تحقيقات وتقارير

التحرُّش بالنساء هل أصبح عادة في العمل والمركبات العامة؟

أصبح التحرُّش الجنسي بالنساء أمراً معتاداً في المركبات العامة، وفي مجتمعنا، وفي العمل، فما أن تطأ قدم فتاة المركبة العامة حتى تتعرَّض للتحرُّش بكل أنواعه.. قصص وحكايات تصم الآذان. لقد باتت الكثيرات من الفتيات يخشين ركوب المركبات العامة تفادياً للتحرُّش، وأخريات يلجأن إلى المقاعد الجانبية حتى يتجنبْن الالتصاق والاحتكاك، ولكن في نهاية الأمر لا بُدَّ لهن من استقلال المركبات العامة حتى تقلهن إلى وجهاتهن المختلفة.
هنالك من تتعرضن للتحرُّش باللفظ واللمس، ولكنهن يستحين من التحدث والصمت (خوفاً من الفضائح)، على حد اعتقاد بعضهن، فتصبح المسكينة تحت ضغط المضايقات إلى إن تصل إلى وجهتها، وأخريات لديهن شجاعة تجعلهن أكثر جرأة لصد الاحتكاكات، ولكنهن قليلات. أما التحرُّش في العمل فحدِّث ولا حرج؛ ضغوط وابتزاز وفصل من العمل إذا تمنّعت الفتاة.
قضية التحرُّش الجنسي أصبحت من القضايا التي تهم مجتمعنا السوداني الذي يرى البعض منه أن الحديث في مثل هذه الموضوعات ما هو إلا تجاسر أكثر من اللازم، وفي نظر البعض (قلة أدب)!! ولأنّ دور الصحافة هو طرح القضايا التي تهم المجتمع، فإننا نتحدث اليوم عن هذه القضية حتى لا نصبح مثل النعام الذي يدفن رأسه في الرمال.
«الأهرام اليوم» استطلعت عدداً من الشباب والشابات حول هذه الظاهرة، فماذا قالوا؟!
{ ابتدرت لمياء الصادق «طالبة جامعة الخرطوم» حديثها قائلة: إن التحرُّش أصبح أمراً يسبب لنا إزعاجاً وضيقاً لا يوصف، فنحن كفتيات أصبحنا نتفادى الركوب في الحافلات بسبب مرض بعض الرجال، وأنا – عن نفسي – اشتركت في (ترحيل) حتى أتفادى هذه السخافات التي لن تندثر إلى يوم القيامة.
{ وبغضب شديد تقول رشا كمال «موظفة»: لماذا هذه النظرة الدونيَّة للمرأة من قبل الرجال؟ فالمرأة كائن أرفع مقاماً وأعلى قدراً من أن يُستهان بها وتتعرض لمثل هذه الأشياء المهينة لكرامتها، فلماذا ينظر البعض إلى المرأة على أنها موطن لإفراغ شهواتهم وإشباع غرائزهم، فيمارسون معها هذه الإهانات. والرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم» أوصى بالنساء خيراً، ولذلك يجب أن تكون هناك مركبات للنساء وأخرى للرجال، حتى لا تتعرض المرأة لمثل هذه الإهانات، لأن معظم الشباب أصبح مريضاً بهذه الأساليب الحيوانية. أمّا التحرُّش والمضايقات التي نتعرض لها في العمل فحدِّث ولا حرج.
{ وعلى النقيض تماماً تؤكد لينا إبراهيم «طالبة بجامعة النيلين» أن اللوم لا يقع على الرجل وحده، فالمرأة هي التي جعلته يقدم على هذا السلوك، لأنها بارتدائها الملابس الضيقة جداً أشعلت فيه غرائزه، وتقول: قبل أن نلقي اللوم على الرجل لا بُدّ أن نسأل عن الدافع لفعلته هذه، فكل فتاة إذا ارتدت زياً فضفاضاً محتشماً فإنها لن تتعرض لمثل هذا التحرُّش الذي لا يحدث إلا لذوات الزي الفاضح.
{ ويوافقها الرأي زميلها صلاح عبد الله قائلاً: الفتيات أصبحن هن الدافع لمثل هذا التحرُّش، فالرجل لا ينظر إلى المرأة المحتشمة ذات الملابس الفضفاضة إلا نظرة احترام، ويتحرّش بتلك التي جعلت جسدها «مجسَّماً» للغادي والرائح.. ويشتهيه الكثيرون.
