الطاهر ساتي

هيئة يوسف للـ …( قطع الجائر ) ..!!

[ALIGN=CENTER]هيئة يوسف للـ …( قطع الجائر ) ..!![/ALIGN] ** سألت صديقي إيهاب إسماعيل ، صحفي مقيم بسويسرا ، عن سر الأرقام المكتوبة على أشجار شوارع زيورخ بكل وضوح ، بحيث تقرأ من مسافة ليست بقصيرة .. فرد شارحا بأن السلطات هناك تهتم بالأشجار كما إهتمامها بالبشر ، بحيث تحصها على مدار العام وترقمها بالتسلسل وترعاها بالسقي والتشذيب ثم تقيها من الأمراض وتحميها من القطع الجائر .. ثم إسترسل موضحا بأن قطع أية شجرة ، لأي سبب ، يستدعي من السلطات إتباع حزمة إجراءات صارمة أهمها إستفتاء أهل الحي الذي به تلك الشجرة المراد قطعها ، إن وافقوا قطعوها وإن لم يوافقوا تركوها ، علما بأن القطع – بالإجماع الشعبي – من الحالات النادرة ، ولا تلجأ إليه السلطات إلا عند الضرورة القصوى ، أي في حال إستخدام المساحة التي تحتلها الشجرة لمنفعة عامة ..هكذا إهتمام سويسرا بالأشجار ، وما هي إلا نموذج لدولة غربية ، بحيث كل دول تلك المنطقة ترعى الأشجار رعاية ترغم إنسان العالم الثالث بأن يبتهل سرا : يا ليتني لو كنت شجرة في عاصمة غربية ..!!
** تلك ليست مقدمة فحسب ، بل هي واقع في حياة الذين يهتمون بالبيئة هناك ، أهدى ذاك الواقع لحكومة ولاية الخرطوم ، ثم إقترح لها بأن تبعث العميد يوسف عبد الفتاح – خصما من ميزانية الحملة الإنتخابية – إلي إحدى تلك العواصم ، ليتعلم ويعلم قيمة الشجرة في حياة الناس .. هكذا إقترح .. فالعميد يوسف عبد الفتاح ، رئيس هيئة ترقية السلوك الحضري بولاية الخرطوم ، للأسف لم يتعلم قيمة الشجرة في حياة الناس ولا يعلم موبقات القطع الجائر للأشجار على صحة البيئة ، أي يجهل تماما معنى إسم الهيئة التي يرأسها .. فالهيئة إسمها : هيئة ترقية السلوك الحضري بولاية الخرطوم .. ولكن للأسف يرأسها رجل سلوكه الحضري غير مرتقٍ ، وهو العميد يوسف عبد الفتاح ، ولو كان مرتقيا لما إحترف عمليات القطع الجائر التي تشهدها أشجار الخرطوم منذ نصف شهر ، تحت سمع وبصر الناس والصحف ومنظمات المجتمع المدني ، وبعلم كامل من حكومة ولاية الخرطوم ، وربما بتوجيهها.. الله أعلم ..!!
** عند تأسيسها ، لم يخطر في أذهان الناس بأن قطع أشجار شوارع العاصمة قطعا جائرا سيكون من مهام تلك الهيئة .. كنت أحسبها هيئة بمثابة وظيفة تشغل العميد يوسف ثم تعين سيادته فقط على مشاق الحياة ورهق الغلاء الطاحن ، ولم يذهب بنا الظن بأنها هيئة أعدت خصيصا لقطع أشجار شوارع الخرطوم قطعا عشوائيا بواسطة المساجين ، أوالمتطوعين كما يسميهم رئيسها .. ولذلك عندما شاهدت العميد يوسف ذات مساء متحدثا بحماس – لقناة النيل الأزرق – بأن من إنجازات هيئتة تنظيف الشارع المؤدي من وإلي بيت الضيافة في وقت وجيز، قلت لنفسي ( خير وبركة ) ، حيث بيت الضيافة يرتاده ضيوف البلد ، وهذا يتطلب بأن يكون شارعه نظيفا وجميلا بجهد هيئة يرأسها العميد يوسف ، رغم وجود سلطات ولائية وآخرى محلية تتحصل شركاتها من كل بيوت الخرطوم ( رسوم نفايات ) .. !!
** ثم قرأت له ذات يوم بإحدى الصحف بأنه ذهب إلي مدير جهاز الأمن الوطني والمخابرات ، وإتفق معه على تنظيف الشوارع المحيطة بمباني الجهاز ، فقلت لنفسي أيضا ( خير وبركة ) ، فإن شوارع جهازنا أيضا يجب أن تكتسي بالرونق والجمال في مرحلة الديمقراطية القادمة ، ولهذا ليس هناك مايمنع تأسيس هيئة – برئاسة العميد يوسف – لتساهم في التجميل والتنظيف مع عمال شركة نظافة ولاية الخرطوم .. لهاتين المهتين – تنظيف شارع بيت الضيافة وتجميل شارع جهاز الأمن – أحسنت الظن في تلك الهيئة ، وقلت ( خير وبركة ) ، وليس مهما حال شوارع العامة وأزقتهم التي لم تقترب منها الهيئة إلا حاليا .. وليتها ما إقتربت منها ، حيث غزتها بمعاولها وفؤوسها و قطعت – حتى الآن – أشجارها بشارعي المطار والنيل .. ولا تزال ..!!
** نأمل أن يصدر والي الخرطوم توجيها عاجلا بحصر مهمة هيئة العميد يوسف فقط في تنظيف شوارع سادة البلد وواجهات منازلهم ومنازل جيرانهم أيضا ، مع التحذير بألا تقترب من شوارع العامة ،لاتنظيفا ولا قطعا جائرا وعشوائيا لأشجارها ، كما تفعل الآن .. هذا مانرجوه من الوالي ، أما منظمات المجتمع المدني ، فسلام عليها ، وكذلك ( رحمة الله عليها ) ..!!

اليكم ..الصحافة-العدد 5971
tahersati@hotmail.com