في موريتانيا: إنقلاب يطيح بأول رئيس منتخب و الامم المتحده تأسف للأنقلاب و أمريكا تدعو لإطلاق سراح الرئيس
نواكشوط (رويترز) – أطاح الجنود الموريتانيون بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد يوم الاربعاء وأعلنوا ان مجلسا عسكريا تولى السلطة في الدولة الواقعة في شمال غرب افريقيا.
واعتقل الجنود الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في قصره بعدما أقال ضباطا كبارا بالجيش يوم الأربعاء خلال أزمة سياسية في موريتانيا التي تقع بين افريقيا العربية والسوداء وتعتبر من أحدث دول القارة انتاجا للنفط.
وأدان الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي الانقلاب. لكن هناك انقساما في الرأي في الدولة الصحرواية الى حد كبير ويسكنها ثلاثة ملايين نسمة.
وأعلن “مجلس دولة” برئاسة أحد الضباط المقالين وهو قائد الحرس الرئاسي محمد ولد عبد العزيز ان عبدالله أصبح الآن “رئيسا سابقا” وألغى مرسومه السابق باقالة عبد العزيز وقائدى الجيش وقوات الأمن.
وبثت قناة العربية التلفزيونية الفضائية البيان الذي وصف بأنه “البيان رقم واحد” للمجلس.
وفاز عبد الله بأول انتخابات حرة ونزيهة تجرى في موريتانيا العام الماضي منذ استقلالها في عام 1960 وتسلم السلطة من حكومة عسكرية أطاحت بالرئيس السابق معاوية ولد سيد احمد الطايع في انقلاب الابيض في عام 2005 .
وكان عبد العزيز مؤثرا أيضا في الإطاحة بالطايع في آخر انقلاب ناجح في افريقيا وكان الرجل الثاني في المجلس العسكري الحاكم.
وقالت أمل ابنة الرئيس في تصريحات لرويترز “جاء ضباط الأمن في الحرس الرئاسي الى دارنا حوالي الساعة 9.20 (0920 بتوقيت جرينتش) وأخذوا أبي.”
واضافت ابنة عبد الله “أبقينا في المنزل ومنعنا من مغادرته. هناك حراس متمركزين في المطبخ وغرف النوم وحتى في الحمامات. الهواتف فصلت. انه انقلاب بالتأكيد.”
وقال مسؤول في الرئاسة طلب عدم نشر اسمه ان رئيس الوزراء ووزير الداخلية اعتقلا ايضا.
وأُغلق المطار الرئيسي في البلاد ووقف جنود على متن عربات جيب ممسكين بالمدافع خارج مقر الحكومة فيما تجمع الشبان الذين كانوا يرتدون القمصان او الملابس التقليدية قريبا ولوح بعضهم بفرح لكاميرات التلفزيون. لكن الشرطة أستخدمت الغاز المسيل للدموع اليوم لتفريق نحو 50 من مؤيدي عبد الله.
وصاح كوري ولد ناينا “نحن ضد الجيش وضد الانقلاب بشدة.. ونؤيد سيدي حتى الموت.”
وأدان المجتمع الدولي بوضوح انقلاب يوم الاربعاء. وكان قد رحب على نطاق واسع بالانتخابات الديمقراطية العام الماضي.
وجاء في بيان صدر في مقر الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا “ان الاتحاد الافريقي.. يدين الانقلاب ويطالب بعودة الشرعية الدستورية.”
وطالب لوي ميشيل مفوض الاتحاد لشؤون المساعدات باطلاق سراح عبد الله قائلا ان الانقلاب “يجعل سياستنا للتعاون مع موريتانيا قيد المراجعة.”
وقالت نيجيريا القوة الاقليمية انها “لن تعترف بأي حكومة لم تأت الى السلطة عبر الوسائل الدستورية.”
وأبدل عبد الله الحكومة في مايو آيار بعد ان وجهت لها انتقادات بشأن تعاملها مع ارتفاع أسعار الغذاء وهجمات شنها على مدى عام جناح القاعدة في شمال افريقيا.
لكن الحكومة الجديدة استقالت الشهر الماضي في مواجهة اقتراح بسحب الثقة منها. وتشكلت حكومة أخرى دون مشاركة حزب اتحاد قوى التقدم وحزب التواصل الاسلامي اللذين شاركا في الحكومة السابقة.
واستقال هذا الاسبوع معظم اعضاء البرلمان الذين ينتمون لحزب عبد الله العهد الوطني للديموقراطية والتنمية من الحزب بشكل جماعي.