{ ويرى عبد الفتاح عثمان «في السنة الرابعة بجامعة الخرطوم» أن التحرُّش أمر مزعج للفتيات، ولهم كشباب؛ لأن الفتيات في المركبات أصبحن يفتقدن الثقة فيهم، فإذا جلسوا بجانبهن والمكان ضيق ينظرن إليهم نظرة محتقرة. ويضيف عبد الفتاح: (لو أدخلت يدك في الجيب لتخرج محفظة نقودك يقولوا ليك احترم نفسك).. والتحرُّش أصبح أمراً مزعجاً ويجب على الشباب ألاّ يضايقوا الفتيات حتى تظل مكانتهم مرفوعة.
{ مها طارق «خريجة» تقول: الحمد لله اشتريت (عربيّة) حتى أريح نفسي من مثل هذه المضايقات التي تنم عن شخصية مريضة تحتاج إلى علاج نفسي، وكان الله في عون البنات اللائي يركبن المركبات العامة، وأوصي هؤلاء الفتيات بعدم السكوت عند التعرض للتحرُّش حتى يتوب المتحرِّش عن فعلته.
{ «ليه بتلومونا نحن الشباب»؟! بهذه العبارة بدأ لؤي الطاهر حديثه، مؤكداً أن الفتيات هن السبب الأساسي في هذا التحرُّش، وقال: قبل أن تضعوا اللوم على الشباب ابحثوا عن المسببات التي دعت إلى هذا الفعل، فالشاب الذي يتحرَّش بالفتاة ليس مريضاً، على حسب ادعاء بعضهن، وإنما لأنه رجلٌ، ولا بُد أن تُثار غرائزه بسبب الزي (المحزق) عند بعض الفتيات، لأبعد الحدود، فإذا أرادت الفتاة أن لا يُتحرَّش بها فعليها أن ترتدي زياً فضفاضاً، والقرآن الكريم أمر المرأة بالحجاب.
{ وتقول ريم ماجد «سكرتيرة»: العيب ليس فينا، ولا في الأزياء التي نرتديها، وإنما في التركيبة النفسية للشباب، ولكبت المجتمع وضغوطاته عليهم، ولعدم مقدرتهم على الزواج، فيريد الواحد منهم إشباع غرائزه بهذه الطريقة الحيوانية، وصاحب السلطات في العمل يمارس ضغوطه على الموظفة التي لم تخضع لرغباته ومجاراته.
{ (ياريت لو كان الشباب براهو بعاكس).. «منى شريف» التي بدأت حديثها بهذه العبارة تؤكد أن أكثر الذين تعرضّت للتحرُّش منهم هم من الرجال (كبار السن) والمتزوجين.. وتتساءل: ماذا يريد الرجل المتزوج بإقدامه على مثل هذه الصغائر التي تهينه وتهين زوجته؟ولماذا يترك طريق الحلال ويذهب في الحرام لإشباع غرائز حيوانية مهينة؟ فالمرأة لم تُخلق لمثل هذه الأشياء لوحدها.
وطالبت «منى» بأن تكون هناك حافلات للنساء وأخرى للرجال، وأن تكون هناك (تراحيل) لكل المؤسسات المختلفة وللجامعات أيضاً، لتجنُّب مثل هذه الأفعال.
{ ويؤكد «يوسف محمود» أن كل فتاة إذا كانت عملت لصد المتحرُّش لما واصل البعض تحرُّشاتهم الحيوانية هذه التي تنم عن خلل في شخصية صاحبها. ويوصي يوسف كل الفتيات بصد التحرُّش حتى تخف هذه الظاهرة.
{ «تامر خليل» يشدِّد على أن تكون هناك ضوابط في الزي الذي ترتديه بعض الفتيات، الذي وصفه بأنه فاضح ويثير الغرائز ويدعو بعض الشباب إلى الإقدام على مثل هذه الأفعال المشينة، ويقول: ليس معنى ذلك أنني أرمي باللوم كله على الفتيات، ولكنها عملية تكاملية، ولا بد من أن نجري بعض الإصلاحات حتى تستقيم الأفعال.
