER]أسمح لي أشوفك يا أجمل حلم[/ALIGN] إن شئت أخذ الجانب الإيجابي للمسألة، فيمكنك القول إن من أقوى مظاهر التعاضد والترابط الاجتماعي في القرية، هو سرعة الاستجابة لطارئ الخير أو الشر، الذي يخرج باحد أفراد القرية من حضنها .. ولادة متعثرة استدعت حمل الحامل لأقرب مستشفى يصلح لاستقبال مواليد البني آدميين، حالة صحية متدهورة استدعت مباشرتها في مستشفيات البنادر، خبر بكا، سيرة عرس، ومناسبات زواج الاقربين الذين يقيمون خارج نطاق القرية .. كل تلك المناسبات الاجتماعية خيرها وشرها تستوجب سرعة (اللحاق) بصاحبها للمساندة والمؤازرة أو للمؤآجرة .. فـ (لحقوني) و(لحقناهم) و( ما لحقتني ما بلحقا) أفعال مجاملة قروية كاملة الدسم.
أما من ينظر لتلك المجاملات بغير عين الرضا، فلا يرى فيها سوى (محقة) و(فراغ نسوان) و(قلة شغلة) وذلك لأن النساء هن أكثر من يهم ويهتم بتوخي الحرص والالتزام بمنهج (اللحوق) في فقة معاملاتهن .. وبعيدا عن نظرة التحيز ضد حركات النسوان، فان أوقات الفراغ العريض وعدم الموضوع الذي يجثم على صدر الحراك الاجتماعي في القرية، يترك الجميع .. رجال ونساء في حالة من التوق لحركة تغير ومناسبة تنعش الجو و(يتعمل بيها موضوع) ..
– كان (ابراهيم) من أكثر الحاملين لتلك النظرة السالبة ضد مجاملات (اللحوق)، وأشد الرافضين لـ (مقيل) النساوين تحت ظلال النيم، وجلسات الشاي والجبنة وعواميد الأكل الدائرة تحت ظلال الزيزفون، كلما (رقد) لناس الحلة (عيان) في مستشفى المنطقة الاقليمي، لذلك أصدر فرمانا صارما يقضي بمنع نساء أسرته الصغيرة والممتدة من محاولة اللحاق بـ أي مريض يغادر القرية مستشفيا في مستشفى المنطقة أو مستشفيات البنادر، حتى يعود بالسلامة أو يعود جثمانه محمولا على الأعناق ..
تقابل نساء أسرة (ابراهيم) ذلك الفرمان بالسخط في الظاهر لمنعهن من مجاملة الناس أسوة ببقية الحريم، ولكن (تحت تحت) فقد ارتاحن من تعب الجري وشلهتة عواميد المستشفيات بعد أن شال (ابراهيم) عنهن وش القباحة فصار عذرهن الجاهز عند كل تقصير:
والله ابراهيم حالف علينا من زيارة الاسبتالية .. جايب لينا اللوم ومخلي وشنا قدر السمسمة مع الناس .. لكن نسوي شنو عاد ؟ ان نضمنا اتقلمنا وان سكتنا السكات غلب علينا !!
إلى أن (دخل الكلام الحوش) وسقط الرجل مريضا بعلة في القلب مما استدعى حجزه بـ قسم العناية المكثفة في مستشفى المدينة .. لم تجرؤ واحدة من حريم الحلة ناهيك عن نساء أسرته، على كسر الحظر والذهاب للمستشفى لمعاودة (ابراهيم) رغم خطورة حالته، بينما جلست زوجته (المسكينة) وقد أثقل قلبها القلق عليه تبكي وتوصف لرفيقاتها:
يا أخواتي الكلام ده ما أعوج .. يعني الراجل يموت بلا ما ألاقيهو وأعافيهو ؟!
بعد مشاورات وفتاوي واستعانة بفقة الضرورات، قرر رجال الأسرة السماح لزوجة (ابراهيم) بالذهاب معهم للمستشفى لزوم المعافاة والذي منّو، وهناك جلست في مسكنة تحت ظل النيمة الرامية بجوار عنبر العناية انتظارا لأخذ الاذن لها بالدخول عليه بعد سماح الاطباء لهم برؤيته، بينما دخل شقيقه عليه وبعد (حق الله بق الله) و(اشوفك كيفن اصبحتا) .. نقل لـ (ابراهيم) خبر وجود زوجته بالخارج ورغبتها في الاطمئنان عليه ..
انتفض (ابراهيم) جالسا وكأنه لا يشكو من الحبّة وطارت عروقه عرق .. عرق وتشحطت عصيباته وقال في هيجان شديد:
الجابا شنو ؟ علي الطلاق بالتلاتة .. تجي داخلة هنا إلا أمرق أفوت ليها المستشفى دي كلو كلو !!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫4 تعليقات

  1. هههههههههههههههههه
    والله نحنا السودانين عندنا حاجات غريبه…………… المراه جات نواسيهو في شدتو يقوم يحلف ما تدخل عليهو…………

  2. طبعا الجابه شنو حلوه دي يا إبراهيم الظاهر إنه طفشان منها في البيت كثير لكن يا ريت حليفة ذي حواليفة عم لينا جنه وجن مشي النسوان في هذه الإمور فحصل ان إبن أخيه ضرب في مشكلة من المشاكل والدم سال ورقدوه في المستشفى عمنا جاب البكس وقال علي الحرام مره واحده ما تركب وصادف أن ابنة أخية زوجة أحد أبناءه أخت المضروب قال يابا فلان دمه يشر وماأمشى ليه فحن لهذه اللهجة الدبلماسية الهادئة من بنت أخيه وقال لها قلتي كدي سمح اركبي ودواليك ركبن كل النساء من بعدها .