وقال محمد علي ولد شريف أحد البرلمانيين المستقيلين ” للأسف ان الأمر تطلب انقلابا عسكريا لكني أؤيد تماما التغيير الذي أحدثه.”
ودعا حزب تجمع القوى الديمقراطية المعارض الى العودة الى النظام الدستوري لكنه لم يدن الانقلاب.
وقال رويري باترسون وهو محلل بمؤسسة كونترول ريسكس الاستشارية ” سرت شائعات قبل نحو اسبوعين بأنه قد يحدث انقلاب في المستقبل القريب. لم يكن سرا الى حد ما أن اثنين من كبار القادة العسكريين يدفعان هذا الانقسام داخل الحزب الحاكم.”
وأوضح باترسون ان الاستثمارات النفطية والتعدينية لن تتأثر بشدة على الأرجح.
وموريتانيا التي تصل مساحتها الى مثلي مساحة فرنسا التي استعمرتها في السابق غنية بالحديد الخام والنحاس والذهب.
ولدى شركات التعدين فيرست كوانتام وارسيلورميتال وقطر للصناعات مناجم او مشروعات هناك. وتدير شركة بتروناس الماليزية للنفط مشروع لاستخراج النفط الخام قبالة السواحل الموريتانية بدأ العمل في 2006 وتقوم شركة النفط الفرنسية الكبرى توتال بالتنقيب عن النفط.
——————————————————-
الامم المتحده تأسف للانقلاب
— —- —- —- —- —- —- —
الامم المتحدة (رويترز) – دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الاربعاء الى إستعادة النظام فورا في موريتانيا حيث أطاح جنود برئيس منتخب ديمقراطيا.
وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة للصحفيين “الأمين العام يدعو لاحترام سيادة القانون والإعادة الفورية للنظام الدستوري في البلاد.”
واعتقل حرس الرئاسة الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله يوم الاربعاء بعدما عزل عددا من كبار الضباط في الجيش في البلاد.
——————————–
أمريكا تدعو
— — — — —
واشنطن (رويترز) – أدانت الولايات المتحدة الانقلاب الذي وقع في موريتانيا يوم الاربعاء قائلة انه أطاح بحكومة منتخبة ديمقراطيا. ودعت الجيش للافراج عن الرئيس ورئيس الوزراء.
وقال جونزالو جاليجوس المتحدث باسم الخارجية الامريكية للصحفيين ” هذه حكومة دستورية منتخبة ديمقراطيا ونحن ندين هذا العمل.”
“ندعو الجيش للافراج عن الرئيس وعن رئيس الوزراء وإعادة حكومة موريتانيا المنتخبة ديمقراطيا على الفور.”
واعتقل حرس الرئاسة الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله يوم الاربعاء بعدما عزل عددا من كبار الضباط في الجيش في البلاد.
وقال جاليجوس ان معلوماته تشير الى أن المواطنين الأمريكيين المعروفين في البلاد في أمان.
————————————
[ALIGN=JUSTIFY]رويترز) – قال مسؤول رئاسي ان الجنود في موريتانيا احتجزوا الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله ورئيس وزرائه ووزير الداخلية يوم الاربعاء.
وتجمع الجنود في القصر الرئاسي بعدما أقال عبد الله ضباطا كبارا بالجيش في وقت سابق يوم الاربعاء في إطار أزمة سياسية.
وفيما يلي بعض الحقائق الأساسية عن عبد الله:
– كلف الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله رئيس الوزراء يحيى ولد احمد الواقف تشكيل حكومة جديدة الشهر الماضي بعدما استقال رئيس الوزراء مع حكومته بعد تمرد برلماني.
– شكل ذلك أول أزمة سياسية كبيرة تواجه عبد الله منذ فوزه في انتخابات 2007 ليفتح الباب أمام عودة الحكم المدني الى الدولة المسلمة الواقعة في شمال غرب افريقيا.
– تسلم عبد الله السلطة من مجلس عسكري حكم البلاد منذ أطاح بالرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع في انقلاب ابيض عام 2005 .
– ولد عبد الله الذي ينتمي لنخبة المور ذوي البشرة الفاتحة والتي حكمت بصورة تقليدية الدولة الصحراوية الى حد كبير عام 1938 ودرس في دكار عاصمة السنغال وايضا في جرينوبل وباريس وتخرج بعد دراسة الرياضيات والفيزياء والكيمياء.
– شغل في السبعينات العديد من المناصب الوزارية ومنها وزير الدولة للاقتصاد الوطني. وفي الثمانينات كان وزيرا للطاقة ثم وزيرا للمصايد والاقتصاد البحري.[/ALIGN]