{ ماجدة علي «موظفة» ترى أن التحرُّش في العمل أسوأ من التحرُّش في المركبات العامة أو في الجامعات أو في الشارع العام (ابتزاز، إكراه، وإغراء) وإن لم توافق الُمتحرُّش بها على ما يريده رئيسها في العمل فإن الشارع سيكون هو مكانها.
{ رأي الطب النفسي
يوضح الدكتور الأمين حسين، اختصاصي الطب النفسي، مفهوم التحرُّش الجنسي من الناحية العلمية، ويقول إنه محاولة إحداث فعل جنسي مع أنثى دون رضاها.
ويرى دكتور الأمين أن الذي يقدم على مثل هذا الفعل يعاني من خلل نفسي بالتأكيد، ويفتقر إلى السلوك السليم. ومن علامات النضج الجنسي أن تكون للإنسان علاقة جنسية مع شريك واحد فقط، وبالتالي هذا يتفق مع المفاهيم الإسلامية التي جعلت هذه العلاقة داخل إطار شرعي هو الزواج، ويوجد أحياناً فهم خاطئ لنظرية «فرويد» ومهاجمتها بطريقة غير علميّة، فالإثارة الجنسية شيء طبيعي، والمجتمع له أثر في هذا التحرُّش، فالتهاون في الخطأ وعدم الردع وتعسُّر الزواج، كلها أسباب لزيادة التحرُّش الذي هو أحد أنواع السلوك الشاذ في المجتمع، فالطاقة الجنسية بالإنسان – كما قال فرويد – إذا تعرضت لكبت ولم تسر في مسارها الصحيح فإن ذلك يؤدي إلى الانفجار في شكل السلوك الشاذ مثل التحرُّش الجنسي، حيث ضرب فرويد مثلاً لذلك بأنبوب المياه الذي إذا تعرّض لقفل فإنه سوف ينفجر.
{ ماذا يقول علم الاجتماع
تقول الباحثة الاجماعية «سمر عثمان بابكر» بمستشفي طه بعشر: إن التحرُّش الجنسي لديه دوافع كثيرة، منها الضغوطات والعزوف عن الزواج والأفلام الفاضحة التي يشاهدها بعض الشباب والإعلام السلبي والزي الضيق الذي ترتديه كثير من الفتيات.. وقد ازدادت الظاهرة وأصبحنا نراها في الشارع العام، ومن المفترض أن يكون هناك ردع للسلوك الخاطئ للشباب، لكن المجتمع يزجر الفتاة التي تعرضت لتحرُّش لأنها أفصحت عمَّا ألمَّ بها، وهناك الكثير من الأساليب الخاطئة في المجتمع، والخطأ المجتمعي لا يمكن مداراته بالخطأ، والاغتصاب الذي أصبح الآن متزايداً بصورة كبيرة ما هو إلا من إفرازات المجتمع الخاطئة، فالاغتصاب في بداية الأمر كان تحرُّشاً جنسياً ثم تطوَّر، ولذلك لا بد من الردع حتى نحد من هذه الظاهرة.
{ التحرُّش الجنسي من الناحية الدينية
{ يؤكد الشيخ محمد هاشم الحكيم لـ «الاهرام اليوم» أن الجنس غريزة فطرية، وضعها الله في الإنسان وأباح له إشباعها بالطرق الشرعية داخل الإطار الزوجي، ووضع الضوابط التي تمنع إثارة الآخرين، فأمر المرأة بالحجاب، وأمر الرجل بغض البصر. ونحن نجد في الشارع نوعين من التحرُّش الجنسي، أخطرهما تحرُّش النساء بالرجال، وذلك باللبس الفاضح وتوابعه من (مكياج) وعطور وتبذُّل في الكلام وإشارة في المشي.. فالمرأة التي تصنع هذا هي متحرُّشة بالرجال، لأنها متعمدة للفتنة.
والنوع الثاني هو تحرُّش الرجال بالنساء، وقد حرمت الشريعة التحرُّش الجنسي اللفظي لقوله تعالى «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا». وقال الرسول صلى الله عليه وسلَّم: (العين تزني وزناها البصر). وبُعد المرأة عن الالتزام بهذه الضوابط لا يبيح للرجل أن يتجاوز هو أيضاً الحدود. ومسؤولية محاربة هذه الظواهر مشتركة، فالجهات المختصة مسؤولة، وأولياء الأمور مسؤولون، فبعضهم سمحوا بعدم الالتزام بالزي الشرعي وأهملوا تربية الشباب. لكن عموماً المرأة مضغوطة وتتعرض للتحرُّش داخل العمل، ولقد أجرينا في مركزنا دراسة حول التحرُّش الجنسي بالموظفات في مائتي عينة، فأكدت الدراسة أن 79% من الموظفات يتعرضن للتحرُّش الجنسي في العمل، سواء أكان لفظياً أو مادياً، ووردت إلينا الكثير من قصص الابتزاز.. كأن لا يتم التعيين إلا بعد زمن، وإذا رفضت المُتحرَّش بها أفعال مديرها الفاضحة تُفصل على الفور من العمل، وهذا لا يجوز، وهو ضربٌ من الاستغلال والإضرار، والرسول صلى الله عليه وسلَّم يقول: (لا ضرر ولا ضرار)، ولذلك نوصي بسن التشريعات التي تمكِّن المرأة من تفادي ضغوط التحرُّش الجنسي، مع العلم بأن الاغلبية لا يستطعن الشكوى والبوح حتى للأهل، فلو أخبرت المُتحرَّش بها والدها أو زوجها بما يحدث في العمل فسوف يتم منعها عن العمل. ونؤكد ختاماً على دور الدولة في تنظيم عمل المرأة، ودراستها، بما يحفظ لها كرامتها ويمكِّنها من أداء دورها في المجتمع.

صحيفة الاهرام اليوم

‫4 تعليقات

  1. لذلك لا بد من قوانيين محاكم النظام العام و القاضية بجلد النساء و الرجال و كل من يبدر منه عمل فاضح – قامت الدنيا في كل العالم عندما رأت شريط فتاة الفديو و سببها الزي الفاضح .
    الزي الفاضح سبب رئيسي للتحرش الجنسي و لو أردنا القضاء عليه علينا التمسك بقوانين النظام العام و مواصلة الجلد في الأماكن العامة و جلد كل من تلبس زي فاضح حتي لو كانت “”صحفية””

  2. شوفو يا ناس هذا المشكلة يجب مواجهته بصدق والامانة بدلاً من الحديث الغير واقعية اولاً انا لم اتفق مع الذين ذهابُو وقالو بان سبب التحرش يرجع الى اللبس هذا الكلام فارغ وتضليل عقول الناس بكذب وايضاً هنالك الاخرين ذهابو وقال يجب عن يكونوا هنالك سيارة اجرة خاصة للنساء حتى يرتحوا من هولاء المتحرشين بهم وهنالك الا خرين ذهابو وقالو على البنات والنساء عليهن اختيار ملابس فضافض وهنالك ايضاً الاخرين ذهابو واتهم الشباب مبشرة .وهنالك الاخرين ذهابو وقالو التحرُّش الجنسي، أخطرهما تحرُّش النساء بالرجال، وذلك باللبس الفاضح وتوابعه من (مكياج) وعطور وتبذُّل في الكلام وإشارة في المشي.. فالمرأة التي تصنع هذا هي متحرُّشة بالرجال، لأنها متعمدة للفتنة. دعونى اقول ذلك الخلال يرجع الى هذا التفكر الغير منطقية وغير وقعية وغير اخلاقى ايضاً الكل يريدون عن يعلق هذا كلها لشماعة الدين و الملابس. سؤالى هنا كما مثل هذا الجرائم يرتكب فى السعودية واللنساء كلهن محجابات ام بخصوص الدين كما مساجد فى السودان الان ؟ هذا المشكلة اساسه خلال فى التربية والتنشئ السلم.

  3. الموضوع مهم جدا ومحتاج لمعالجات عاجلة اول شئ فرض عقوبات رادعة تصل للجلد والسجن فى حالة التحرش من قبل الطرفين ثانى شئ تخصيص مقاعد او مواصلات تخص الاناث تفاديا لما يحصل لهم ثالث شئ التزام البنات بلبس واسع فضفاض يستر . وياريت يكون الموضوع موقع نقاش من كل الجهات المختصة. بالجد البحصل فى المواصلات شئ مقرف ووقح لابعد الحدود مننا نحن الرجال ومن البنات بلبسهم الفاضح . البنت هى امك واختك وزوجتك وبنت اهلك واكيد نحن مابنرضى انو يحصل لبناتنا اى نوع من التحرش فياريت كل انسان يخاف ربو يراعى البنت الفى الشارع او زميلتو فى اى موقع كان

  4. كل المظاهر السالبة التي تظهر في مجتمعنا يجب أن نواجهها بصراحة ووضوح ، فمن منا ليس له أم أو أخت أو أبنة أو زوجة تخرج الي الشارع بأختلاف الأغراض والأهداف ، أذاً هذا يعني بأنها يمكن أن تتعرض لنفس الموقف ، وهذا يعني ان طرف السوط يصيبنا جميعاً أن غفلنا عن الأمر أو تغافلنا لذلك أري الآتي :-
    1/ دوماكنت أمعن النظر وأنا جزء من هذا المجتمع يصيبني ما يصيبه في ما أري من سلوكيات سواء كانت من الرجل أو المرأة ، فوجدت أن محاولة تجريم طرف وتبرأة طرف هي قمة الجهل وعدم الموضوعية .
    2/ الموضوع الذي نتحدث عنه نجده يعبر عن التردي الكامل في سلوكيات الأنسان وتحوله من مخلوق مكرم من المولي عز وجل الي مخلوق حيواني لايدرك من سبب وجوده الا شهوته.
    3/ وجدت أننا عندما يصيبنا مرض فأننا نذهب الي الطبيب وليس أي طبيب بل الطبيب صاحب العلاقة بالجزء من الجسم الذي نحس فيه بالعله ، وأننا أذا أردنا عمل مبايعة عند شراء أرض أو عربة فأننا نذهب الي محامي وهكذا في كل جانب من الحياه نذهب الي صاحب العلم والمشورة ، ولأن المنطق والعقل لايقول غير ذلك .
    4/ ولكننا نغفل أو في كثير من الأحيان نتغافل عن أننا مسلمون ننطق بالشهادتين ، وأن الهدف الأساسي الذي خلقنا من أجله العبادة ، والعبادة ليس بالمفهوم الضيق الذي يحاول كثير من الناس أن يتم حصره علي الصلاه والصيام والزكاه والحج ، أنها أخوتي أركان الأسلام التي يقوم عليها فلا غني للمسلم عنها ، ولكن ولأن لنا رباً حكيماً عليماً متحكماً متمكناً ، جعل كل خطوة لنا يمكن أن تكون عبادة ، أذا أخلصتها للمولي عز وجل ، هنا أريد أن أقول بأن أبتعادنا عن المنهج الموضوع من المولي عزوجل وهو خالق هذا الكون وهو أعلم بكل معطياته وأعلم بما يصلحنا وينفعنا وماهو أنسب لنا كبشر فالمنطق يقول أن من يريد السير في الطريق الصحيح فلابديل له ألا منهج الله الذي وضعه لنا .
    5/ لذلك عندما نجد المبررات لفعل أفعال ما والتي يزينها لنا الشيطان وهو أعدي أعداء أبناء آدم ، وتأمرنابهاأنفسنا الأمارة بالسوء ، فنحن هنا كمن يكون لديه آلام في أضراسه ويذهب الي محامي أو مهندس طالب منه العلاج ، أو في أفضل الأحوال يذهب الي طبيب عظام .
    6/ عليه فأن سبب التحرش في الطريق أو المركبات العامة أو في أماكن العمل أعاذنا الله وأعاذ نساءنا من التعرض له ، هو ناتج من بعدنا عن المنهج الصحيح وعن الشارع الأعظم الذي خلقنا وهو أرحم بنا ويعلم نقاط ضعفنا ونقاط قوتنا ، لذلك عندما قال لنا أن نقض أبصارنا ليس لعباً ولا عبس تنزه وتجلي ربنا عن هذا ، وعندما أمر نساءنا بالحجاب فهو أكرم لهن وأنظف .
    أرجو أن أكون قد أوصلت الفكرة ، فلنحيا حياة طيبة تحت ظلال الرحمن.